علماء وخبراء في البيئة يحذرون من الصيد الجائر للسلاحف في الجزر اليمنية
السياسية : أمل باحكيم
حذر علماء وخبراء البيئية من الصيد الجائر للسلاحف ” صقرية المنقار – والسلاحف الخضراء ” المتواجدة في الجزر والمحميات اليمنية كونها مهددة بالانقراض على المستوى العالمي ومدرجة في القائمة الحمراء ” “IUCN الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها (هي المنظمة البيئية الأولى في العالم تأسست في الخامس من أكتوبر عام 1948 سويسرا).
واكد خبراء البيئة ان أي شكل من أشكال صيد هذه الانواع من السلاحف في جميع أنحاء العالم يعد غير قانوني.
وتؤكد الدراسات انه توجد في جزيرة سقطرى خاصة في “محمية عبلهن” البحرية الواقعة غرب مدينة حديبو عاصمة الجزيرة موطنا لأربع أنواع رئيسة من السلاحف البحرية “السلاحف صقرية المنقار – كبيرة الرأس – الخضراء والسلاحف جلدية الظهر” ولكن هذه السلاحف النادرة تتعرض للصيد الجائر من قبل الصيادين مما ادى الى قلة عددها وتهديدها بالانقراض.
وتشير الى ان السكان المحليون يقومون بصيد السلاحف خاصة “ضخمة الرأس” لما لها من قيمة غذائية عالية ومكسب تجاري كبير وتعتبر جزيرة عبد الكوري ومحمية عبلهن من أشهر مناطق الجزيرة لتجارة السلاحف.
وأعلنت اليمن في عام (2001 -2002) “شرمة –جثمون” في محافظة حضرموت شرق اليمن كمحمية طبيعية وأضافتها اليونسكو الى مواقع التراث العالمي واعتبرتها من أهم المواقع الطبيعية في العالم لتعشيش السلاحف المهددة بالانقراض.
وأعلنت اليونسكو أن المحمية موطنا لنوعيين أساسيا من السلاحف “السلاحف الخضراء – السلاحف صقرية المنقار ” وتعتبر” “السلاحف الخضراء” في شرمة من أهم المواطن الطبيعية لتعشيش وحضانة بيض السلاحف في العالم العربي.
وتتواجد انثى السلاحف على الشاطئ من بداية مايو حتى نهاية أغسطس، حيث موسم تعايش السلاحف ووضع البيض .
وأثناء هذه الفترة تصل الى شواطئ الجزيرة قرابة 200 أنثى سلحفاة، لوضع بيضها هناك، حسب تقديرات هيئة البيئة وبرنامج صون سقطرى ولكن تتعرض هذه السلاحف للصيد الجائر حيث يتم ذبح اعداد كبيرة يوميا.
التأثيرات الإيكولوجية للسلاحف على البيئة
ويشير خبراء البيئة الى ان السلاحف البحرية تلعب دورا مهما في صحة البيئة البحرية، فسلاحف الخضراء تتغداء على الاعشاب البحرية وبتالي تساهم في صحة هذه الاعشاب التي تحتاج الى المساواة والتقليم باستمرار لتكون بيئة خصبة لتكاثر وتنمية العديد من أنواع الأسماك والمحار والقشريات، فمن دون الأعشاب البحرية، قد يختفي العديد من الكائنات البحرية التي تفيد البشر، وما يؤثر حتمًا في انخفاض مستويات السلسلة الغذائية.
ويؤكدون ان السلاحف لا تتغدى على الأعشاب البحرية في البحر فقط بل تعمل أيضا على تغدية “الغطاء النباتي” في الكثبان الرملية التي تتغدى على قشر بيض السلاحف وعلى السلاحف التي لم تخرج من بيضها وبتالي لها اثر ايجابي في اتزن النظام البيئي بأكمله، حيث أن النباتات والجذور تساعد على إبقاء وتكوين الكثبان الرملية، مما يسهم في حماية الشاطئ من التآكل.
السلحفاة الصقرية المنقار: تتغداء على الحيوانات الاسفنجية التي اذا تركت تقتل المرجان.
وبسبب هذا يعتقد الباحثون أن تناقص عدد السلاحف الصقرية المنقار قد يكون عاملاً في عدم قدرة الشعاب المرجانية على مقاومة الضغوط المتزايدة من التلوث، وفرط نمو الطحالب، والصيد الجائر، وتغير المناخ.
السلاحف الجلدية الظهر: تتغداء على قناديل البحر وتخلص الناس من القناديل السامة.
السلاحف الخضراء: فهي تأكل عشب البحر الذي يجب أن يبقى قصيرًا ليتيح للعديد من أنواع الأسماك التكاثر فيه والقشريات.
السلاحف ضخمة الراس: وهي من أكثر السلاحف وضعا للبيض , فتعمل على تغدية النباتات سوء كانت النباتات في البحر او النباتات في الساحل.
سبب هجرة السلاحف
تهاجر السلاحف خاصة ” جلدية الظهر” الى مسافات طويلة لسببين رئيسيا هما وضع البيض وتأمين صغارها والهروب من التلوث وصيدها.
فسلاحف لا تضع بيضها الا في الشاطئ الذي ولدت فيه مهما كانت المسافة بعيدة وتستطيع أن تعرف المكان بحاسة الشم القوية التي تمتلكها.
وتهرب السلاحف بسبب ثلوث المياه وبسبب الصيد الجائر لها حيث انها تلتهم سنارة الصيد مع الطعم وبتالي تتألم وتبغى السنارة لفترة طويلة لذا تبحث عن مناطق بعيدة وامنه.
اسباب الصيد الجائر للسلاحف:
يقوم الصيادين بصيد الجائر للسلاحف للأسباب التالية :
- طلبا للربح الوفير حيث يقوم الصيادين بذبح السلاحف فلحومها تباع في بعض المناطق بأسعار غالية جداً تصل إلى مئتين وخمسين دولاراً للكيلو جرام الواحد ويعتقد الناس ان لحمها يشفي من أمراض كثيرة وتعتقد بعض النساء ان دماء السلاحف علاج العقم ويساعد على الحمل والإنجاب والتخصيب.
- الانتفاع بشحم السلاحف البحرية واستخلاص أصنافاً غالية من الزيوت التي تستخدم في صناعة العطور ومستحضرات التجميل.
- الاستفادة من زيت السلحفاة على علاج الأمراض الجلدية المختلفة، وشفاء الحروق، وإزالة البقع السوداء والتجاعيد على الوجه، وتسهيل أعقاب القدمين المتشققة.
- صناعة مشغولات جلدية ثمينة من جلود السلاحف
- استخدام درقاة السلاحف في عمل الديكورات وصنع المجوهرات والحرف التقليدية التي تُباع للسائحين , و يستخدم السحرة والمشعوذون والدجالون صدفتها في أعمالهم.
احصائيات
على الرغم من التشريعات التي تحمي السلاحف البحرية في معظم البلدان، فإن التجارة غير الشرعية لمنتجاتها (اللحم، البيض، الأصداف، الجلد) ما زالت مستمرة، وتعد من البواعث الأساسية للانخفاض الحاد في أعدادها.
ويقدر الباحثون أنه في كل سنة يتم اصطياد ( ثلاثين الف )سلحفاة خضراء في منطقة باها كاليفورنيا، وأكثر من (خمسين الف) سلحفاة بحرية في جنوب شرق آسيا وجنوب المحيط الهادئ. ويتم اصطياد السلحفاة الخضراء لِلحمها وبيضها ومادة هلامية دهنية لونها أخضر تعد العنصر الأساسي في حساء السلاحف، توجد في النصف السفلي من الدرع.
وأكثر مناطق العالم جذباً لإناث السلاحف البحريّة كي تضع البيض فيها هي جزر الهاواي والشواطئ الغربيّة لأمريكا الشماليّة، بالإضافة للشواطئ المهجورة المُمتدّة على طول السواحل الشماليّة لقارة أفريقيا، والتي تطلّ على مياه البحر الأبيض المتوسط.