السيسي يوجه بتقديس (اليهود) في الإعلام المصري
السياسية || محمد محسن الجوهري*
تلقت وسائل الإعلام المصرية والعربية التي تعمل على أرض مصر توجيهات من جهات رقابية عليا تقضي بعدم إقحام مصطلح “اليهود”، وكل شيء له علاقة به، في الصراع مع العدو الصهيوني على أرض فلسطين، والاقتصار على ذكره في السياق الثقافي الديني وحسب.
وتبرر السلطات المصرية ذلك بعدم التمييز بين ما هو سياسي وما هو ديني، مؤكدة أن اليهودية ديانة سماوية تعايش معها المصريون في سلام لأجيال.
وتتطابق التوجيهات الرسمية المصرية مع توصيات أصدرها (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) بتاريخ 22 أبريل 2016 نصت على التالي:- “فشل الإعلام المصري في التمييز بين ما هو يهودي كدين، وبين ما هو متعلق بإسرائيل كدولة، فاستناداً إلى الصراع العربي الإسرائيلي، يخلط الإعلام المصري بين ما هو سياسي، والمتمثل في دولة إسرائيل والنزاع العربي – الإسرائيلي، وبين ما يتعلق باليهودية كديانة سماوية واليهود كعرق.
ومن هذا المنطلق، يجب أن تتوقف سياسة التحريض والتشويه التي يتبعها الإعلام المصري؛ فعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ساهمت النبرة التحريضية التي تبنتها الكثير من الصحف المصرية – سواء كانت رسمية أو مستقلة أو حزبية – في تعميق الفجوة، وبث عدم الثقة بين الشعبين المصري والإسرائيلي.”
وللعلم يملك معهد واشنطن للدراسات فرعاً خاصاً باليمن تحت اسم (مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية) وقد أشرف على برامج تدريبية للصحفيين اليمنيين تتمحور حول السلام حسب المفهوم الغربي.
وعلى العموم فإن خضوع الحكومة المصرية لتوجيهات واشنطن بخصوص اللغة الإعلامية يكشف مدى الحرص الإسرائيلي على تطويع اللغة (الخط التحريري) لما يخدم السياسات الصهيونية، وهو ما ينبغي التنبه له من قبل الإعلام المناهض لهيمنة اليهود وثقافتهم على العالم.
ولأن اللغة سلاح استخدمه اليهود ضد الإسلام والمسلمين من أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل حادثة (راعنا)، فإن التركيز على إقحام اليهود في كل صراع هو الرد على ذلك.
ولا ننسى أن إسرائيل دولة دينية لكل اليهود، وتمارس إبادة شاملة بحق المسلمين كافة، يرافقها تثقيف ديني بوجوب قتل كل مسلم، ويتحلى ذلك في حربهم الحالية على قطاع غزة.
نقطة أخرى ينبغي التركيز عليها وهي أن (اليهودية) ليست ديانة بمقتضى النص القرآني الذي ذكر بأن الدين عند الله الإسلام، وما دون ذلك فهو من صنع البشر، خاصة اليهودية التي العدو التاريخي للإسلام والمسلمين.
وباعتماد مصر للتوجيهات الصهيونية هو بمثابة إعلان عداء على الدين الإسلامي الذي تدعي الانتماء إليه، وتتناقض معه في كثير من الفرائض، أولها معاداة اليهود.
لقد نجح اليهود في تدجين الكثير من الأمم باستخدام سلاح اللغة وتطويعها لتكون متصالحة مه الأطماع الصهيونية، بينما هم يمارسون التحريض العلني الداعي لإبادة المسلمين، ولا حل في مواجهة التطرف اليهودي إلا بتبني المشروع الإسلامي الرافض لليهود وجرائمهم بحق الإنسانية.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب