السياسية - وكالات:


قال الخبير المختص في الشأن "الإسرائيلي"، الدكتور مأمون أبو عامر، إن خروقات العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تقتصر على إطلاق النار أو الاستهداف المباشر للمدنيين داخل المناطق الآمنة، بل تمتد إلى مستويات أعمق وأكثر خطورة، ترقى إلى جرائم ممنهجة ضد الإنسانية.

وأوضح أبو عامر لوكالة "شهاب" الفلسطينية، اليوم الخميس، أن من أبرز هذه الخروقات حرمان السكان من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة، خاصة مع الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي اجتاحت خيام النازحين الهشة، ولم تترك لهم ما يقيهم برد الشتاء القارس.

وأضاف أن حجم المساعدات الإنسانية التي سُمح بإدخالها لا يزال محدودًا وغير كافٍ لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

وأشار إلى أن استمرار إغلاق معبر رفح يشكل جريمة إضافية، إذ يحول دون إنقاذ حياة ما لا يقل عن 15 ألف جريح ومصاب يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع، فضلًا عن منع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية والغذائية، مؤكدًا أن القتل غير المباشر الناتج عن نقص الدواء والغذاء والمياه والوقود لا يقل خطورة عن القتل المباشر بإطلاق النار.

وأكد أبو عامر أن الطرف الفلسطيني التزم بكامل استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، باستثناء جثة أسير واحد، وهو أمر يدرك العدو الإسرائيلي نفسه صعوبته في ظل ظروف الحرب، لافتًا إلى أنه جرى بذل جهود كبيرة في هذا الملف، ولا يمكن اتخاذه ذريعة لاستمرار الانتهاكات.

وحول التطورات الميدانية، شدد أبو عامر على أن ما جرى من اغتيالات، لا سيما في قطاع غزة، ومنها اغتيال القائد رائد سعد وعدد من مرافقيه، واغتيال نائب مدير الأمن الداخلي في المغازي، يُعد جرائم مباشرة تهدف إلى تفجير الأوضاع وجرّ المقاومة الفلسطينية إلى مربع المواجهة العسكرية.

ولفت إلى أن رئيس حكومة العدو الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لا يرغب فعليًا في تثبيت وقف إطلاق النار، إذ يسعى للعودة إلى الحرب، محذرًا من أن هذه الخروقات ستستمر في ظل غياب موقف حازم من الإدارة الأمريكية الراعية للاتفاق، والتي تواجه قيودًا داخلية وضغوطًا من اللوبيات الصهيونية والإنجيلية الداعمة لنتنياهو داخل مؤسسات الحكم الأمريكية.

ورجّح أبو عامر إن يؤدي الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق إلى تخفيف جزئي من حدة الخروقات، دون أن يضع حدًا نهائيًا لها، مشيرًا إلى أن المجرم نتنياهو يعمل على تعطيل هذه المرحلة بذريعة عدم استعادة جثة الأسير الأخيرة، في ظل خلاف واضح مع الإدارة الأمريكية التي تسعى للانتقال إلى المرحلة التالية.

وعبر الخبير في الشأن "الإسرائيلي" عن اعتقاده في أن المرحلة المقبلة ستشهد حالة من المراوحة السياسية والميدانية، مع انتقال بطيء نحو المرحلة الثانية، دون حدوث تغيير جوهري في سلوك العدو الصهيوني، متوقعًا أن تستمر الخروقات "الإسرائيلية" إلى حين التوصل إلى ترتيبات أمنية وإدارية داخل قطاع غزة، وعندها فقط قد تشهد الاعتداءات تراجعًا نسبيًا، لكنها، على الأرجح، لن تتوقف بشكل كامل، وفق تعبيره.