بمشاركة شعبية ورسمية واسعة.. فعاليات أسبوع القدس العالمي تنطلق في قطاع غزة
السياسية : تقرير
بمشاركة شعبية ورسمية واسعة.. انطلقت اليوم الجمعة، في قطاع غزة فعاليات أسبوع القدس العالمي بافتتاح معرض “معالم مقدسية” في المسجد العمري وسط مدينة غزة، وإقامة عدد من الفعاليات الثقافية الرسمية والشعبية المعبرة عن تمسك الشعب الفلسطيني بالمدينة المقدسة ومقاومته للمحتل الصهيوني جيل بعد جيل.
وبحسب وكالة “فلسطين الآن” الإخبارية، فقد أعلنت المؤسسات العاملة للقدس في قطاع غزة، عن انطلاق فعاليات أسبوع القدس في موسمه الثّاني والذي تداعى له علماء الأمَّة في أكثر من 140 من مؤسّسات العلماء في العالم الإسلامي.
وفي هذا السياق.. أقيم معرض لإبراز المعالم الإسلامية في القدس، والتعريف به، الى جانب عدد من ندوات وفعاليات ثقافية في مدينة غزة، أكدت على أن مدينة القدس ستبقى العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني.
وبالمناسبة قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطينية أحمد أبو حلبية في كلمة ممثلة عن المؤسسات العاملة بالقدس: إن الاحتلال يعتدي على مقدسات المسلمين في مدينة القدس بشتى طوائفهم “في انتهاكات عدوانية مستمرة، في وقت يواصل فيه قطعان مستوطنيه اقتحام باحات الأقصى”.
وأوضح ابو حلبية أن الاحتلال يقترف هذه الجرائم بهدف تهويد هذه المدينة المقدسة وطمس معالمها وتغيير هويتها وثقافتها العربية والإسلامية، “واستحداث تاريخ يهودي مزيف بادعاء وجود هيكل مزعوم مكان الاقصى”.
وذكر أن هذه الانتهاكات تتسارع وتيرتها بانحياز أمريكي كامل متخلية بذلك عن دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الباسلة.
وشدد على أن “هذه الجرائم الصهيونية بحق الأقصى وحاضنته مدينة القدس تعد مخالفة صريحة وتحد للقوانين والمواثيق والإعلانات الدولية في ظل عدوان صهيوني متواصل ودعم أمريكي وغربي كامل له وتطبيع عربي رسمي معه”.
وطالب أبو حلبية جماهير الشعب الفلسطيني بالاستمرار بهذا الصمود والتحدي وهذه المقاومة الباسلة بجميع أشكالها؛ لأنها السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات، وفي مقدمتها حق تقرير المصير لشعبنا وإقامة دولتنا المستقلة.
بدوره قال شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح خلال كلمة له في ندوة بنقابة المهندسين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة: إن “القدس والأقصى ثابتان في قضية الأمة، ومن يتنازل عن ثوابته يكتب على نفسه الانتحار، وأمتنا لا ترضى بالانتحار وسنبقى مع ثوابتنا وفي مقدمتها القدس والأقصى”.
وأضاف صلاح: “نحن موقنون بأن قضية القدس قضية منتصرة، ولذلك نحن مع هذه القضية ولذلك نحن منتصرون”.
وفي هذا الصدد دعت حركة المقاومة الاسلامية حماس الجماهير الفلسطينية والشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم إلى المشاركة الفاعلة في أسبوع القدس العالمي.
وقالت حركة حماس في بيان لها: “إن دور العلماء ظل طوال تاريخ الأمة رافعاً للهمم، محرضا على الدفاع عن ثغور الأمة، وإن المسجد الأقصى ومدينة القدس من أولى الثغور التي يجب أن تدافع عنها وتحميها الأمة بكل ما تملك من قوة”.
وثمنت الحركة هذه المبادرة العالمية الدَّاعمة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، باعتبارهما محور الصّراع مع العدوّ الصّهيوني، والمساندة لقضيّة فلسطين، ودعت إلى المشاركة في هذه الفعاليات المؤيّدة لحقّ الشعب الفلسطيني المشروع في الدّفاع عن أرضه ومقدساته، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
الى ذلك ثمن خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري خلال خطبة الجمعة اليوم بجهود القائمين على أسبوع القدس لتثبيت الرواية الإسلامية حول المدينة المحتلة والمسجد الأقصى.
وقال الشيخ صبري: إنه يتوجب علينا أن نحافظ على القدس والمسجد الأقصى المبارك، مطالباً المسلمين كافة بنصرة الفلسطينيين.
وشدد على أن أرض فلسطين للمسلمين وحدهم بقرار رباني لا يخضع للمساومة ولا للمفاوضة.. محذراً من استمرار الأخطار التي تحدق بالمسجد الأقصى وخاصة من جهة اقتحامات المستوطنين.
واكد خطيب الاقصى أن مصلى باب الرحمة مضى على فتح ثلاث سنوات، وسيبقى مفتوحاً وعامراً بالمصلين.. داعياً لاستلهام العبر من شهر رجب في نصرة المسجد الأقصى المبارك والديار المباركة، لأنه الشهر الذي فتح فيه بيت المقدس على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
وكانت المؤسسات العلمائية في قطاع غزة، قد اصدرت بياناً بالمناسبة طالبت فيه علماء الأمة في كل مكان، أن يقوموا بالدور المنوط بهم، وأن يتقدموا الصفوف، ويضاعفوا جهودهم لنصرة المسجد الأقصى وفلسطين، وخاصة المرابطين والمرابطات في باحات الأقصى، وأن يقوموا بواجب الدعم والإسناد ودعوة الأمة لنصرة قضيتها المركزية، ودعم صمود المرابطين ودعم المجاهدين والثائرين في القدس وفلسطين، وبيان الواجب الشرعي المنوط بالأمة تجاه ذلك.
وقالت المؤسسات: إن علماء فلسطين يؤكدون على أن التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأنها موالاة لأعداء الله، ويحرم الاستمرار بها أو تبريرها بأي سبب كان.
ولفتت إلى أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من تهجير قصري وهدم لمنازل المواطنين الفلسطينيين واغتصاب لممتلكاتهم في أحياء القدس وضواحيها هي جريمة تطهير عرقي مبنية على العنصرية وسرقة الحقوق، وإنها لتستوجب أن تقف الأمة جمعاء في مواجهتها والتصدي لها بكل الإمكانيات التي تزخر بها أمتنا.
ودعت المؤسسات العلمائية أحرار العالم والمنادين بحقوق الانسان إلى أن يسارعوا لنصرة الحق الفلسطيني وأن يلجموا هذا العدو وأن يكونوا عند ما ينادون به من الحقوق والواجبات.
وقالت في البيان “إننا نحن علماء فلسطين نشد على أيدي مقاومتنا البطلة، وندعو جماهير أمتنا بدعمها وإسنادها بكل ما تستطيع، لأنها تنوب عن الأمة في المحافظة على حقها المشروع في فلسطين الحبيبة”.
وختم البيان بالتأكيد على “ان فلسطين عربية إسلامية، وستزول دولة الاحتلال وأذنابها بإذن الله تعالى، وهذا وعد الله لنا، ولن يخلف الله وعده.
الجدير ذكره أن العالمين العربي والإسلامي يحتفلون في الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام بـ “أسبوع القدس العالمي”.
ويأتي الاحتفال هذا العام في وقت تسارعت فيه وتيرة تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وكيان الاحتلال الصهيوني، حيث جاء هذا التطبيع قُبيل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.. اذ تعتقد هذه الأنظمة أن التطبيع مع هذا الكيان يساعدها في حماية أمنها، وتقريبها من واشنطن، بغض النظر عن موقف الفلسطينيين وموقف شعوبها من هذا التطبيع.
ومما لاشكّ فيه أن الحمل الأساسي والخط الأول للدفاع عن القدس المحتلة، يقع على عاتق أبناءها المقدسيين، اذ يعيش سكانها ظروفا عصيبة، عقب الاحتلال “الإسرائيلي” للمدينة؛ حيث يواصل العدو الصهيوني اعتداءاته بجملة من الأعمال بقصد تهويد المدينة المقدسية وتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة وإخراج أهلها منها.. وهو ما لن يتم طالما استمر صمود وإصرار المقدسين والمقدسيات وعزيمتهم القوية في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم والتي ستفشل أي محاولات للعدو المحتل.
لذا ومن هذا المنطلق، بل من الواجب على الأمة الإسلامية والعربية بمختلف طوائفها ومكوناتها من العلماء المسلمين، وأحرار العالم الإسلامي شعوبا وحكومات، وعلى رأسهم العلماء والمفكرون والمؤسسات المختلفة وهيئات ومنظمات الأمة العربية والإسلامية إلى إحياء “أسبوع القدس العالمي”، دعما للمرابطين والمرابطات في القدس الشريف والمسجد الأقصى وعموم فلسطين”، بمناسبة ذكرى تحرير المسجد الأقصى والقدس، في 27 رجب عام 583 هجري على يد القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.