السياسية:
متابعات / صادق سريع

وصف سفير الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق إلى اليمن جيرالد فيرستين، إدراج جماعة الحوثي في اليمن على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بـ”الخطأ الكبير”.

وقال جيؤالد : “بأن الإقدام على هذه الخطوة يعتبر مشكلة لأمريكا أكثر من أنه مشكلة بالنسبة للحوثيين”.

واكد : “الحوثيون نوعا ما لن يكونوا متأثرين بذلك، ومن الواضح أن إيران لا تكترث إن صنفنا الحوثيين كمنظمة إرهابية أمن عدمه..”

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقال فيرستين: “سيجعل ذلك (تصنيف الحوثي) الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لأمريكا من ناحية لعب دور إيجابي في محاولات حل النزاع”.

واستطرد افيرستين قائلا: “لدينا إدارة ترامب تقول إن هؤلاء (الحوثيون) إرهابيون، هذا يتطلب من إدارة بايدن من إدارة بايدن القدوم والقول إنهم ليسوا كذلك، وهذا أمر ليس بالسهل ويتطلب قرارا سياسيا قد لا يكونوا راغبين باتخاذه..”

ولفت الدبلوماسي الأمريكي قائلا: “جو بايدن وإدارته سيكون أمامهم ملايين الأمور للقيام بها والتي ستشغل اذهانهم ووقتهم وانتباههم سيكون صوب العديد من الأمور الأهم على سلم أولوياتهم من تصنيف الحوثي”.

في السياق ، تناولت وسائل اعلام محليه وعربيه ودوليه القرار الامريكي وتبعاته ، على الحرب في اليمن والأزمة الإنسانية الطاحنة هناك.
ونبدأ من افتتاحية صحيفة الثورة اليمنية، التي كتبها رئيس تحريرها عبدالرحمن الأهنومي، الذي وصف القرار الأمريكي بأنه “أرعن فاقد الأهلية والمشروعية”.

وتضيف الصحيفة أن هذا “القرار الأجوف… يُعد دليلا إضافياً على أن الحرب على اليمن حرب أمريكية”.

وأشارت إلى أنه “جاء بعد سلسلة الإخفاقات والهزائم والخيبات، واستكمالا لما بدأته من عدوان وحصار تستهدف به الشعب اليمني، وتحاول من خلاله خلق مفاعيل وعناوين ذرائعية لإدامة العدوان، وتعقيد مسار مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة”.

فيما اكدت جريدة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن “خطوة التصنيف هذه سوف تُلحق المزيد من الأذى بالشعب اليمني، الواقع بين سندان الميليشيات والسلطات المتصارعة ومطرقة الحرب التي يشنها التحالف. وهذا هو الاعتراض الفوري الذي صدر عن منظمات دولية، منخرطة في تقديم العون لهذا البلد الذي لا يُصنف كواحد من أفقر بلدان العالم فحسب، بل إن مأساته تجاوزت المقاييس العالمية لجهة النكبات المتعاقبة، في ميادين الضحايا والغذاء وماء الشرب والدواء والأوبئة والمأوى والتهجير”.

وتشدد الصحيفة أن القرار يعد بمثابة “إجراء زجري متأخر ورمزي لا طائل وراءه، ما خلا إضافة صنوف جديدة إلى مأساة مفتوحة تحيق بشعب وبلد”.

ورآت صحيفة الأيام اليمنية ان القرار “ينسجم مع مطالب الحكومة اليمنية، لمعاقبة هذه الميليشيا الإرهابية”.
ووصفت جريده الاتحاد الاماراتية القرار بأنه “بداية حصار فعلي للميليشيات الانقلابية، لدفعها إلى التخلي عن إيران والجنوح نحو السلام، الذي عرقلت جميع مبادراته بانتهاكاتها المستمرة”.

وبالمثل، تصف البيان الإماراتية القرار بأنه “إشارة مشجعة، تؤكد أن العالم بات يفتح عينيه على انتهاكات هذه الميليشيا، وأجندتها التخريبية التي لا تستهدف اليمن فقط، بل كذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها”.

اما صحيفة عكاظ السعودية، فتصف القرار بأنه “متأخر جداً لأمريكا ويأتي في الوقت الضائع للإدارة الحالية شبه المعطلة”، مشددا أنه “لو كانت إدارة ترامب جادة في هذا التوجه، لكان أمامها آلاف الأدلة والبراهين خلال السنوات الماضية، التي تؤكد ضرورة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية”.

وقوبل القرار ، بردود أفعال متباينة محليا وإقليميا، بين تأييد وإدانة واعتراض.

على الصعيد المحلي، قوبل الموقف الأمريكي بترحيب من قبل الحكومة اليمنية التي سبق أن طالبت مرارا بإدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية.

واعتبر المتحدث باسم حكومة الفأر عبدربه منصور هادي ، راجح بادي، في تصريح لوكالة انباء الأناضول، أن القرار الأمريكي يخدم القضية اليمنية، لافتا إلى أهمية تلك الخطوة في توجيه أنظار العالم إلى جرائم الحوثيين.

وطالب وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف مماثل للموقف الأمريكي.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، إنه مع “أي توجه من شأنه وضع حد لممارسات هذه الجماعة وغيرها”.

وفي المقابل، أدان عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، الموقف الأمريكي الناجم عن “أزمة في التفكير”، مشيرا إلى أن جماعته تحتفظ بحق الرد”.

فيما اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء الموالي للحوثيين)، في بيان، قرار واشنطن بمثابة “عرقلة لتحقيق السلام في اليمن”.

وفي أول ردود الفعل العربي، رحبت الخارجية السعودية بالقرار الأمريكي، معتبرة إياه “سيعمل على تحييد خطر الحوثيين”.

ورحب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر تويتر، بالخطوة الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوثيين “أشعلوا شرارة العنف والفوضى”.

كما رحبت الخارجية البحرينية، بالإعلان الأمريكي، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات مماثلة تجاه الحوثيين.

الخارجية الإيرانية، اعتبرت القرار الأمريكي “إفلاس” من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

‏فيما قال السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن ايرلو، إن القرار الأمريكي، “جاء بضغط من الصهاينة الذين لا يريدون لليمن السلام والاستقرار”.

– انتقادات أممية وحقوقية

أكدت الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، أن خطوة واشنطن “تخاطر بجعل العمل الإنساني والسياسي للأمم المتحدة في اليمن أكثر تعقيدا”، مرجحا “تداعيات خطيرة”.

وقال جان إيغيلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين عبر تغريدة بتويتر: “نحن بالفعل على حافة الانهيار في اليمن والقرار الأمريكي يمكن أن يكسر شريان الحياة للملايين”.

من جانبه، أوضح سكوت باول، مسئول السياسات الإنسانية لدى منظمة أوكسفام الإنسانية الدولية، أن “الموقف الأمريكي يعتبر سياسة خطرة وغير مُجدية، ستُعرّض حياة الأبرياء في اليمن للخطر”.

بدورها، قالت الباحثة اليمنية في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أفراح ناصر، إن الموقف الأمريكي “سيكون له تداعيات كارثية على الأزمة الاقتصادية والإنسانية الأليمة بالفعل”.

وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألفا، وبات 80 بالمائة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

ويزيد القرار من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف العدوان بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما لقوات الرئيس الفأر عبدربه منصور هادي.