تحالف متعدد الجنسيات لحماية سفن العدو الصهيوني ليواصل إبادة الشعب الفلسطيني
السياسية : مرزاح العسل
بهدف دعم ومساندة كيان العدو الصهيوني الغاصب، بالأسلحة والذخائر والصواريخ والدعم السياسي والدبلوماسي وحماية سُفنه في البحر الأحمر ليواصل حربه الإجرامية على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.. أعلن وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن الليلة الماضية، عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات مكون من عشر دول باسم “حارس الازدهار”.
التحالف الذي يتكون من “المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا والبحرين، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية” بحسب إعلان أوستن، في ظاهِره يهدف إلى “مواجهة التحديات الأمنية بشكل مشترك في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان حرية الملاحة لجميع البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين”، وفي باطِنه يهدف إلى حماية سفن كيان العدو الصهيوني في البحر الأحمر.
وعلى الرغم من طمأنة القوات المسلحة اليمنية، مراراً وتكراراً لكافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الصهيونية، بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحًا، إلى أن أمريكا “الشيطان الأكبر” تأبى إلا أن يتم توسيع الصراع ليكون دولياً.
ويبدو أن أمريكا تسعى إلى دفع أطراف دولية وإقليمية وبعض الأدوات المحلية للانخراط في هذا التحالف، وربما وافقت بعض الأطراف في ذلك تحت الرهبة والخوف والطمع في نيل الرضى الأمريكي، وربما تتساوق أطراف أخرى مع هذا التشكيل الذي تهدف الإدارة الأمريكية من ورائه إلى تأمين وحماية كيان العدو الصهيوني وسفنه في البحر الأحمر، بل وإلى كسر المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، بهدف كسر الحصار الإجرامي على غزة.
وبالتأكيد فإن كل طرف يتورط في المشاركة بهذا التحالف سيكون مشاركاً بشكل مباشر في حرب الإبادة الإجرامية على غزة، وسيكون مشاركاً في جريمة العدو الصهيوني المجرم ورعاته بحق الشعب العربي المسلم في غزة، وسيرتكب عار الخطيئة، وعار الجريمة، وسيكون مُداناً أمام الله وعُرضة لعقابه وعذابه وخزيه، وسيكون مُداناً أمام البشرية والضمير الإنساني.
وفي هذا الصدد.. أكد الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، أن موقف اليمن تجاه ما يجري في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم بشعة هو موقف ديني وإنساني وأخلاقي.
وقال عبد السلام في حوار مُتلفز مع قناة العالم: “إنه يتم ارتكاب حماقة في فلسطين لا نظير لها بدعم أمريكي وغربي وبتنفيذ الكيان الصهيوني المحتل”.. مشيراً إلى أن موقف اليمن هو تحمل هذا العبء التاريخي لمناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ونابع من هذا المبدأ.
وحول تشكيل التحالف الأمريكي، أكد عبد السلام أن الهدف منه هو حماية كيان العدو الصهيوني وليس من أجل حماية أي ملاحة دولية والسفن تمر من البحر العربي والبحر الأحمر بكل أمان واستقرار ولم تستهدف القوات اليمنية إلا لتي أعلنت عن استهدافها.
وأشار إلى أن هذا التحالف اُعلن عنه من “تل أبيب” وليس من أي مكان آخر ومنذ أن اُعلن عنه هو تحالف ضعيف لا يمتلك أي مصوغ قانوني أو أخلاقي أو إنساني.
وجدد عبدالسلام التأكيد على أن الدعاية الأمريكية مرفوضة وغير مقبولة، وأن هذا التحالف هدفه حماية الكيان الصهيوني ليواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.. لافتا الى أن هذا التحالف البحري لا تشارك فيه أي دولة تطل على البحر الأحمر وإنما يتكون من دول يتصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا موقفها الأساسي هو دعم لذبح وقتل الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن هذا التحالف لن يغير في مجريات المعركة ولن يغير موقف اليمن الداعم لفلسطين ولن يوقف العمليات البحرية.
بدورها.. أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن إعلان وزير الحرب الأمريكي “ومن قلب الكيان الغاصب، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع قادة الاحتلال، عن تشكيل تحالف بحري دولي لحماية الممرات المائية في البحر الأحمر.. يؤكد من جديد المشاركة الكاملة للإدارة الأمريكية وحلفائها في حملة الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم: “إن الهدف الحقيقي من تشكيل هذا التحالف هو حماية الكيان وإنقاذه من مأزقه بفعل الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته، والضربات النوعية التي تسددها القوات المسلحة اليمنية للأهداف والمصالح الصهيونية جنوب فلسطين المحتلة وفي مياه البحر الأحمر.. كما يؤكد عزمها على تعزيز وجودها وقدرتها في المنطقة والتحكم بمقدراتها وثرواتها، بما يشكل تحديًا وتهديدًا لأمن المنطقة والسلم والأمن الدوليين”.
وأشارت الجبهة في بيانها إلى أنَّ “إقدام الإدارة الأمريكية وأدواتها في المنطقة والعالم، على هذه الخطوة بحجة حماية التجارة الدولية والأمن البحري العالمي كذب وتضليل مفضوح، خاصة مع تأكيد القوات المسلحة اليمنية وبشكل متكرر، حرصها على أمن وسلامة كل السفن العابرة، باستثناء السفن المتجهة للموانئ الصهيونية.. وتأكيدها على أن هذا الإجراء يأتي دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضغط على هذا الكيان للسماح بإدخال المواد الإغاثية والطبية لسكان القطاع المحاصرين والمحرومين من الغذاء والدواء والمياه وأبسط مقومات الحياة الإنسانية”.
ودعت الجبهة “الدول التي أعلنت عن مشاركتها في هذا التحالف المعادي لمصالح شعوب المنطقة، للضغط على كيان الاحتلال لوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، والوقف الفوري والكامل لإطلاق النار، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.. وكذلك وقف عدوانه وممارساته الإجرامية في القدس، والضفة الغربية وبحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال.. والإحجام عن المشاركة في العدوان، وتغطية جرائمه الوحشية والدموية في المؤسسات والمحافل الدولية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة”.
وشدَّدت على أنَّ “ذلك وحده، الكفيل بتحقيق السلم والاستقرار العالمي، وأن خطوة تشكيل هذا التحالف لن تزيد الوضع في المنطقة إلا احتقانًا وإشتعالًا، ولن يتمكن من حماية أمن الكيان المؤقت”.
وشددت الجبهة على أن التاريخ لن يرحم كل المتواطئين في العدوان، والمتخاذلين العاجزين عن نصرة أبناء الشعب الفلسطيني.. في مواجهة أعتى آلة قتل وإجرام عرفها التاريخ”.
وفي ختام بيانها عبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن ثقتها بأن قوى العدوان مهما بلغت قوتها وعنجهيتها، لن تتمكن من التأثير في قرار الشعب اليمني وقيادته.. متوجهة بالتحية إلى الشعب اليمني الأبي وقواته المسلحة وقيادته الجريئة والحكيمة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القوات المسلحة اليمنية لا تستهدف إلا السفن التي تملكها أو تشغلها شركات صهيونية أو تنقل بضائع من وإلى الكيان الصهيوني لدى مرورها بمضيق باب المندب، “تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض لحرب متواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
الجدير ذكره أن مضيق باب المندب، يقع حيث يتمحور تنفيذ هذه الهجمات، بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويختصر رحلات السفن 14 يوما في المتوسط، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية، وعلى الرغم من إعلان أمريكا عن تحالفها الدولي المتُصهين بهدف ردع هجمات القوات اليمنية، إلا أن مسلسل استهداف سفن العدو الصهيوني في البحر الأحمر قبالة اليمن مُستمر.