السياسية:

ناقشت صحف عربية تطورات الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، خاصة بعد تجدد الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن على خلفية التداعيات الاقتصادية للإغلاق المفروض لاحتواء انتشار فيروس كورونا.

وأقرت وزارة الاقتصاد اللبنانية زيادة قدرها عشرون في المئة على سعر ربطة الخبز في مطلع هذا الأسبوع، بينما استمرت أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد.

وحذر معلقون من “غياب ثقة” اللبنانيين في السياسيين، وانتقد كتابُ مسؤولين حكوميين لإخفاقهم في حل الأزمة الاقتصادية.

“فقدان الثقة”

قالت صحيفة العربي الجديد اللندنية إن معاناة اللبنانيين “تتفاقم يوما بعد آخر، ولا سيما مع إقدام السلطات الحكومية على رفع أسعار الوقود والخبز، فيما لا تزال الليرة اللبنانية على ضعفها أمام الدولار، مقوّضة القدرة الشرائية لمواطنين التهمت البطالة أكثر من نصف وظائفهم”.

وكتبت الإمارات اليوم: “فقد اللبنانيون كل أمل في كل ما يقوله السياسيون الفاسدون. وكنذير للاضطرابات التي اختمرت بين الفقراء، أظهرت التظاهرات التي اندلعت في طرابلس حدود صبر المواطنين الذين فقدوا كل الثقة بالطبقة الحاكمة”.

ودعت الصحيفة إلى “الإصلاح الكامل ليس لحالة البيروقراطية المتضخمة والنظام الصحي فقط، وإنما المحسوبية المتفشية، والتي تمثل وباء في إدارتها السياسية، والفساد الذي يغذيها”.

وأرجعت العرب اللندنية أزمة الكهرباء في لبنان إلى “تُفاقم الخلافات السياسية وفساد الصفقات، مثل صفقة الوقود المغشوش التي وردتها شركة سوناطراك الجزائرية”.

وحذرت الصحيفة من “التشاؤم بشأن الإسراع في حل أزمة انقطاع الكهرباء المزمنة، وسط معاناة المواطنين العالقين بين تقصير السلطات وابتزاز مافيا المولدات التي تحتكر القطاع مستغلة فشل الشركة الحكومية في إنهاء المشكلة بشكل جذري”.

الأزمة في لبنان: “كارثة اجتماعية” تنتظر البلد إذا رُفع الدعم عن السلع الأساسيةهل يهدد رفع الدعم فقراء لبنان بكارثة اجتماعية؟

من جانبه، انتقد مصطفى عبد السلام في صحيفة البشاير المصرية رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي وأشار إلى أنه تسبب في “تبخر نصف احتياطي لبنان من النقد الأجنبي وتسببت سياساته في عجز البلاد عن سداد ديونها الخارجية وانهيار الليرة وتفاقم الفقر والبطالة”.

ودعا الكاتب سلامة إلى أن “يتنحى ويترك منصبه، فربما يجد من يخلفه حلا لأعقد أزمة يواجهها لبنان في تاريخه الحديث ألا وهي فقدان الثقة بالقطاع المصرفي والمالي، وضياع ما يقرب من نصف أموال المودعين، وانهيار الليرة”.

كما حذر حنا صالح في الشرق الأوسط اللندنية من أنه “لا وقت للترف ولا وقت للإقصاء… المصير الوطني على المحك”.

ودعا الكاتب إلى “وقف مسار تغييب الدولة، واستعادة الأمل، من خلال بلورة الحيثيات والكفاءات والحالات السياسية لإطلاق جبهة سياسية معارضة لاستعادة الدولة بما هي البديل عن نظام المحاصصة والمنظومة التي فقدت أهليتها!”

احتجاجات طرابلس: هل قصرت الحكومة اللبنانية في مساعدة الفقراء؟اشتباكات طرابلس: غضب في لبنان بسبب تردي الأوضاع و”قمع” المتظاهرين

“آخر خيط أمل”

وفي صحيفة النهار اللبنانية، حذر عقل العويط من أنه “لم تعد تنفع حكومةٌ ربّما قد تكون تُمليها الآن، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ظروفٌ ومصالحُ دوليّة وإقليميّة (فرنسيّة وإيرانيّة وسواها)، يؤيّدها في الداخل، ويسعى إليها، مَن لهم (بالجمع وبالمفرد) مصلحةٌ (تتعلق بالهيمنة والمحاصصة) في قيامها.- لماذا؟- لأنّ حكومةً محتملةً ومفترضةً كهذه، ستكون – لا محالة وأيًّا تكن التعهّدات التي تُرافق تأليفَها – في قبضة الجهة التي تستولي على لبنان في الداخل، وتجعله حجر داما وصندوق بريد، في خدمة الأولياء”.

وأشارت الشرق اللبنانية إلى أن الرئيس المكلف سعد الحريري “قطع آخر خيط أمل بإمكان تذليل جبل العقبات المرتفع في وجه حكومته العتيدة بمساعي أهل الداخل، بعدما انقطعت لغة الكلام بين بعبدا وبيت الوسط ومعها الثقة المطلوبة لخطوة مشابهة، فطار إلى القاهرة باحثا عن دعم عربي يواجه تعنت ‘التيار’ ورئيسه المتهم بتعطيل قيام حكومة إنقاذ لبنان”.

وأضافت الصحيفة: “لم يعد ‘نشر الغسيل’ اللبناني مقتصرا إذا على الداخل وفيديوهاته وعلى فرنسا وتوبيخات رئيسها، فالعالم بأسره بات على بينة مما يجري بين المسؤولين في لبنان ويتعاطى معهم على قاعدة ‘تأنيبهم’ علهم بالتأنيب يعون ما يقترفون بحق الوطن وشعبه ولكن…على من تقرأ مزاميرك!”

وكالات