السياسية:

يمكن أن تتم اعتباراً من السبت 13 فبراير/شباط 2021، تبرئة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ختام محاكمة تاريخية في الكونغرس، حيث قام أنصاره في السادس من كانون الثاني/يناير الماضي بأعمال عنف وأثاروا الفوضى، بينما يسعى محاموه إلى دحض الأدلة التي قدمها النواب الديمقراطيون.

إذ يُفترض أن يستأنف أعضاء مجلس الشيوخ وهم في آنٍ واحد شهود على أحداث 6 كانون الثاني/يناير ومحاكمو الرئيس السابق، المحاكمة عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (15:00 ت غ)، بعد شهر بالتمام على توجيه إليه تهمة “التحريض على التمرد”.

لماذا قد يحصل دونالد ترامب على البراءة؟
وكالة الأنباء الفرنسية قالت في تقريرها، السبت، إن لدى دونالد ترامب وهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يوجّه إليه مرتين اتّهام يقتضي محاكمته في مجلس الشيوخ، كل الفرص لتبرئته، كما حصل لدى أول محاكمة خضع لها بهدف عزله منذ عام.

نظراً لشعبيته الكبيرة لدى اليمين، يبدو أنه من غير المرجح أن يصوّت 17 سيناتوراً جمهورياً مع الديمقراطيين البالغ عددهم 50 في مجلس الشيوخ ليشكلوا بذلك الغالبية المطلوبة لإدانته، في حكم سيفتح المجال أمام اعتباره فاقداً للأهلية السياسية.

بينما قال خلفه الديمقراطي جو بايدن الذي أمضى أكثر من 35 عاماً على مقاعد مجلس الشيوخ، الجمعة إنه “متحمس” لرؤية ما سيفعله “أصدقاؤه” الجمهوريون، معرباً عن أمله في أن يتحملوا “مسؤولياتهم”.

فقد حدّد تصويت أول أُجري في مستهلّ المحاكمة الثلاثاء موازين القوى: فقد صوّت 56 سيناتوراً بينهم ستّة جمهوريين، لصالح اعتبار المحاكمة دستورية، حتى بعد أن انتهت ولاية دونالد ترامب وغادر البيت الأبيض وعاد مواطناً عادياً.

مذاك، قام أعضاء مجلس الشيوخ المكلفون توجيه التهمة إلى قطب العقارات السابق، على مدى يومين بعرض الوقائع.

كما عرضوا مقاطع فيديو صادمة تُظهر أعمال العنف ومقتطفات مختارة من خطابات ألقاها ترامب واتّهموه بأنه تخلى عن دوره “كقائد عام” لأداء دور “المحرض الرئيسي”.

بالنسبة إلى الادعاء الديمقراطي، أجّج دونالد ترامب غضب مناصريه على مدى أشهر من خلال “كذبة كبيرة” عندما قدّم نفسه على أنه ضحية “سرقة” الانتخابات الرئاسية عبر “عمليات تزوير” لم يقدم أي دليل لإثباتها.

في السادس من كانون الثاني/يناير، عندما كان الكونغرس مجتمعاً للمصادقة على فوز بايدن، “أشعل الفتيل” عبر القول لأنصاره “قاتلوا بضراوة”، وفق الادعاء الديمقراطي.

أثناء الهجوم، انتظر دونالد ترامب ساعات عدة قبل أن يدعو مناصريه إلى “العودة لمنازلهم” منتهكاً بحسب المدعين الديمقراطيين، اليمين الدستورية القاضية بحماية المؤسسات. في نهاية المطاف، قُتل خمسة أشخاص وجُرح المئات أو تعرضوا لصدمات، وفق المدعين.

محاموه اعتبروا المحاكمة “انتقاماً سياسياً”
في المقابل، شنّ محامو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، الجمعة 12 فبراير/شباط، هجوماً مضاداً في مرافعةٍ قوية ومقتضبة استغرقت ثلاث ساعات. وأكدوا أن الهجوم كان “فظيعاً” لكن المحاكمة “غير منصفة”، معتبرين أنها “انتقام سياسي” يهدف إلى “منع الخطابات التي لا تحلو للأكثرية”.

كما عرضوا بدورهم مقاطع فيديو معدّلة بعناية، وأكدوا أن الحقل المعجمي الهجومي الذي استخدمه دونالد ترامب يندرج في إطار “الخطاب السياسي العادي” وهو مستخدم لدى اليسار كما اليمين ومحمي بموجب التعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية التعبير.

بثوا خصوصاً شريطاً مصوّراً من أكثر من 10 دقائق، يظهر فيه جميع مسؤولي الحزب الديمقراطي بمن فيهم بايدن، يعدون بـ”القتال” على كافة الجبهات.

فيما اعتبر فريق الدفاع ربط أعمال العنف بخطاب 6 كانون الثاني/يناير أمراً “سخيفاً”، مشيراً إلى أن ترامب دعا أنصاره إلى تنظيم مسيرة “بشكل سلمي ووطني” نحو الكابيتول.

كما قال وكلاء الدفاع عن دونالد ترامب إن الهجوم “مخطط له مسبقاً” من جانب “مجرمين” ولا يمكن نسبه إلى الرئيس.

لكن المدّعين كان لهم رأي آخر
أثناء جلسة أسئلة وأجوبة طغى عليها التوتر، ردّ المدّعون بالقول إن دونالد ترامب لم يستخدم كلمة “سلمية” إلا مرةً واحدة في خطابه الذي كانت لهجته العامة “ناريّة” على حدّ قولهم. وأكدوا أن الهجوم الدامي لم يأتِ “من فراغ”.

إذ يمكن للطرفين السبت أن يطلبا إذا رغبا بذلك، مستندات أو شهادات إضافية وسيتعيّن على أعضاء مجلس الشيوخ المصادقة على طلباتهما من خلال تصويت بالأكثرية.

بينما إذا امتنع الادعاء والدفاع عن ذلك، أو في حال تمّ رفض طلباتهما، ستكون لدى كل طرف مدة ساعتين كحدّ أقصى لتقديم الحجج والمرافعة. وسيتمكن أعضاء مجلس الشيوخ المئة من الانسحاب لوقت معين للتشاور، قبل الانتقال إلى التصويت على الحكم.

عربي بوست