السياسية ـ وكالات:

دافعت صحيفة “الغارديان” البريطانية في افتتاحية عدد 3 تشرين الأول/أكتوبر عن فكرة إنشاء صندوق يهدف إلى تعويض أسر العمال المهاجرين الذين لقوا حتفهم في السنوات الأخيرة في مواقع بناء الملاعب القطرية وتعويض المطرودين تعسفياً.

يعمل منظمو بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر على الترويج للحدث باعتباره “غير مسبوق”، لكن سجل الإمارة الخليجية في حقوق الإنسان والعمال وقوانينها التمييزية بحق المثليين وغيرهم تثير بالفعل قلقاً غير مسبوق بين الدول المشاركة.

وكان الاتحاد الدنماركي لكرة القدم قد كشف بالاتفاق مع مورده للملابس Hummel عن الزي الذي سيرتديه اللاعبون في المباريات وهو عبارة عن قميص أسود دلالة على “الحداد”، في لفتة تريد التذكير بمصير آلاف العمال الذين قضوا في إنشاء البنية التحتية.

ويخطط بعض قادة الفرق الأوروبية مثل الإنكليزي هاري كين لارتداء شارة قوس قزح عليها علامة “حب واحد” للتعبير عن معارضتهم للتمييز في بلد لا تزال فيه المثلية الجنسية غير قانونية ومجرمة.

الاتحاد الألماني لكرة القدم مشجعاً مثلياً لاستخدام منصته للتحدث عن حقوق المثليين أمام السفير القطري في ألمانيا، وكان رد هذا الأخير أن مسألة حقوق الإنسان تصرف الانتباه عن المنافسة في ذاتها.

السلطات القطرية تقول من جهتها إنها ردت على الضغوط الدولية بإصلاح ممارسات معينة تستغل العمال المهاجرين حيث اختفى نظام الكفالة سيئ السمعة وبُذلت جهود لتعويض الأجور غير المدفوعة ووضع حد أدنى للأجور.

لكن سلسلة من التحقيقات نشرتها “الغارديان” الشهر الماضي تظهر إنه على الرغم من التأكيدات والمبادرات من كبار المسؤولين القطريين، لا تزال الممارسات التعسفية على الأرض مستمرة.

وكان آخرها إجبار العمال الذين يبنون استاد “البيت”، حيث ستواجه إنكلترا الولايات المتحدة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، على دفع غرامات ضخمة وعاشوا لشهور في مهاجع مزدحمة بأجر يورو واحد تقريباً في الساعة.

في أماكن أخرى، يتحدث العمال عن أيام عمل من 12 ساعة خلال ستة أيام في الأسبوع دون تعويض مالي. وتقول “الغارديان” إن مناخ الخوف يمنع الكثيرين منهم من الحديث عن ظروف عملهم.

وأظهر استطلاع حديث أجرته YouGov بتكليف من منظمة العفو الدولية دعماً شعبياً واسعاً لإنشاء صندوق لتعويض أسر العمال المتوفين أو الذين عانوا من سوء المعاملة.

وبالاشتراك مع العديد من المنظمات غير الحكومية الأخرى، تريد منظمة العفو الدولية من “الفيفا” إنشاء الصندوق باستخدام جزء الأرباح المتوقعة، والتي قدرتها قطر نفسها بـ8 مليارات دولار، بحوالي 440 مليون دولار.

وأعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم إنه يؤيد إنشاء الصندوق بالإضافة إلى العديد من الشخصيات من عالم كرة القدم مثل المدرب الدنماركي لويس فان غال ونظيره البرازيلي تيتي.