خامنئي: لا نستعجل عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي
السياسية:

قال قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي اليوم الجمعة إن بلاده لا تصر على عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 ولا تستعجلها.

وأصر خامنئي في الوقت ذاته على ضرورة رفع العقوبات فورا عن بلاده.

ورأى خامنئي أن السؤال لا يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود، إنما يتعلق برفع عقوباتها الأحادية الجانب.

وفي خطاب بثه التليفزيون الإيراني، قال خامنئي: “لا نصر على عودة الولايات المتحدة للاتفاق، ولا نستعجل ذلك، لكن لنا مطلبا منطقيا هو رفع العقوبات”.

ويأتي ذلك التصريح قبل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في العشرين من الشهر الجاري.

وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد سحب في مايو/أيار 2018 توقيع بلاده على الاتفاق النووي مع إيران ثم أعاد فرض عقوبات صارمة على طهران استهدفت قطاعَي النفط والمال.

ومنذ ذلك الحين، خفضت طهران، كما تقول، بعض التزاماتها بشأن تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق.

إيران ترفض شروط بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي

وكان بايدن أعلن في وقت سابق أنه سيعود إلى الاتفاق النووي ويرفع العقوبات عن إيران، شريطة التزام الأخيرة “بشكل صارم بالاتفاق”.

وكانت إيران قد استأنفت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، وهي خطوة وصفها الاتحاد الأوروبي “خرق كبير” للاتفاق النووي الذي ينص على ألا تزيد النسبة عن 3.67 في المائة.

ولتصنيع سلاح نووي تحتاج إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 95 في المائة على الأقل.

ورفضت طهران ما اعتبرته شروطا مسبقة من جانب الإدارة الأمريكية المقبلة. وقال وزير خارجيتها جواد ظريف إن الولايات المتحدة عليها “التزامات يجب أن تنفذها”.

ويهدف الاتفاق إلى فرض قيود على برنامج طهران النووي بطريقة يمكن التحقق منها، مقابل تخفيف العقوبات.

“مراجعة الحسابات”

وصرّح مسؤولون إيرانيون بأن على الولايات المتحدة أن تدفع تعويضات لإيران قبل العودة للاتفاق ومطالبة طهران بالالتزام ببنوده.

ودافع خامنئي في خطابه عن زيادة بلاده تخصيب اليورانيوم، واصفا إياها، بالقرار السليم والمعقول.

وقال خامنئي: “عندما لا يلتزم الطرف الآخر بمعظم بنود الاتفاق، لا معنى لالتزامنا”، مضيفًا: “وإنْ عادوا عُدنا”.

وحذر الاتحاد الأوروبي من تحرّك إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، واصفا الخطوة بأنها “خرق كبير” للاتفاق النووي.

وجاءت الخطوة الإيرانية وسط توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة، ما أثار المخاوف من إمكانية لجوء ترامب إلى مواجهة عسكرية مع طهران قبل أن يغادر البيت الأبيض.

وينص الاتفاق النووي على تخفيض طهران عدد ما لديها من أجهزة الطرد المركزي، ومن مخزون اليورانيوم المخصب، وعدم التوسع في بناء مفاعلات نووية تعمل بالماء الثقيل، فضلا عن السماح للمفتشين بالوصول إلى أي موقع في أي مكان يرونه موضع شك.

وبفضل الاتفاق، تمكنت إيران في المقابل من الوصول إلى أكثر من 100 مليار دولار من الأصول المجمدة في الخارج، كما تمكنت من استئناف بيع النفط في الأسواق الدولية واستخدام النظام المالي العالمي للتجارة.

غير أن إعادة فرض العقوبات الأمريكية الصارمة سبب لإيران مشكلات اقتصادية صعبة.

ورفض خامنئي في خطابه، ما وصفه بقلق الغرب من نفوذ إيران الإقليمي، مؤكدا “التزام طهران بدعم حلفائها في الشرق الأوسط”.

وقال الزعيم الإيراني أن الولايات المتحدة “ترى أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط في مصلحتها، بينما تعمل إيران على ضمان الاستقرار في المنطقة”.

وأضاف خامنئي: “وجودنا يصنع الاستقرار، وقد برهنت الأحداث على ذلك”، في إشارة إلى وجود إيران في سوريا، والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وعبّر عن اعتقاد إيران بأن وجودها الإقليمي “ضرورة يجب أن تكون وسوف تستمر”.

ورفض الزعيم الإيراني التخلي عن برنامج بلاده الصاروخي. وأشار إلى أن هذا البرنامج “أجبر أعداء إيران على مراجعة حساباتهم”.
وكالات