السياسية:

عثر اليوم على جثة الناشط والناشر اللبناني لقمان سليم داخل سيارته في جنوب لبنان مقتولاً بإطلاق النار عليه.

ولقمان سليم، وهو من الطائفة الشيعية، كاتب وناشط سياسي معارض لحزب الله سبق أن تلقى تهديدات بالقتل بسبب مواقفه وكتابته وصلت لحد كتابة التهديد بالقتل على جدران منزله.

وقالت شقيقته رشا سليم إن “شقيقها كان مظلوماً ومحباً ومتواضعاً والناس تحبه، وخصومه خسروا خصماً نبيلاً كان يعيش بينهم ويناقشهم بذكاء وبمنطق وبهدوء وبكل محبة”.

وأضافت أن “هذه الخسارة لكل لبنان والقتل عمل وضيع، ويعطي مثالاً خاطئاً للعالم واننا نقتل من يخاصمنا بالرأي، والقتل هي لغتهم الوحيدة، والمنطقة التي قتل فيها معروف من المسؤول فيها وتركوا بصمتهم”.

ويقطن سليم في حارة حريك في الضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله.

ورغم التهديدات التي تلقاها لم يغادر الضاحية، وبقي في الحارة ذاتها، وهناك أسس جمعية “أمم” ومارس نشاطات ثقافية واجتماعية وفكرية.

وكان لقمان قد تنبأ بمصيره حين أصدر بياناً أواخر عام 2019 عقب تعرض خيمة “الملتقى” في ساحة الشهداء لاعتداء بسبب ندوة سياسية قيل أنها “تروج للتطبيع” إذ قال: “للمرة الثانية خلال 48 ساعة يسعى الخفافيش بين الظلمة والظلمة لتهديدي وإرهابي معترضين لحركة دارة العائلة وحارة حريك- علماً أن هذه الدارة تأوي أيضاً مكاتب مؤسستي”أمم للتوثيق والأبحاث” و”دار الجديد”.

وجاء في بيانه”واستدراكاً على أي محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة لي أو لزوجتي أول منزلي أو لدارة العائلة أو لأي من أفراد العائلة أو القاطنين في الدارة، أحمل قوى أمن الأمر الواقع ممثلة بشخص السيد حسن نصر الله وبشخص الأستاذ نبيه بري المسؤولية التامة عما جرى وعما قد يجري اللهم قد بلغت”.

ولد لقمان في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية عام 1962 وانتقل إلى فرنسا في عام 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى بيروت في 1988.

عام 1990 أسس دار النشر (“الجديد”) التي تهتم بنشر الأدب العربي والأبحاث الفكرية.

في عام 2001، انتقل سليم إلى السينما وأسس مؤسسة “أمم للانتاج” التي أنتجت العديد من الأفلام، وفي عام 2004 شارك في تأسيس مؤسسة “أمم للتوثيق والأبحاث” وهي مؤسسة غير ربحية مقرها في حارة حريك تهتم بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعارض.

ونظمت المؤسسة عروض أفلام ومعارض فنية و حلقات بحث وندوات حول العنف المدني وذاكرة الحرب.

كما أسس الراحل منصة “هنغار” التي قدمت مساحة لعرض الأفلام الوثائقية وجمعية “هيا بنا” التي نظر إليها البعض باعتبارها مشروعاً يهدف إلى “تطويق حزب الله” في بيئته بسبب تلقيها الدعم الأمريكي.

يذكر أن لقمان هو نجل المحامي النائب الراحل محسن سليم.
وكالات