السياسية || محمد محسن الجوهري*

ذكر لنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حقائق مهمة، ومعلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات بني إسرائيل في حربهم على المسلمين، منها أنهم لا يجرؤون على المواجهةِ المباشرة مع أمّة محمد، ولا يقاتلوننا إلا من وراء جُدُر أو في قرىً محصّنة، علاوةً على أنّ بأسهم بينهم شديد، وهذه من نقاط ضعفهم الكبيرة.

ومع تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة، وتحرك اليمن إلى نصرة فلسطين وغزة بتضييق الخناق على الملاحة التابعة لإسرائيل، تسعى الأخيرة إلى الرد عبر أذرعها من فصائل المرتزقة المختلفة والمموّلة من قبل السعودية والإمارات.

ورغم فشل تلك الفصائل على مدى تسع سنوات من العدوان على اليمن، إلا أنّ تل أبيب تقف مضطرة لإعادة استخدامهم لصدّ الخطر الاستراتيجي المتمثل في قوات صنعاء، التي يتنامى نفوذها وقوتها في الجو والبحر يوماً بعد آخر.

ولا تستحي فصائل المرتزقة تلك من لعب أي دورٍ لحماية “كيان إسرائيل”، رغم ما يشاهدونه من جرائمها بحق المسلمين في غزة والضفة، فقد امتهنوا الارتزاق والمتاجرة بالأوطان، وغابت عن قاموسهم القيم الدينية والأخلاقية، وهذا ما نعرفه في اليمن جيداً، وسيخرج اليوم للعلن عند سائر أبناء الأمة الإسلامية.

إلا أن ذلك التحالف بين اليهود والمرتزقة موعود بالفشل والهزيمة، فكما أوضح الله أن بأسهم بينهم شديد، وبالفعل إذا تأملنا واقع المرتزقة نجدهم في حالة من الصراع العلني والمؤامرات الخفية فيما بينهم.

وسيسهم ذلك في حسم المعركة معهم، وسيستغل البعض منهم حالة الحرب لتصفية الطرف الآخر، والإيقاع بأكبر عددٍ من أفراده وقياداته، كما سبق ورأينا ذلك في معركة الساحل الغربي بين فصائل المرتزقة الجنوبيين وطارق عفاش.

وفوق كل ذلك فإنهم سيقدمون تضحيات جسيمة في سبيل الباطل، ودفاعاً عن اليهود في حربهم على المسلمين، قبل أن تكون الدائرة عليهم ويخسرون الحرب بكلها.

لقد فرزت عملية طوفان الأقصى العرب اليوم إلى صفين فقط لا ثالث لهما، وبفضل الله عز وجل فإننا نقف اليوم في صف المسلمين، إلا من رغب عن ذلك ممن سفه نفسه، واختار أن يكون مجرد جدار يحتمي به اليهود وكيانهم الغاصب على أرض فلسطين.

* المقالة تعبر عن وجهة نظر الكاتب