(السياسية): تقرير: هناء السقاف

 

 

 

لم تكن الجاسوسية في اليمن وليدة اللحظة فلطالما اليمن يحتل موقعها الاستراتيجي الهام والمطل علی المنافذ البحرية والممرات الدولية فسيبقی البلد محط أنظار الطامعين علی مستوى العالم وسيبذلون المستحيل حتى تبقى اليمن تحت مجهرهم بغية السيطرة عليه بكافة الوسائل والأساليب.

والمقصود بشبكة الجواسيس ليس فقط عملاء أجانب دخلوا اليمن ومارسوا مهام الجاسوسية بل يمنيون وأجانب على حد سواء متواجدين في اليمن قد يكون البعض منهم في مناصب حيوية في لدولة لكنهم يعملون لصالح أجهزة إستخبارية أجنبية فيما آخرون أفراد يتبعون من يسيرهم بواسطة وسطاء لا يكشفون من يدير أعمال الجاسوسية في الظل.

وما كشفته مخابرات صنعاء، عن اعترافات مصورة لجواسيس يمنيين عملوا لصالح الاستخبارات البريطانية والأمريكية، يؤكد نية دول العدوان علی اليمن دفاعهم المستميت لتظل اليمن قابعة تحت وصايتهم بعد فشلهم العسكري.

ووفقا للإعلام الأمني، تم تجنيد أفراد الخلية على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية ثم تم تحويلهم للعمل مع ضباط الاستخبارات البريطانية لإكمال العمل ضد اليمن، فيما كشف الجواسيس أنهم قابلوا ضباط من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيضة بالمهرة ثم عملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية. واعترف الجواسيس برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات، مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.

ووفقا للمصدر، فأن المخابرات الأمريكية والبريطانية ركزت على البحث عن الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة، والقوات العسكرية عامة التابعة لقوات صنعاء، مضيفا أن “الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعمل في كل اتجاه في اليمن وتعمل على تأسيس بقاء دائم فيه بحجة مكافحة الإرهاب وبناء ما تهدم بفعل الحرب على اليمن”.

وعقب ذلك عبر العديد من المواطنين عن استيائهم بشدة فيما استنكر العشرات من الناشطين المهريين، مما تقوم به المخابرات البريطانية من تجنيد جواسيس لرفع إحداثيات ومعلومات عن قبائل المهرة عامة والشيخ “علي سالم الحريزي” خاصة…معتبرين أن الاعترافات التي كشفتها مخابرات صنعاء عن عناصر خليـة التجسس البريطانية تجاه المهرة وقبائلها وعن مراقبة الشيخ الحريزي، جريمة تتحمل مسؤوليتها السعودية والإمارات والمخابرات البريطانية التي تمارس أدور مشبوهة في المحافظة.

ولم تكن هذه الشبكة هي الأولي فقد سبق وأن مكنت فرنسا في عام 2015 جواسيسها في اليمن للعمل لصالح العدوان السعودي فيما المخابرات الأمريكية تتولى مسألة تقديم الدعم اللوجيستي منذ اللحظة الأولى للعدوان وكذلك المخابرات البريطانية .،وما تم كشفه هو أن باريس سخرت شبكة جواسيسها وعملائها في اليمن لصالح العدوان السعودي حيث تحدثت معلومات أن قياديين ومسؤولين يمنيين ضمن شبكة المخابرات الفرنسية التي تنشط في اليمن مثلها مثل اي مخابرات لأي دولة كبرى .

وفي وقت سابق كان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كشف ذات مرة تفاصيل ومعلومات عن صفقة تمت سابقا عن جواسيس أمريكيين مقابل عودة الوفد الوطني إلى صنعاء في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف.

 

وأشار القائد في احد خطاباته إلى أن الوفد المفاوض في الجولة الأولى من المفاوضات بـ جنيف لمخاطر متعددة وطُلب منه أن يتنازل عن أي تعويضات في حال تم استهدافه مقابل أن تؤمن له الأمم المتحدة طائرة للعودة إلى اليمن، كاشفا في الوقت نفسه أنه لم يتمكن من إعادة الوفد الوطني المفاوض آنذاك إلا من خلال عملية تبادل بعد أن ألقى الأمن القومي القبض على جواسيس أمريكيين في اليمن وتمت مبادلتهم بالوفد المفاوض.

وقبل عامان ضبطت الداخلية اليمنية على مجموعة من أخطر الجواسيس التابعين لقوات تحالف العدوان في الحديدة والذين شاركوا وتسببوا في جرائم بشعة بحق المدنيين والمنشئات العامة والخاصة في المحافظة.

وأكد الإعلام الأمني التابع للوزارة ان هؤلاء الجواسيس كانوا يقومون بالرصد ورفع إحداثيات وأهداف لطيران تحالف العدوان لافتا الی أن الجواسيس اعترفوا من خلال التحقيقات الأولية بجرائمهم موضحين أنهم قاموا بالتواصل مع قوات التحالف عبر وسطاء من القيادات والمرتزقة .

وكشفت التحقيقات أن الجواسيس كان تحديدهم للأهداف كان عشوائيا بغرض الحصول على المال.

وقبل العدوان تناولت صحف محليه أنباء عن إلقاء القبض على شخص يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويعمل لحساب الموساد الإسرائيلي ويقود شبكة تجسّس في اليمن”.

ووفقا للصحف فإن “التحقيقات الأولية لمباحث مدينة تعز توصّلت إلى إعتراف المتهم بأن كثيراً من الأطفال اليمنيين الذين فقدوا قبل أعوام تمّ تهريبهم إلى دول الجوار، عبر منظمات صهيونية ومنها إلى إسرائيل”.وتابع ” بأن جهاز الموساد يقوم بتعليمم وتدريبهم كعملاء له، ومن ثم إرسالهم إلى اليمن أو إلى أي دولة عربية أو إسلامية بأسماء وجنسيات مختلفة أحياناً، للعمل لصالح الموساد واختراق المنظمات ‏الإسلامية”.

وفي خضم تلك الأحداث وبناءا علی ملفات الجاسوسية سوا قبل أو بعد العدوان فقد دعا جهاز جهاز الأمن والمخابرات كل من تورط في أعمال تخريبية أو تجسسية لصالح أجهزة الاستخبارات المعادية إلى سرعة تسليم نفسه للاستفادة من الإعفاءات المنصوص عليها في المادة 130 من قانون الجرائم والعقوبات النافذ.

كما دعا الجهاز، كافة المواطنين إلى الحذر من الدعوات المشبوهة أو التواصل مع العناصر غير المعروفة، وكذا الإبلاغ عن أي معلومات لأي تحرك مشبوه قد يضر بالبلد، وذلك عبر الاتصال على الرقم المجاني 100.