السياسية - وكالات:

أدانت الجالية اليمنية في ألمانيا، واستنكرت بأشدّ العبارات، الأفعالَ التحريضيةَ الهمجيةَ الممنهجة التي تمثّلت في الإساءة المتعمّدة والعلنية والمقصودة إلى القرآن الكريم، وذلك بقيام أحد المرشحين لمجلس الشيوخ بتدنيس نسخة من أقدس كتب الله ورسالاته.

واعتبرت في بيان أن "استخدام هذا الفعل المشين كوسيلة دعاية انتخابية، سلوكا عدائيا فجّا يستهدف مقدسات المسلمين ويمسّ مشاعرهم وكرامتهم الدينية والإنسانية".

كما اعتبرت "هذا السلوك الإجرامي والعدائي الممنهج جريمة كراهية وعنصرية مكتملة الأركان، تستوجب المساءلة والمحاسبة القانونية، وتمثّل اعتداءً صارخًا وانتهاكًا فاضحًا وسافرًا لكل الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، ولا سيما مبادئ التعايش الاجتماعي والسلم الدولي والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان".

وأكدت "أن هذه المحاولات المتكررة، سواء عبر إحراق نسخة من القرآن الكريم، أو تدنيسه، أو وضعه أو الانتقاص منه علنًا بطرق مهينة، تمثّل سقوطًا أخلاقيًا وانحدارًا وانحطاطًا سلوكيًا وفكريًا همجيًا، لا يقتصر أثره على الفاعل وحده، بل يمتد ليشمل الجهات والأنظمة التي تقف خلفه أو توفّر له الغطاء السياسي أو القانوني، وتمكّنه من ممارسة أقذر أساليب الاستفزاز وأحقر أشكال العداء، ليس فقط بحق أكثر من ملياري مسلم، بل بحق القيم الإنسانية المشتركة والبشرية جمعاء، تحت عناوين زائفة تُسمّى «حرية التعبير»".

وشدد البيان "على أن هذه المنهجيات الإجرامية والسلوكيات العدائية والعنصرية البغيضة لا تستهدف المسلمين وحدهم، بل تسعى إلى هدم جوهر القيم الإنسانية المشتركة، والإساءة إلى إرث الأنبياء جميعًا"

كما اعتبرت ذلك الفعل "اعتداءً مباشرًا على أقدس وأعظم مقدسات الأمة الإسلامية، وعلى أشرف كتاب سماوي جاء مصدّقًا للرسالات كافة، وحاملًا لقيم العدل والرحمة والحرية والمساواة، ومؤسِّسًا لخارطة الحياة الكريمة وصون الكرامة الإنسانية، ومرتكزًا للأمان والاستقرار المجتمعي في مختلف الأقطار والأمصار".

وأكدّت الجالية اليمنية في ألمانيا "أن جرائم الاعتداء على نسخة من القرآن الكريم، أو ازدراءه، أو إهانة الإسلام ومقدساته، لا تندرج بحال من الأحوال ضمن حرية التعبير المشروعة، بل تُصنَّف قانونيًا وأخلاقيًا جرائم تحريض على الكراهية الدينية".

وقالت: "إن هذه الأفعال تُشكّل خرقًا جسيمًا للالتزامات الدولية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولا سيما المادة (20) منه، التي تنص صراحة على حظر أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تُشكّل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف".

واعتبرت "أن هذه التصرفات الإجرامية تُعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، وتقويضًا مباشرًا للحوار بين الأديان والتنوّع الديني، الذي تحترمه الأنظمة الإسلامية وتؤمن به شعوبها، وتعمل به انطلاقًا من دستورها القرآني والمنهج النبوي".

وطالبت الجالية بسن تشريعات دولية تجرم الاعتداء على القرآن الكريم والمقدسات الدينية، كما طالبت الأمم المتحدة بإدانة كل أشكال الإساءة على القرآن الكريم والأديان والمقدسات، وطالبت الولايات المتحدة بالإدانة العلنية وبالملاحقة القضائية والمحاكمة الصريحة لكل من يمس قدسية القرآن الكريم وعدم استخدام حرية التعبير ذريعة لتبرير ذلك.