السياسية  || محمد محسن الجوهري*

من غباء قادة الكيان الصهيوني أن يفجروا الوضع أمنياً في الضفة الغربية في وقتٍ هم أحوج فيه إلى التهدئة أكثر من أي وقت مضى.

إقرار منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، من قبل حكومة المتطرف نتنياهو أشبه بتفجير برميل بارود قد يعصف بإسرائيل، حسب توصيف إحدى الصحف العبرية.

وبالفعل فالوضع الأمني في مدن الضفة الغربية شديد التوتر، ويشهد تصعيداً مسلحاً على مدار الأسبوع، واندلاع انتفاضة شاملة قد يكون كارثياً على أمن الاحتلال، وقد ينتهي بتحرير محافظات الضفة الغربية الإحدى عشر، وربما كل الأراضي الفلسطينية.

الجديد في انتفاضة اليوم؛ أن الشعب الفلسطيني قد نجح في تطوير أساليبه الدفاعية، وانتقل من مرحلة المقاومة بالحجارة إلى مرحلة الجهاد بالسلاح، كما نجح في توسيع أدوات الموت بوسائل مختلفة، مثل الدهس بالسيارات وغيرها.

وإذا كانت الانتفاضة الأولى قد أعادت فلسطين وقضيتها إلى الصدارة من جديد بعد عقدين من الخنوع، وإذا كانت الثانية قد نجحت في تحرير قطاع غزة بقوة الحجارة، فإن الثالثة ستنهي مستقبل الاحتلال إلى الأبد.

ولا ننسى أن المتغيرات الإقليمية والدولية تسهم إلى حدٍ كبير في تفعيل الوضع في الداخل الفلسطيني، فإسرائيل نفسها فشلت عسكرياً في غزة، وحليفتها أمريكا فقدت هيبتها في البحر الأحمر، والعالم اليوم أكثر جرأةً إلى دعم الشعب الفلسطيني، وقد تتحرر الأرض العربية بالكامل، سيما وثقافة الجهاد حاضرة في هذا التاريخ أكثر من أي وقت مضى.

وقد ارتكبت أمريكا حماقةً كبيرة عندما فجرت الوضع الأمني في سورية عام 2011، لأن ذلك رسم نموذجاً لتحرير فلسطين، وبالأساليب نفسها، كحرب العصابات التي ستشق طريقها عبر أكثر من قُطر، وستفاجئ المستوطنات الصهيونية بالموت والرعب.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب