السياسية || محمد محسن الجوهري*

يقول الله عزّ وجل عن النساء (وللرجال عليهن درجة) وقال عن المجاهدين (وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة)، ومن هنا تأتي تسمية رجال الرجال التي يؤكدها الله في موضع آخر بقوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ولا أرى هذه المواصفات تليق بأي طرفٍ سياسي في اليمن سوى رجال الرجال الذين نعرفهم جيداً وهم أنصار الله الصادقون في عهدهم وأفعالهم، وما دون هؤلاء متردد في أمره ومتحير في مواقفه كلها، ولك أن تقارن الخطاب الاعلامي لكل طرف من مراحل مختلفة لترى العجب العجاب من التناقضات والمواقف المزدوجة، ثم قارنها بأول خطابٍ سمعته للسيد القائد حفظه الله وأي خطاب حديثٍ، فهو يخاطب الواقع بلغة القرآن، وهي السردية لا تختلف ولا تتناقض وتحت رايتها تتحقق الانتصارات وتصان الكرامة والأعراض.

باختصار، فإن كل عظمة الأنصار في التزامهم بالخط القرآني الواضح وضوح الشمس في كل مواقفه، وفي ولاياتهم للقيادة التي دعتهم إلى ذلك الخط، والعبودية لله تقتضي وجوباً طاعة من أطاع الله وقاد الأمة بالتوجيهات الإلهية دونما اجتهادٍ أو انتقاص، وتتجلى مصداقية السيد القائد في ولايته لأولياء الله ولو كانوا أفقر الناس وأكثرهم استضعافاً، وفي معاداته لأعداء الله ولو كانوا ملوكاً وطواغيت وبيدهم كنوز الأرض، ولو كان القائد من جملة الساسة المنتشرين في الساحة لاختار لنفسه الوصاية السعودية ومخصصاتها المالية التي تُصرف لكل سياسي خارج إطار السيد ومشروعه العظيم.

أما عن شكل النصرة الإلهية للمستضعفين فإنها تكون على يد وليٍ من أوليائه لا على يد المجتمع الدولي أو المترفين في الأرض، ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى عن دعاء المستضعفين الواعين بأنه طلب من الله أن يسخر لهم والياً لينصرهم (وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)، وتركوا له هو مسألة اصطفاء ذلك القائد، وهذا بالضبط ما رأيناه في اليمن، بعد سنوات طويلة من الاستضعاف. فلسنا نحن من اخترنا القائد ولكننا رضينا بما اختاره الله لنا وفي الاختيار الإلهي النصرة والعزة والكرامة للمؤمنين والأحرار كافة.

ومن علامات الناصر للحق أن يجتمع كل الطغاة والمترفون على معاداته فهم يرون في المشروع القرآني الموت والنهاية الحتمية لطغيانهم، ومهما تكالبوا فإنهم أعجز من أن يطفئوا نور الله، ولنا أن نتذكر حجم الحرب الإعلامية على المشروع القرآني في بدايته الأولى وكيف كان التشويه له، ومع ذلك انتصر بقوة الله وبات العالم كله يعرف الأنصار ومشروعهم العظيم، وأن كل أعدائهم على باطل وفي حالة من العناد التي يتصف بها الكفار في كل العصور.

ولا خيار لنا في القبول أو الرفض بالمشروع القرآني وقيادته العظيمة، فالله ألزمنا باتباعهم المطلق وفي اتباعنا لهم الخير في الدارين، كما أن إعراضنا عن القيادة له عواقب كارثية على جميع الأصعدة، وعن نفسي لم أر معارضاً للمشروع القرآني إلا وهو يعيش الضنك الذي توعد الله به المعرضين عن ذكره وهداه، وهذا مصداق آخر على عظمة المشروع وبأنه الحق الذي لا نزاع عليه، وأما عن اتهام المعرضين للمشروع القرآني ولأنصار الله بإفقارهم والإضرار بهم فهذه من صفاتهم عبر الأجيال، وقد ورد في سورة يس عن أمثالهم (قالوا انا تطيرا بكم) والحق أن إعراضهم سبب شقائهم ولا سبيل إلى تغيير تلك الحالة إلا بتغييرهم لنفسياتهم فالله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب