السياسية – تقرير: هناء السقاف

تشغل جبهة مأرب وتحريرها من تحالف العدوان ومرتزقته اهتماما واسعا علی الصعيد الداخلي والخارجي، وتشعل احتدام المعارك هناك مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإخبارية فيما يترقب جميع الأطراف ما ستؤول إليه النتائج ومن سيكون المنتصر فيها.

وفي حين لا تزال المعركة قائمة علی أشدها منذ أيام، تتغير لغة إعلام العدوان بين الفينة والأخرى بما يخدم مصيرها وبقاء هيمنتها علی المنطقة فتارة تصنع انتصارات وهمية إعلامية مهولة يحققها ما يطلقون عليه “الجيش الوطني “بعيدا عن الواقع المر التي تتكبدها قوات هادي المدعومة من السعودية وتارة يبررون انتكاساتهم بعدة مبررات لا معنى لها سوا جبر نفسياتهم المنكسرة ومؤيديهم ومحاولة لمواصلة الدعم بغية إنقاذ ماء الوجه الذي مرغه الجيش اليمني واللجان الشعبية وإيمانهم بالله ودعم القبائل اليمنية لهم بالسلاح والمال والرجال.

وفي خضم ذلك يزعم المحلل السعودي “فهد ديباجي” بوجود صفقة وصفها بـ”الماكرة “بين أنصار الله وحزب الإصلاح.. موضحا في تغريدة علی تويتر “سقوط مأرب إن حدث ليس بسبب قوة الحوثي أو تنامي شعبيته، قد تكون ضمن صفقة ماكرة مع حزب”.. وأضاف: “أليس إضعاف جبهة وتفريغها من الجنود والعتاد نوع من أنواع الرسائل الواضحة للعدو حتى يهاجم ويستولي عليها وإلا ماذا يعني ذلك؟”.

فيما أشارت مصادر عسكرية في مأرب إلى أن غياب القيادة العسكرية ممثلاً بوزير الدفاع محمد المقدشي التابع لهادي المتواجد حالياً في الأردن أدى إلى تسارع انهيار مواقع وجبهات قوات هادي على حساب تقدم الحوثيين ومقاتلي قوات صنعاء.

من جهته قال الناشط في “تويتر” سالم المصعبي، إن فشل إدارة المعركة والزج بالجنود في زحوفات غير مدروسة هي من تم محاصرتهم من قبل قوات صنعاء في حين فقد الاتصال بهم متسائلا من المسئول عن ذلك الفشل؟

وفي ذات المسار الانهزامي لمرتزقة العدوان، أظهرت وثائق جرى تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، جانبا من اتفاق بين طارق عفاش، قائد ما يسمى “حراس الجمهورية” والفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، مع أنصار الله ينص علی فتح المنفذ التجاري في منطقة المحجر وتدفق المواد إلى المناطق المحررة؛ ووقفَ جميع الأعمال القتالية، والهجمات المسيرة، والتحصينات والإستحداثات على أن يتم التنسيق عبر ضباط الارتباط بين الطرفين.

وانتقد سياسيون وناشطون موالين للعدوان وهادي الاتفاق، واعتبروه “شاهدا جديدا على ما أسموه” استمرار التحالف بين شركاء الانقلاب”. لافتين إلى أن توقيته “ضمن التآمر على مأرب وتهيئة المجال أمام الحوثيين لحشد مقاتليهم في جبهات مأرب”.

وكان ما يسمی بقائد قوات ألوية العمالقة عبد الرحمن المحرمي قبل أيام طالب حكومة الفار هادي بإسقاط اتفاق السويد.. معتبرا أن سبب الانتصارات التي حققتها قوات صنعاء في جبهات مأرب والجوف هو اتفاق السويد الذي أوقف العمليات العسكرية في الحديدة»، مضيفاً: «إن توقيف المعركة في الساحل الغربي وترك باقي الجبهات دون اتفاق هو ما سهل للحوثي إعادة قواته والتفرد بمهاجمة باقي الجبهات في المحافظات الأخرى».

تأتي التطورات المتسارعة في جبهة مأرب في إرباك العدو ومرتزقته.. حيث أكدت مصادر عسكرية موثوقة في مأرب أن قوات هادي تعرضت لقصف جوي من قبل طيران التحالف السعودي الإماراتي الجمعة في منطقة الدشوش والذي جاء في سياق الضربات غير الدقيقة للتحالف عن طريق الخطأ.. مضيفة أن سرعة تقدم الحوثيين في أكثر من محور أدي إلى ارتباك غرفة عمليات قوات هادي.

وتعد هذه الغارة الثالثة الجوية لتحالف العدوان التي تستهدف قوات هادي والتعزيزات القادمة إليه في أقل من 72 ساعة.

ويعتبر مراقبون وناشطون تابعونا للعدوان أن تلك الغارات تسهل كثيرا من تقدم أنصار الله إلي المحافظة.

وفي صورة أخري، ذهبت مصادر محلية وعسكرية بقولها أن من سمتهم “العفافيش” متواطئون في تمكين الحوثيين من إحداث الاختراقات الأخيرة والخطيرة في عدد من مديريات مأرب وبخاصة الجنوبية والغربية وكذا المحيطة بمدينة مأرب.

وفقا للمصادر فقد “أوكلت لبعض العفافيش في صفوف شرعية هادي بمأرب مهمة رفع إحداثيات ومواقع ومعسكرات الجيش الوطني المحيطة بمدينة مأرب، وفي مقدمها معسكر كوفل، وكذا أماكن اجتماعات قيادات الجيش في الجبهات”.

وبذلك سيظل مسلسل تخبط المرتزقة لتبرير هزائمهم وتغطية فشلهم بإلقاء اللوم علی عدة جوانب وجهات وشخصيات لجعل أنفسهم ضحايا للخيانة والخذلان ممن طلبوا منهم المساندة وتقاعسوا في لب النداء كما سيزعمون في وسائلهم الإعلامية في وقت لاحق.