اليمن يدشن "وعد الآخرة" بيافا
السياسية || محمد محسن الجوهري*
عملية يافا الأخيرة كسرت جمود العالم، وأعادت توزان الردع بين العرب والكيان الصهيوني، وبات وعد الآخرة الإلهي مشروعاً يتحقق على الأرض، وهو المشروع الذي يعرفه اليهود جيداً، ويدركون أنه حقيقة لا بد منها، وأن الشعب اليمني مرتبط بشكلٍ متجذر بمعركة زوال "إسرائيل".
والأدهى من ذلك، أن أي أمة تقاتل اليمن تخرج من اليمن منكوبة، وتمتد آثار الهزيمة إلى عقر دارها، كما حدث مع السلطنة العثمانية والإمبراطورية البريطانية، فكانت هزيمتهما في اليمن مؤشر على نهاية عصرهما الاستعماري، وكذلك حال الغرب الكافر اليوم، خاصةً "كيان إسرائيل"، التي يعلم قادته أن أي دولة تربط بحرب في اليمن، فإن زوالها بات قريباً.
والكيان الصهيوني اليوم، بعد عملية "يافا"، بين خيارين أسودين، إما التغاضي عن العملية وتجاهل الرد، وتحمل المزيد من الضربات الموجعة، أو الدخول في معركة مباشرة مع اليمن، وهو ما يتمناه كل يمني، وفي الحالتين فإن "إسرائيل" موعودة بالهلاك، واليمن عنوان الشؤوم بالنسبة لها، ما يعني أن لعنة العقد الثامن تطارد "إسرائيل"، وتقترب من الواقع أكثر وأكثر.
والكارثة الأخرى، أن "إسرائيل" قد استنفدت كل أوراقها في اليمن قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، فما العدوان السعودي وحروب صعدة إلا حروب بالوكالة، نفذها الكيان عن طريق أدواته من آل سعود ونظام عفاش، وبالتالي فإن الحديث عن حرب جديد في اليمن، فإن أقصى ما تفعله تل أبيب هو أقل بكثير من عدوان السنوات الماضية، ومثل ذلك لا يمثل تهديداً بالنسبة للشعب اليمني، بل هو فرصة للدخول في مواجهة مع اليهود مباشرةً دون إشراك لعملائهم.
وفي حال رضخت "إسرائيل"، وتجاهلت خيار الرد، فهذه نكبة أخرة تهدد مستقبلها، وستشجع أطراف أخرى على ضرب الكيان، بعد أن فقد هيبته فعلياً على يد رجال الرجال من أبناء اليمن، وفقدان الهيبة بالنسبة للكيان خطرٌ جوهري، فـ"إسرائيل" ليست سوى هيبة إعلامية صنعها الغرب، ولولا الإعلام السعودي ما حظي جيشها بكل ذلك الهيلمان والانتصارات الوهمية.
باختصار، نحن أمام مرحلة محورية في تاريخ البشرية، فالإفساد اليهودي الأول انتهى على يد الرسول والأنصار يوم خيبر، وهاهو الإفساد الآخر يوشك أن يزول على يد أحفاد الرسول والأنصار، فالمعركة هي نفسها باستثناء الوسائل والزمن، لا أكثر، وقادم الأيام كفيلٌ بأن يكشف حقائق إلهية تكلم عنها القرآن الكريم، ويؤكدها الواقع اليوم.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب