عبد الغني اليوسفي*

إنها إب عاصمة السياحة العربية ، وبندقية اليمن .

محافظة ومدينة إب لؤلؤة مدائن اليمن يكسوها اخضرار دائم علي مدار العام. تمتاز بموقع جغرافي فريد يتوسط محافظات اليمن بل و تعد القلب النابض لليمن في وسط المرتفعات الوسطى من اليمن. وتمتاز بطبيعتها الجبلية الوعرة, التي أكسبتها مناخاً متنوعا لا مثيل له في كثير من بلدان العالم. بدر عنه مناخ معتدل طول العام فصيفها الممطر البسها حلة مخضوضويلة الأغصان والأشجار,..وتعد مركزاً سياحياً متميزا لما لها من سحر مناظرها الطبيعية المغطاة بباقات الورود ورائحتها العطري.هناك اراء لا يختلف عنها الكثير .

كثير هي المناظر السياحية في اليمن، والجميل عندما يجتمع عبق الطبيعة وجذور التاريخ في العاصمة السياحية اليمنية إب ومديرياتها ذات مناظر خلّابة واسعة، وذات أثر تاريخي مشهود، وهي محافظة إب، التي تسلب الألباب لجمالها السياحي واخضرار أرضها وتعدد حكاياتها.

وفيها ننقل القارئ إلى دهشة العين وتلهّف القلب بنغمات أصيلة تربط التاريخ والأرض والإنسان والجمال، فمحافظة إب كساها الله تعالى بثوب الخُضرة الدائم، ومنحها عيون المها، ذُكرت في الكُتب السماوية وكتب المؤرخين، واحتفظت بين جفونها بعواصم لدول قبل الإسلام وبعد الإسلام وتحضى بمعالم حميرية ونقوش كتابية، تسطر اسمها وأصالتها وأهميتها. تقع محافظة إب وسط اليمن.

وتعد المحافظة غنية بالسياحة الطبيعية والتاريخية، والدينية والرياضية والصحية ولها أهمية في قاموس الإنسان اليمني الذي يبحث عن بذرة البداية وشذرات العصور المتعاقبة.

شواهد سياحية

هذه المحافظة الجميلة صاحبة حلة وتاج وهيلمان، ولها شأن، حوَت فنون الجمال الجذابة ومناظر الهوى الساحرة، ولها مواصفات فريدة، تمثلت بجبالها العالية التي تناطح السحاب، وتغازل النجوم، ومُدرجاتها الزراعية المرصوفة على صدور الجبال، ومُنحدرات الوديان المطرّزة بألوان الطيف، وقُراها الجميلة الرابضة في بطون الأودية، والقابعة في قمم الهضاب، تظهر وكأنها معلّقة في الفضاء، تنشد عظمة التاريخ للآباء والأجداد، وخيرة أيامها فصل الصيف الذي يأخذ فترة ستة أشهر، وفيه يعود لها عُمر الشباب وبهجة الروح، وتنساب فيها عيون المياه الصافية، وشلالتهاالفريدة التي نحتت من الصخور معابم جريانها ولا يجد الزائر لها كللا أو مللا تعوّضه عمّا فات من عُمره وتدهش البصيرة، وكم وفود تنقّلت في محاسنها وبقاعها؛ كونها محطة جذب للزائرين، والسياحة فيها معوّدة بالكثير من وقع الجمال وريا المفاتن الطبيعية، التي جعلت الغزل فيها متعة وروعة للنفس والوجدان.

مجلداتها التاريخية

العاصمة السياحية والتاريخ. عواصم لدول تعاقبت من قبل الإسلام يعود إلى العصور الحميرية المتعاقبة، كما أكد الكثيرون، وهو الأمر الذي أكد أهميتها وخصوبتها وجودتها ومكانتها في دائرة العين. ومن أشهر آثارها منطقة ظفار عاصمة الحميرين ، ومصنعةوحاضة ومصنعة سير. وحصن حب وقلعة سمارة والتعكر .
والأثر باقيا، والوصية شاهدة للتاريخ.

أما في ظل الإسلام، فقد زادت أهميتها؛ كونها تقع في قلب اليمن. وبها مدينة جبله عاصمة للدولة الصليحية. وقرعد عاصمة للدولة الفضلية.والمنصورة خنوه عاصمة لطغطاكين الأيوبي.

تتوسط طرق التجاره القديمة فكانت سوقا للتجار، ومزارا للزائرين ومأوًى لطلبة العلم. فيها الكثير من المساجد والمآذن، وفيها أضرحة تفوق الــ150ضريحا.

ومن أقدم مدنها- ظفار- والثجة – ومنكث-ويريم -وجبلة -والحزم – والعدين- والشعر وبعدان ومدينة والسهفنه والقاعدة والقفر.

والدخول الى مديرية السياني : وبها قرية ذي أشراق والظفير، وعرنة، ونعيمة، وصُهبان، وفيها سمسرة المحرس المشهورة، ومصنعة سير، ومصنعة صيرات.

ومدارسها العلمية المشهورة: الشمسية والعلمية ، والعمرانية- وحلل -والمسالقة. ولها العديد من الأسواق القديمة التي كانت تُذكر إب -الثجة -جيله -يريم فيها: ذي يشرع ، والجدس، والمحرس. ويقال إن المدرسة السيرية العُمرانية وحدها خرّجت 300 عالم بدرجة الاجتهاد في القرون المتقدّمة.

وحديثا شبّت فيها مدينة حديثة أصبحت عاصمة السياحة والسلام لمخيم للنازحين ، ولها أحداث تاريخية ارتبطت باسمها، وتوالت منذ القرن الثالث عشر الهجري، حيث اتخذها العثمانيون منتجعا سياحيا يستريحون فيه من عناء السفر، وويلات الحروب المنهكة. ولها العديد من حصون الحماية العسكرية العثمانية التي كانت مواقع حميرية ذات يوم. جب والتعكر وقلعة سمارة.

ومن أبرز المعالم التي لازالت بمحافظة إب حاضرة سمسرة المحرس وحصن حب. وقلعة سمارة وقصر وجامع الملكة أروى بمدينة جبلة فقد شكّلت تلك المدن سوقا رائجا للبضائع القادمة من عدن وتعز؛ ليتم مقايضتها بالبضائع القادمة من صنعاء وإب وذمار ويريم، وكانت تأتي الملابس والعطور والبخور والتبغ من عدن وتعز، ويأتي الزبيب والعنب والبن والعسوب والمدائع من صنعاء، فيتم التبادل في مدن عاصمة السياحة إب منها سمسرة المحرس بمديرية السياني. التي تحوي أكثر من ستين عقدا تاريخيا، وتحتل مساحة واسعة إلى جانب الكثير من السماسر الأصغر في المساحة، والتي تزيد على ثماني عشرة سمسرة.

إسم إب

إب نسبة إلى القيل الحميري أب بثع وأب كرب في الأحجار. والثجة وللمحافظة شجن تاريخي، وهمزة وصل بين الماضي والحاضر، فيقال إن اسمها جاء باسم الاقيال الحميرية. وهي عادة عند ملوك اليمن كانت في الماضي، حيث كانوا يربطون المناطق بأسماء أولادهم لترسيخ الاستقرار والحُكم وتوارث الاسمية.

ورغم جمالها وصلابة بأسها فما زالت بحاجة إلى ترميم شواهدها؛ كي يزداد جمالها، وتحتفظ بسلطانها السياحي والتاريخي، وهي تنتظر خُطوة قادمة لإخراجها من عالم النّسيان إلى عالم الإشراق الواسع..

وقال عنها الأديب أحمد عبد الله العشاري :وقال :قول في إب وخصائصها الجمالية والفريدة بين مدائن الجزيرة العربية والشرق الأوسط كلمته.

وفي تصرح:- لموقع وصحيفة( المسلة السياحية المصرية ) قال إن العاصمة السياحية إب المحافظة والمدينة ، حباها الله بالأمن والسكينة ،واستودع فيها كل الجمال وألق وانق السكان والعمران وارضها والجبال ،واختصها بالوسطية والإعتدال ، وكمال عقول نسائها والرجال ، إنسانها مسكون مجبول بالورع وهدوء البال ، والكرم والنبل والطيبة وصدق المقال ، والحكمة والإتزان وعدم الإنفعال ، فمن يعاني من ضيق النفس وسوء الحال ، اليها يشد الرحال ، ليهنأ ويستريح من عبء الهموم الثقال ، وينعم بندى وفيئ وضلال ، وعبق الطيب الفواح لوديانها والتلال ، ونقاء هواها العليل الشافي لكل ضيق واعتلال ، سلام الله عليها واهلها طرا وكفاها الله شرور الأيام وحوادث الليال، وبارك الله ارضها وثمارها وماؤها العذب الزلال ، وجنانها الخضراء التي لايحوي الوجود لها مثال. !

وقال عنها الشاعر عبد الرحيم التويتي وآخرون تحت عنوان” اعرف إب العاصمة:- السياحية. والتاريخية..” اوصاف كثيرة

* المصدر : رأي اليوم