السياسية – هناء السقاف:

هناك بين جبال خولان في منطقة بني سحام على بعد 25كم شرق العاصمة صنعاء عاد متربعا عرشه وسط سلسة جبال شامخة تحيط به  بعد أن اشتاق إليه الكثيرون لعودته بعد انقطاع دام سنوات تجاوزت عشرون عاما.

يمتع الزائرين من محافظة صنعاء وغيرها من المحافظات ناظريهم من بهاء طلته الجميلة وسحر هدوئه  وروعة حديثه الذي ينساب من احد مفاضاته الامنة ما اشبه بشلال ينحدر باتجاه قرية تنعم وما جاورها من القرى والذي يستقبله المزارعين لسقيا مزارعهم التي باتت مكسوة بالاخضرار بفعل الأمطار الغزيرة التي افتقدتها خاصة قرية تنعم منذ سنوات .

سد شاحك التاريخي، كم تاقت الأنفس إلى امتلائه ممن يمتلكونه وكم روايات ذكرها السكان عنه سعيدة مستبشرة أو أحداث مؤلمه كان بسببه نشوب اشتباكات ذهب ضحيتها العديد من أصحاب القرى في الماضي أو الحاضر أو حادث غرق أشخاص من أهل الأرض أو من الزوار .

في زيارة خاصة إلى قرية تنعم التاريخية ونحن مازلنا على مشارف العاصمة لاحظنا مياه جاريه متدفقة بقوة  من على جانب الطريق الإسفلتي متسائلين مصدرها لنكتشف بعد ذلك أنها مياه فاضت من سد شاحك لتعبر بها مجرى السيل في الوديان لتواصل مسيرتها إلى سايلة صنعاء كما ذكر لنا ذلك بعض سكان القرية.

الرضى والسعادة والفرحة تعلو وجوه قاطني المنطقة تضمنت مشاعر مبشرة بموسم خير وأشجار مثمرة متدلية فيها عناقيد العنب المتنوعة التي تشتهر بها المنطقة وما تتميز به من المذاق الفريد الذي لاينسى.

تقول احد نساء قرية تنعم وقد تجلت ملامحها الشكر لله والامتنان لما منحه لهم من خير ” انه ملك عظيم امتلأت الآبار بعد أن كانت يابسة بل تم حفر أبار جديدة وانفجرت العيون ورويت تربة الأرض كما انجرفت بعض أشجار العنب (الغرايس) بفعل السيول الغزيرة والغير متوقعه.!

أضافت وكانت الدموع بدأت تترقرق في عينيها ” في قرارة نفسي كنت أعتقد أن السد لن يمتلئ مجددا فمن يراه وقد كان خاوي القاع والأعشاب والأشجار متناثرة داخله لا يظن انه سيعود ينبض بالعيون وتسيل إليه أمطار التي أرسلها الله إلينا رحمة  له كل المن والحمد والشكر .

وعلى الاطلاله الجميلة للسد والتي جعلت منه  متنفس سياحي يقصده الناس لتنتعش القرية من كثرة زائريها خاصة بايام الإجازة أو نهاية الأسبوع  تروي لنا احد نساء القرية وهي تتأمل المياه قائلة ” هذا السد شهد مقتل أشخاص وسالت دمائهم في الجبال المطلة عليه،و لربما حل غضب إلهي وانزل الله عقابه بجفاف السد وشحة الأمطار لينسى الناس أحقادهم والحسد الذي تتملكه النفس البشرية.. متمنية أن يكون درسا لهم مستبعده في الوقت ذاته أن يتعظ أولئك بعد وقوع حادث مشابه له في الأيام الماضية .

‏ويعتبر سد شاحك من السدود الحميرية القديمة, وقد أعيد بنائه عام 1998م ويعد ثالث السدود اليمنية من حيث المساحة والسعة التخزينية التي تقارب 6مليون متر مكعب.. بعد سد مأرب في محافظة مأرب وسد بيت الخردل في خولان محافظة صنعاء الذي يبعد 30 كلم عن العاصمة .

ويمتلك السد تخطيط هندسي يحافظ على سلامته والقرى ومزارع المواطنين المجاورة ما يجعله بحيرة مستقرة على مدار العام حتى في المواسم الممطرة.

وكان  وكيل محافظة صنعاء لقطاع الاستثمار يحيى جمعان قد تفقد السد  ومنسوب المياه فيه.

واستمع الوكيل جمعان ومعه مديري الأمن بالمديرية سيف التوعري والتربية والتعليم أحمد نشوان، من المواطنين إلى شرح حول دور السد في تغذية الآبار.

وأكد الوكيل جمعان حرص قيادة المحافظة على استغلال مياه الأمطار والسيول المتدفقة والسدود في عملية الزراعة بما يكفل الوصول للاكتفاء الذاتي خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.