بقلم: نيسان أحمدو، سهرة عيد النور، حسين عدن

 

( صحيفة”فويس اوف امريكا” الأمريكية, ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

 

لقد اجبرت أربع سنوات من الحرب الأهلية الوحشية في اليمن أكثر من 4.3 مليون شخص على مغادرة منازلهم, فالعديد من اليمنيين الذين يبحثون بشكل ملح عن الأمان يتجهون إلى الصومال المجاورة.

 

تعتبر الصومال واحدة من بين عشر دول اشد فقراً في العالم حسب الأمم المتحدة، وتعتبر الصومال واحدة من أقل البلدان استقراراً من الناحية السياسية وتواجه تهديداً مستمراً من الجهاديين الشباب.

 

فر الكثير من الصوماليين الذين كانوا يعيشون في البلد خلال صراع الثمانينيات واندلاع الحرب الأهلية في العام 1991 في اليمن التي كانت مستقرة آنذاك, لكن حركة اللاجئين قد انعكست منذ أواخر العام 2014, عندما تصاعدت المواجهة العسكرية المدمرة في اليمن بين الحكومة والحوثي، حيث تحولت إلى اسوء أزمة إنسانية في العالم.

 

قال أحد اللاجئين اليمنيين، صالح العمودي، إنه وصل إلى الصومال في العام 2014 بعد رحلة محفوفة بالمخاطر  حيث أبحر على متن قارب صغير من خليج عدن في جنوب غرب اليمن إلى ميناء بوساسو في شمال شرق الصومال.

 

وأضاف العمودي لـ فويس اوف امريكا “كنت محظوظاً لأنني تمكنت من الوصول إلى الصومال بأمان, بعد أن لقي عدد من الأشخاص حتفهم في الرحلة عبر البحر بعد غرق قواربهم, وأحياناً تحدث مواجهات امام المنطقة الساحلية اليمنية، وقد يقصف صاروخ أحد القوارب الضعيفة، ويغرق من فيه من الركاب”.

 

قبل أسابيع من مغادرته، أرسل العامودي زوجته وطفليه إلى مكان آمن في المملكة العربية السعودية, وفي الوقت الذي حاول فيه اللحاق بهم، كانت السلطات السعودية قد أغلقت حدودها بالفعل, وهكذا تشتت الأسرة منذ ذلك الحين فكل من يحاول العبور بشكل غير قانوني إلى الدول المجاورة مثل السعودية أو عُمان سيتم إطلاق النار عليه أو اعتقاله, لم أر عائلتي منذ ما يقرب من خمس سنوات, فنحن نسعى فقط للحصول على بعض الكرامة.

 

لقد استقر العمودي في مخيم للاجئين في منطقة قريبة من العاصمة الصومالية، مقديشو، بعد وقت قصير من وصوله, وقال أن المخيم بالكاد يستطيع تأمين الغذاء والرعاية الصحية والتعليم للاجئين اليمنيين, كما أشار ايضاً إلى انهم يسعون فقط للحصول على بعض الكرامة, فالوضع في اليمن خطير، والوضع هنا في الصومال فظيع, نحن نعتمد على دعم جمعيات الإغاثة المحلية والتبرعات الفردية التي لا تلبي احتياجات اللاجئين, لا نعرف ماذا نفعل.

 

الصومال عضو في اتفاقية اللاجئين الموقعة في العام 1951, التي تلزم البلد بالسماح بدخول طالبي اللجوء, ومع ذلك، قالت مجموعات اللاجئين إن البلد تحتاج إلى دعم كبير وبناء القدرات من أجل توفير الرعاية المناسبة لأولئك الذين نزحوا.

 

قال محمد أبي لفويس، وهو طبيب صومالي يعمل مع منظمة الإغاثة الإسلامية ومقرها المملكة المتحدة في مخيم اللاجئين اليمنيين في الصومال،  أن اللاجئين أصبحوا على شفا المجاعة، مع حصولهم على الحد الأدنى من الغذاء والماء والمساعدات الطبية, كما لا يمكنهم حتى طلب المساعدة من السكان لأنهم لا يتحدثون اللغة الصومالية, إننا نعاني من المساعدات الطبية اللازمة لـ 500 لاجئ في هذا المخيم”.

 

ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لقد لجأ ما لا يقل عن 14 ألف لاجئ يمني إلى الصومال منذ مارس 2015,  وقالت الوكالة إنها عملت مع المنظمة الدولية للهجرة لمساعدة 5087 لاجئ صومالي على العودة إلى ديارهم من اليمن, بسبب عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الخليج الفارسي.

 

صرحت كاثرين ماهوني، مسؤولة الإعلام في مفوضية شؤون اللاجئين، للصحيفة أن التدفق العكسي للاجئين من اليمن إلى الصومال هو مؤشر على الدمار الذي شهدته اليمن منذ سنوات من العنف, فاليمن هي أكبر أزمة إنسانية في العالم, والوضع فيها يهدد حياة الجميع، بمن فيهم اللاجئين, لقد تدهور الوضع بشدة، بحيث يتعين على الناس اتخاذ قرار مستحيل: البقاء بين براثن اسوء أزمة إنسانية في العالم أو الذهاب إلى واحدة من أكبر الدول المنتجة للاجئين في العالم.

 

الصوماليون في اليمن:

 

على الرغم من النزاع، يُعتقد أن هناك 266 الف،لاجئ و 10الف طالب لجوء، معظمهم من الصومال ما زالوا في اليمن.

 

يقول بعض اللاجئين الصوماليين الذين يعيشون في اليمن إن البلد تعمل كمحطة عبور نحو دول أكثر ثراءً واستقراراً مثل المملكة العربية السعودية.

 

قال عبد القادر محمد أحمد، وهو صومالي وأب لسبعة أطفال, إنه كان على أسرته تغيير مخيماتهم في اليمن أربع مرات خلال الخمس السنوات وذلك بسبب النزاع,  فقد كان يعيش حياة جيدة, حيث كان يدير شركة لبيع الملابس والأحذية في مقديشو قبل إجباره على الفرار مع زوجته وأطفاله في ذروة الحرب الأهلية في البلد عام 1990.

 

قال أحمد الذي استقر الآن في مخيم الخراز للاجئين، غرب مدينة عدن الساحلية أن اثنين من أبنائه توفوا, الاول كان لا يزال  في الشهر التاسع من العمر, حيث لقي حتفه بسبب الجفاف, في حين اطبق المرض خناقة على ابنة ذات 19 ربيعاً , فيما شرع أحد أبنائه في رحلة خطرة إلى أوروبا، حيث وصل إلى سويسرا وأصبح الآن في وضعاً يرثى له بلا وضع قانوني للجؤ, أن معظم اللاجئين الصوماليين يشعرون بأنهم محاصرون في اليمن ويعانون من نقص الخدمات في المخيمات ودائما ما يتعرضون لخطر الوقوع في خضم نيران الحكومة والحوثيين, على الرغم من الصعوبات، فإن فرص العودة إلى الصومال غير واضحة، حيث أن الكثير منهم لا يملكون وسيلة لدعم أسرهم بمجرد عودتهم, لا نريد فقط العودة إلى الوطن، نريد إعادة التوطين, إذا حصلنا على غرفة صغيرة وحمام في الصومال، فسوف أعود إلى هناك.

 

تصاعد الصراع في اليمن بعد أن استولى الحوثيون الذين تدعمهم إيران على العاصمة صنعاء والتغلب على الحكومة المدعومة من السعودية في سبتمبر 2014, وفي عام 2015, تحول الصراع إلى حرب بالوكالة عندما شن تحالف دولي بقيادة الرياض حملة عسكرية واقتصادية ضد الحوثيون.

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.