أمريكا تفشل في “ضرب المعنويات” اليمنية وقواعدها على صفيح ساخن
السياسية || محمد محسن الجوهري
اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض هيبتها في المنطقة عبر وسائل مختلفة، كاستخدام لغة المصالح والتهويل الإعلامي لقوتها العسكرية وتنفيذ ضربات استباقية ضد خصومها أو من يتعرضون لمصالحها.
وفي حال فشل كل ذلك، فإنها تلجأ إلى سياسة “فرِّق تُسُد” حيث تضرب خصومها بعملائها وتقحم الجميع في حرب استنزاف طويلة الأمد، ومن هنا تنشأ معظم الصراعات المسلحة التي نراها في العالم، كحرب روسيا وأوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان وقبلها العراق وإيران والهند وباكستان وغيرها الكثير.
وفي اليمن، يبدو أن واشنطن قد استنفدت كل تلك الأساليب دون جدوى، بما فيها الحرب بالوكالة، عندما سلطت أدواتها في المنطقة على اليمن لأكثر من ثمان سنوات دون جدوى.
أمَّا الحرب الإعلامية فحدِّث ولاحرج؛ فلم تترك واشنطن بوقاً إعلامياً إلا استأجرته، وجندت في حربها الآلاف من وسائل الإعلام التقليدية واستحدثت أخرى لتشويه مسيرة التحرر اليمنية التي تهدد مستقبل أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
مؤخراً، وظفت آخر أوراقها، وهي الضربات الاستباقية، لتوحي لخصومها أنها قادمة لشن حرب شعواء تأكل الأخضر واليابس.
إلا أن هذه الخطوة لم تجدِ هي الأخرى، بل وجاءت في وقتٍ متأخر جداً، وقد اجتاز اليمنيون ما هو أشد منها وأنكى من الهجمات.
يتجلى بعد كل ذلك أنَّ خيارات أمريكا في حربها على اليمن قد نفدت، وأن هيبتها في المنطقة والعالم باتت على المحك، ما ينذر بتلاشي مصالحها في الجزيرة العربية، ومن ثَمَّ زوال وجودها العسكري إلى الأبد.
إلا أن الأدهى والأمر يتمثل في قرب نهاية الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، فالإسرائيليون يدركون تماماً أن بقاءهم في المنطقة مرهون باستمرار هيبة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتلاشى بفعل ضربات رجال الرجال في جنوب الأحمر.
وهذا يضع سائر العرب بين خيارين: إمَّا المسارعة لضرب إسرائيل، والمشاركة الفعلية في إزالة الكيان الصهيوني، أو البقاء على وضعية “الخوالف” ومواصلة التنحي جانباً، وترك ذلك الشرف الكبير لمحور المقاومة، ولليمن بالتحديد.
إن التحرك اليمني الذي واكب عملية طوفان الأقصى المباركة، أثبت للقاصي والداني أن أمريكا كيان هش، لا قوة لها ولا قيمة بلا أدواتها الرخيصة في المنطقة.
وتلك الأدوات بدورها، أمامها فرصة تاريخية لتتحرر من الابتزاز الأمريكي، وتحظى بكامل هيمنتها على أراضيها ومصالحها كافة.
– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع