السياسية : مرزاح العسل

في خطوة جديدة وغير مفاجئة نحو تعميق الخيانة ضد قضية العرب الأولى “القضية الفلسطينية، أقدم النظام الحاكم في المغرب على الهرولة نحو تطبيع علاقاته بشكل كامل مع الكيان الصهيوني بوساطة أمريكية، مقابل الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية كجزء من هذا الاتفاق.

وبحسب وكالة أنباء “رويترز” فقد أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، مساء اليوم الخميس، عبر تغريدة له في “تويتر” أنّ المغرب و”إسرائيل” اتفقا على تطبيع العلاقات.. مضيفاً إنه “وقع إعلاناً يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.

وكجزء من اتفاق التطبيع، وافق ترامب على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، حيث كان هناك نزاع إقليمي منذ عقود مع المغرب ضد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي حركة انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة في الإقليم.

وكتب ترامب، أيضاً: “اتفقت صديقتانا العظيمتان إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة- اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط!”.. وقال: إن “اقتراح المغرب الواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار”.

وأشار ترامب إلى أن المغرب اعترفت بالولايات المتحدة في 1777 “ومن ثم فإنه من المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية”، على حد قوله.

ويشار إلى أن المغرب لم يحصل على اعتراف دولي بسيادته على كامل أراضي الصحراء المغربية.. وكشف ترامب، في بيان له، أن أمريكا تعتزم “فتح قنصلية في إقليم الصحراء الغربية، في الداخلة، لتعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية للمغرب”.

وأفاد مسئول كبير في الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام بأن الاتفاق تم إبرامه خلال مكالمة هاتفية بين ترامب والملك المغربي محمد السادس.

وأعلنت الإدارة الأمريكية أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب حصل بموجب اتفاق تم التفاوض عليه بمساعدة الولايات المتحدة.. وبذلك أصبح المغرب رابع دولة عربية تفتح فصلا دبلوماسيا جديدا تجاه إسرائيل منذ أغسطس الماضي، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وسارعت وزارة الخارجية المغربية، مساء اليوم، إلى إعادة نشر التغريدات التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة المملكة على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.

ورفض رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، عملية التطبيع هذه قائلاً إن”اعتراف الإمارات بمغربية الصحراء كان طعما لم نتلقفه”.. مشيراً إلى أنّ “القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي هي قضية وطنية وأنّ التطبيع خيانة”.

وقال ويحمان، لقناة “الميادين” التلفزيونية: إنّ “الشعب المغربي بكل قواه الحية ضد التطبيع”.. ومؤكداً أنّ “الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية والتطبيع خيانة”.

وأضاف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: “نبهنا من أنّ المستهدف ليس المغرب وحده في وحدته الترابية وإنما المستهدف هو المنطقة”.

رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شكر الملك المغربي محمد السادس، على “قراره التاريخي” بالموافقة على تطبيع العلاقات بين المغرب و”إسرائيل”.. مؤكداً تسيير خط طيران مباشر وإقامة مكاتب اتصال بين المغرب و”إسرائيل”.. كما شكر راعي الاتفاق دونالد ترامب، قائلاً: “هذا نور كبير لإسرائيل.. اتفاق المغرب تاريخي وضوء عظيم آخر للسلام”.

الديوان الملكي المغربي، أكد من جهته، أنّ الملك محمد السادس أبلغ ترامب “نيّته تسهيل الرحلات المباشرة للسائحين الإسرائيليين”.

هذا وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ومنح تحليقات جوية ورحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين.

وأعلنت شركة طيران “العال” الإسرائيلية مساء اليوم، أنها تدرس إمكانية تسيير رحلات مباشرة إلى المغرب.

وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض لوكالة أنباء “رويترز”: “إنهم سيعززون التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية.. إنهم سيعيدون فتح مكاتب الاتصال الخاصة بهم في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارات”.

وأضاف: “اليوم، حققت الإدارة إنجازا تاريخيا آخر.. توسط الرئيس ترامب في اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل وهو الاتفاق الرابع من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية – إسلامية في أربعة أشهر”.

وتابع قائلاً: “من خلال هذه الخطوة التاريخية، يبني المغرب على علاقته الطويلة مع الجالية اليهودية المغربية التي تعيش في المغرب وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إسرائيل.. هذه خطوة مهمة إلى الأمام لشعبي إسرائيل والمغرب”.

وشدد كوشنر على أن ذلك يعزز أمن إسرائيل ويخلق فرصا للمغرب وإسرائيل لتعميق علاقاتهما الاقتصادية وتحسين حياة شعبيهما.

كما صرح كوشنر مساء اليوم، بأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل حتمي.. قائلا: “إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مسألة وقت فقط بعد أن أصبح المغرب أحدث دولة عربية تفعل ذلك”.

وأضاف: “اجتماع إسرائيل والسعودية معا والتطبيع الكامل في هذه المرحلة أمر حتمي، لكن من الواضح أن الإطار الزمني سيأتي وهو أمر يجب تحديده”.

وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، قد كشف في وقت سابق، أن السعودية وقطر والمغرب، من بين الدول التي من المقرر أن تقيم علاقات مع بلاده في إطار تقارب إقليمي بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال كوهين إن السعودية وسلطنة عمان وقطر والمغرب والنيجر “على الأجندة”.. مضيفاً “هذه هي الدول الخمس.. إذا استمرت سياسة ترامب سنتمكن من التوصل لاتفاقات إضافية”.

وأشار كوهين في مقابلة مع القناة العبرية الـ(20)، إلى أنه “من بين الدول العربية المرشحة لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، دول خليجية ودول عربية أفريقية، على رأسها المملكة المغربية”.

وكشفت تقارير صحفية مطلع العام 2020 أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية سعت لعقد صفقة ثلاثية تضمها مع كل من المغرب والولايات المتحدة، تحصل بموجبها المغرب على اعتراف أميركي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات المغربية-الإسرائيلية.

ولفتت التقارير إلى أن المساعي الإسرائيلية في هذا الشأن، بدأت منذ أكثر من عامين، حين ألقى نتنياهو خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر 2018، وقال فيه: “بعد تصاعد قوة إيران، أصبح الاتفاق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية أقرب من أي وقت مضى، تقارب وود لم أتصور في حياتي مطلقًا أنها ممكنة. لم يكن ممكنا تخيل ذلك منذ بضع سنوات”.

والتقى نتنياهو في اليوم التالي لخطابه المذكور بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شدد التقرير على أنه “طيلة مدة رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، عمل على تعزيز التحالف السري بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى حد كبير، لكن ذلك تم في ظل حالة من التكتم والسرية”.

الفصائل الفلسطينية، أكدت مساء اليوم رفضها الكامل والقطعي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً بعد إعلان المغرب التطبيع مع الاحتلال بشكل كامل.

وفي أول رد فعل لها.. استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء اليوم، إعلان اتفاق التطبيع بين دولة المغرب والاحتلال “الإسرائيلي”.

وقال الناطق باسم حركة (حماس) حازم قاسم: “إن هذه خطيئة سياسية، ولا تخدم القضية الفلسطينية وتشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا”.. مضيفاً إن الاحتلال يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني.

من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنّ الإعلان عن تطبيع العلاقات المغربيّة مع “العدو الصهيوني” مساء اليوم على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو يوم أسود في تاريخ شعبنا وأمتنا العربيّة، بحيث يُشهر النظام المغربي علاقاته المديدة مع العدو، ويلتحق في هذا الإشهار بمن سبقوه إلى وحل الخيانة، كنظامي الإمارات و البحرين.

واعتبرت الجبهة، في بيان لها أنّ توالي إعلانات الزحف نحو التطبيع مع العدو، تؤكّد ضرورة توحيد كل الجهود الوطنيّة والقوميّة لمواجهة هذه النظم وخياناتها من جهة، وحماية حقوق وأهداف أمتنا العربية وفي القلب منها الحقوق والأهداف الفلسطينيّة في التحرر والانعتاق والوحدة من جهة أخرى.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، هي الأخرى أكدت أن ما أقدم عليه النظام الحاكم في المغرب بالتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، خيانة لثوابت الإسلام والعروبة وتفريط بالقدس وفلسطين.

وقالت الحركة في بيان صحفي: إن التطبيع هو الوجه الجديد للاستعمار.. معتبرة أن إعلان العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني خيانة للقدس.. مضيفة إن بعض الأنظمة العربية يتواصل سقوطها في وحل الخيانة والرِّدة عن ثوابت الأمة.

وشدد البيان على أن إعلان التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني الغاصب يمثل انتكاسة جديدة للنظام العربي الهش الذي يبحث عن توطيد أركان حكمه الاستبدادي لدى أمريكا والكيان الإسرائيلي.

وأكد بيان حركة الجهاد الإسلامي أن أمريكا والكيان الصهيوني تدعمان الأزمات وتفتعلانها بصورة وقحة، بهدف استخدامها كوسيلة ضغط لقهر المنطقة من خلال فرض التطبيع الذي أصبح يمثل وجها جديدا لسياسات الهيمنة والاستعمار.

بدورها استنكرت حركة المجاهدين الفلسطينية اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني.. معتبرة أن هذا الاتفاق يشكل ضربة جديدة في صدر الأمة.

وقالت الحركة في بيان لها مساء اليوم: إن إعلان التطبيع مع الكيان لا ينم عن إرادة الشعب المغربي الشقيق، وما هو إلا خدمة مجانية تقدم لنتنياهو وترامب الفاشلين.

وأكدت على “أنها لن تمنح اتفاقات التطبيع مع الدول العربية الكيان الصهيوني لا أمنا ولا شرعية في أمتنا، بل ستلحق العار بمن خطط لها ونفذها”.

وتابع بيان حركة المجاهدين قائلاً: “يستمر الدور الإماراتي المشبوه في إسقاط مزيد من الأنظمة في وحل التطبيع خدمة لأجندات نظام أبوظبي التي تتقاطع مع المصلحة الصهيونية”.

ودعت حركة المجاهدين للتكاتف الشعبي في الأمة لرفض التطبيع وإسقاطه وإفشاله وإفشال المخططات الأخرى التي تستهدف فلسطين خاصة وأمتنا بشكل عام.