السياسية:

 

     

ذكر موقع “The Street” الأمريكي، أن إزالة “الدولرة” هي عملية اقتصادية عالمية جارية.

وأورد الموقع في تقرير نهاية الأسبوع الماضي، أنّ السّردية التي تدور حول تراجع الدولار الأميركي، تستند في أساسها إلى حقيقة أنه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، شكّل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأضاف أنّ هذا الوضع “وضَع الدولار الأميركي كعملة رئيسية للبورصة العالمية ومخزن القيمة ووحدة المحاسبة”.

وبحسب الموقع، يرى النقاد أنّ الدولار الآن لم يعد مهيمناً كما كان، لذا فإنّ عهد الدولار “يقترب من النهاية”.

وأشار إلى أنه “بالنسبة إلى إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، فإنّ التخلص من الدولار أمر لا مفرّ منه وهو نتيجة استخدام الولايات المتحدة الدولار  كسلاح على المسرح العالمي”.

وذكر الموقع أنّ ماسك علّق في تغريدة قائلاً إنه “كلما تم استخدام الدولار كسلاح لعددٍ كاف من المرات، فالدول ستتوقف عن استخدامه”.

وجاء تعليق ماسك رداً على تغريدة لمحلل يتحدث عن فقدان الدولار لأهميته وتسارع  وتيرة عملية إزالة الدولار. يُشار إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تواجه موجة متزايدة من عمليات إزالة “الدولرة” العالمية، إذ تتحدى اقتصادات عدد كبير من الدول لإطلاق بديل من الدولار الأميركي لاستخدامه في التجارة العالمية.

وقبل أيام، أعلن ألكسندر لوسيف، المدير العام لشركة “سبوتنيك لإدارة رؤوس الأموال”، أنّ “الدولار قد يفقد هيمنته على سوق العملات العالمية بحلول نهاية العقد”، كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية مع الجنيه البريطاني.

ومطلع الشهر الحالي، أكدت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأميركية أنّ “عالم نظام احتياطي الدولار يقترب من نهايته”.

إندونيسيا تتخلى عن الدولار في تعاملاتها المالية مع عدة دول

وفي وقت سابق، أعلنت إندونيسيا استخدام عملتها المحلية، الروبية الإندونيسية، في التبادل التجاري مع عدة دول، بدلاً عن الدولار الأمريكي. وأوضح محافظ البنك المركزي الإندونيسي، بيري وارجيو، إنّ إندونيسيا تتبع خطى دول البريكس في نزع الدولرة عن الاقتصاد.

وأكّد بيري وارجيو في مؤتمرٍ صحفيٍ بعد اجتماعٍ لمجلس المحافظين أنّ إندونيسيا “نفّذت نظام تجارة العملة المحلية”.

وقال وارجيو للصحفيين إنّ إندونيسيا “بدأت في تنويع استخدام العملة في شكل نظام تجارة العملة المحلية، الاتجاه هو نفس اتجاه البريكس، وفي الواقع، إندونيسيا أكثر صلابة”.

وبدأت إندونيسيا بالفعل التداول بعملتها المحلية مع مجموعةٍ من البلدان، بما في ذلك تايلاند وماليزيا والصين واليابان، وهي الدول التي تمتلك معها الدول نسباً كبيرة من التبادل التجاري.

وتعمل دول تحالف البريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، على تكثيف جهود إزالة الدولار لاستخدام العملات المحلية في تسوية التجارة الدولية، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

كما أنّهم يعملون على إنشاء عملةٍ جديدةٍ لتسهيل التجارة الخارجية، ومن المتوقع أن يتمّ التوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن ذلك بحلول آب/أغسطس المقبل، عندما تجتمع الدول الأعضاء في قمةٍ سنويةٍ في جنوب أفريقيا.

إزالة “الدولرة”

” بعد أن هيمنت الولايات المتحدة على العالم بلا منازع، وبعد أن كان الدولار هو العملة المفضلة عالمياً، باتت الصين ودول أخرى حالياً تساهم في كتابة قواعد العالم الحالي، ما يخلق نوعاً جديداً من العولمة، من خلال مؤسسات مثل “مبادرة الحزام والطريق” ومجموعة “بريكس” للاقتصادات الناشئة، ومنظمة “شنغهاي للتعاون”، بحسب ما قال الرئيس العالمي لإستراتيجية أسعار الفائدة قصيرة الأجل في بنك “كريديت سويس” زولتان بوزار، في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، في كانون الثاني/ديسمبر الماضي.

ويرى بوزار أنّ “النظام النقدي القائم على الدولار يتعرض للتحدي بالفعل بطرق متعددة، ولكن تبرز طريقتان على وجه الخصوص، هما انتشار جهود إزالة الدولرة من جهة، والعملات الرقمية للبنوك المركزية من جهة أخرى”.

وتواجه الولايات المتحدة الأميركية موجة متزايدة من عمليات إزالة “الدولرة” العالمية، إذ تتحد اقتصادات عدد كبير من الدول لإطلاق بديل من الدولار الأميركي لاستخدامه في التجارة العالمية. وتعمل روسيا مؤخراً على إنشاء عملة مشتركة بين دول مجموعة “بريكس” تحدياً لهيمنة الدولار.

وصرّح وزيرة الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كانون الثاني/ديسمبر الماضي، بوجود مبادرات تؤكّد ضرورة العمل على إقرار عملة خاصة بالمجموعة، ستُناقَش في اجتماع المجموعة في آب/أغسطس المقبل، نظراً إلى التخوّف من الاعتماد على آليات الغرب المالية، فهو كما يقول لافروف “مستعد دائماً للخداع في أي لحظة”.

المعاملات التجارية تتحرر من الدولار

في إطار سعيها للحد من هيمنة الدولار الأميركي على التجارة العالمية، أكملت الصين للمرة الأولى، في أواخر الشهر الماضي، أول عملية شراء للغاز الطبيعي المُسال باستخدام التسوية باليوان الصيني بدلاً من الدولار، وذلك لشراء دفعة من الإمارات، وفق موقع “أوول برايس”.

وأتمّت شركتا الصين الوطنية للنفط البحري “كنوك” و”توتال إنرجي” الفرنسية، من خلال البورصة، أولى تعاملات الصين في الغاز الطبيعي المُسال التي جرى تسويتها باليوان.

وأضافت البورصة أنّ المعاملة شملت نحو 65 ألف طن من الغاز الطبيعي المُسال استوردتها “توتال إنرجي” من الإمارات قبل تسوية المعاملة مع الشركة الصينية بعملة اليوان.

وأبرمت الصين مع البرازيل اتفاقية بشأن التجارة الثنائية باليوان الصيني، تهدف إلى توسيع التعاون في قطاعي الأغذية والتعدين.

وأعلن نائب وزير التجارة الصيني غوه تينغتينغ أنّ البلدين يعتزمان توسيع التعاون في مجالي الأغذية والمعادن، والبحث عن إمكانية تصدير سلع ذات قيمة مضافة عالية من الصين.

وأنشئت بين برازيليا وبكين غرفة مقاصة من شأنها توفير التسويات من دون استخدام الدولار الأميركي، والإقراض بالعملات الوطنية لتسهيل وتقليل تكلفة المعاملات والتخلص من الاعتماد على الدولار في العلاقات الثنائية.

وأبدت السعودية، إحدى أعمدة نظام البترودولار الذي تأسس في السبعينيات والمحافظة على ربط عملتها بالدولار لعقود، انفتاحها على المناقشات بشأن التجارة باستخدام عملات أخرى، وفق ما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن وزير المالية السعودي محمد الجدعان.

وخلال زيارته للرياض العام الماضي، أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ بلاده ستبذل جهوداً لشراء المزيد من النفط من الشرق الأوسط، وتريد أيضاً تسوية هذه التجارة باليوان الصيني.

وفي أميركا اللاتينية، تمر الأرجنتين والبرازيل، منذ كانون الثاني/يناير، بالمراحل الأولية لتجديد المناقشات بشأن تشكيل عملة مشتركة مماثلة لليورو، تسمى “سور”، للمعاملات المالية والتجارية بينهما، وذلك في إطار إحياء خطة نوقشت سابقاً، بحسب ما كشف موقع “fortune”.

* المصدر: موقع عرب جورنال
* الماده الصحفية نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع