السياسية – رصد:

رشيد الحداد*


بالتزامن مع تصاعد المخاوف الإسرائيلية من دخول اليمن بشكل أوسع على خط المواجهة مع الكيان، إسناداً للمقاومة الإسلامية في لبنان وقطاع غزة، لمّحت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلية إلى إمكانية مواجهة أي تصعيد لحركة «أنصار الله»، بفتح جبهات داخلية ضد الحركة في الساحل الغربي لليمن، تقودها الميليشيات الموالية لأبو ظبي.

واستعرضت تلك الوسائل، خلال اليومين الماضيين، الوجود العسكري للفصائل الموالية للإمارات في اليمن، سواء «المجلس الانتقالي الجنوبي»، أو تلك التي يقودها عضو ما يسمى «المجلس الرئاسي» المرتزق طارق صالح، في الساحل الغربي للبلاد.

ونقل عدد منها، وبعضها قنوات تلفزيونية، مشاهد لقوات تابعة لـ«الانتقالي» وأخرى تابعة لطارق صالح الذي تتمركز مليشياته في مدينة المخا المطلة على مضيق باب المندب غرب محافظة تعز، ويسيطرون على جزيرة ميون الاستراتيجية والمرتفعات المطلّة على مضيق باب المندب في مناطق الوازعية ومناطق أخرى.

وجاء الاستعراض الإسرائيلي لوجود قوات تابعة لتلك المليشيات المدعومة من الإمارات، بعد نحو أسبوع من إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي» تشكيل غرفة عمليات وتنسيق مشتركة مع الميلشيات التي يقودها المرتزق طارق صالح، وهو تقارب جرى بتوجيه وإشراف إماراتييْن إثر قطيعة بين ذينك الجانبين استمرت قرابة عامين.

ووفقاً لمراقبين، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن مخطّط أمريكي - إمارتي - إسرائيلي مكشوف يهدف إلى تحييد جبهة الإسناد اليمنية، وهو ما حذّرت منه قوات صنعاء على لسان وزير دفاعها، اللواء محمد العاطفي، أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، مؤكدة أنها «ستواجه أي مخطّط أجنبي يُنفَّذ عبر الأدوات المحلية التابعة للعدو بقوة»، ولن تتوقّف عن عمليات الإسناد لغزة، إلا بوقف الحرب ورفع الحصار.

ثمة قنوات تواصل بين إسرائيل والموالين لأبو ظبي في اليمن

ويأتي الاهتمام الإسرائيلي بالفصائل الموالية للإمارات، أيضاً، بعد نحو أسبوع من كشف وسائل إعلام إسرائيلية، أبرزها صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن وجود قنوات تواصل بين الكيان والموالين لأبو ظبي في اليمن. وفي حين أكدت الصحيفة الإسرائيلية تلقّي الكيان طلباً من مسؤول يمني تبيّن أنه من قيادات «الانتقالي» المنادي بالانفصال، بتنفيذ عمليات نوعية ضد «أنصار الله»، والردّ على استهداف الأخيرة تل أبيب بصاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أخيراً، تصريحات مثيرة للجدل عن قيادي في «الانتقالي»، أبدى فيها الاستعداد للقتال دفاعاً عن إسرائيل مقابل دعم عسكري وسياسي لقواته.

وعلى رغم أن «الانتقالي» حدّد موقفه من التطبيع مع إسرائيل قبل نحو أربع سنوات، وأبدى استعداده لإقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال في حال الاعتراف بما تسمى دولة الجنوب التي يروّج لها منذ سنوات مستغلاً القضية الجنوبية، إلا أن التصريحات الأخيرة التي تزامنت مع اتساع نطاق جرائم الكيان ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، أثارت موجة سخط شعبي في أوساط الموالين للمجلس في المحافظات الجنوبية، ومثّلت دافعاً للعديد من الكتّاب والناشطين المقرّبين من المجلس، لشن حملة انتقادات حادّة ضده وضد القيادات التي كشفت عن وجود تقارب بين الموالين للإمارات في اليمن وإسرائيل.

واعتبر هؤلاء أن «تلك التصريحات تُعد من الأخطاء الاستراتيجية التي تعكس فشل السياسة الخارجية للمجلس الانتقالي وغياب الرؤية لديه في التعامل مع القضايا المصيرية في مثل هذه الظروف الحساسة»، مضيفين أن «أي تقارب مع الكيان بمثابة انتحار سياسي وأخلاقي، ولا يمثّل أبناء الجنوب ويأتي بناءً على رغبة ومصلحة إماراتيتيْن».

* المادة نقلت من موقع الاخبار اللبنانية بتصرف