اليمن يفرض المعادلة البحرية لخنق كيان العدو الإسرائيلي
زين العابدين عثمان*
في واقع القرار التي دشنته القوات المسلحة اليمنية والذي يقضي بحظر كافة السفن المتجهة لموانئ كيان العدو الإسرائيلي من أي جنسية كانت يعتبر ضمن أقوى القرارات الاستراتيجية الضاغطة والرادعة التي اتخذتها القيادة العامة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي تهدف بشكل رئيسي لنصرة المقاومة والشعب الفلسطيني وردع آلة الحرب الوحشية للكيان الصهيوني ومن خلفه الأمريكي والبريطاني على قطاع غزه.
طبيعة هذا القرار وماله من بعد عسكري واستراتيجي واقتصادي يضع أولا خط الملاحة الدولية التي تمر من البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي مفتوحة لجميع السفن الدولية ماعدا السفن التابعة للكيان الإسرائيلي والسفن التي تشحن البضائع من والى موانئ هذا الكيان فجميع الدول التي تتعامل مع الكيان وتصدر بضائعها وسلعها التجارية إلى موانئه ستكون سفنها مستهدفة وممنوعة من المرور من هذه البحار.
ثانيا: هذا القرار ليس حرباً نفسية أو تهديداً لأنه خطوة مدروسة بدقة ويأتي من واقع امتلاك القدرة الكاملة على تنفيذه، فالقوات المسلحة اليمنية على رأسها مثلث القوى الضاربة في وحدات الردع الصاروخي وسلاح الجو المسير والقوات البحرية قادرة بفضل الله تعالى على ترجمة هذا السيناريو وحظر كل السفن المذكورة وفرض الخناق المميت على خط الملاحة الإسرائيلي في نطاق مياه البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي.
ثالثا :هذا القرار بما له من تأثير فقد أطاح بكل ترتيبات كيان العدو الإسرائيلي الذي يحاول التمويه بسفن الدول الأخرى كونه سيكون أمام حظر كامل لسفنه وسفن الدول التي تتعامل معه بمعنى انه لن يكون بمقدوره من اليوم التصدير أو الاستيراد عبر أي سفينة وسيكون خط الملاحة الذي يمر من البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي مغلقاً ولن يكون أمامه سوى طريق المتوسط والدوران على سواحل القارة الإفريقية وهذا سيكون له تكاليفه الكارثية التي ستدمر اقتصاده خصوصا إن جميع السفن التجارية الذاهبة إليه والموردة لبضائعه ستضطر جميعها على سلك هذا الطريق الطويل كما أن أمريكا وبريطانيا وباقي الدول التي تحاول دعم الكيان بتصدير بضائعها أو الاستيراد منه ستكون سفنها ضمن بنك الأهداف سواءً بعمليات القصف المباشر أو مصادرة السفن وهذا ما سيحصل.
لذا في الأخير نؤكد إن لا سبيل لتجنب التداعيات الكارثية لقرار الحظر البحري سوى فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي شروط غير هذا فاستمرار حصار غزة سيكون مقابله حصار كيان العدو الإسرائيلي وقتل اقتصاده بحريا وفي حال حصل تصعيد أو اعتداء على اليمن من معسكر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل سيؤدي هذا إلى اندلاع حرب بحرية مفتوحة ذات تداعيات مدمرة لا تتوقف عند أي سقف فكل السفن التجارية والعسكرية التابعة لهم سيتم ضربها وتدميرها..
* المصدر: موقع سبتمبر نت
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب