بقصف إيلات.. اليمن يكسر حاجز الجمود ويستهل مشروع “وعد الآخرة”
محمد محسن الجوهري*
إن دخول اليمن في تماس مباشر مع كيان الاحتلال الصهيوني يشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع الإسلامي ـ اليهودي القائم منذ قرون، ويبشر بقرب الهلاك الذي يخشاه اليهود، ويوقنون بحتمية وقوعه.
ويلعب اليمن دوراً محورياً في كسر شوكة اليهود وإنهاء علوهم في الأرض؛ حيث تقول الأسطورة العبرية أن عذاب اليهود سيكون على يد أهل اليمن شريطة أن يحكم صنعاء رجل يعرفه الناس باسم: “ابن البدر”، والذي يمثل ظهوره علامة شؤم على كل اليهود، ومن في صفهم من الناس كافة.
لعبت تلك الأسطورة دوراً ليس بالهيّن في تاريخ اليمن الحاضر، فقد رمى اليهود بكل قوتهم لإسقاط حكم “محمد البدر بن الإمام أحمد حميد الدين”، ومنعوا وصوله للسلطة خوفاً من تحقق تلك الكارثة التي يحاذرون منها.
يبدو أن النبوءة الإسرائيلية حقيقة، ولأن الله غالب على أمره فقد أصبح اليمن اليوم يتولى علماً من أعلام الهُدى بنفس الاسم الذي يحاذرون منه، وها هي نيران اليمانيين تضرب مكامن خوفهم في أرض فلسطين.
إن القصف على إيلات ليس إلا أول القطاف لسلسلة طويلة من الهجمات الجوية وغير الجوية التي ستطال كل ما هو صهيوني على أرض فلسطين، وستنتهي بتحريرها بالكامل، وتحييد تهويد العالم إلى الأبد.
الإنجاز الأقوى للقصف اليماني يتمثل في كسر حاجز الجمود العربي تجاه نصرة غزة، وسيشجع المسلمين كافة على اقتحام المعركة، وكسر شوكة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي بدت سوءته منذ اللحظات الأولى لطوفان الأقصى.
إننا نعيش أياماً تاريخية انتظرتها الأمة منذ 1948، تاريخ تأسيس الكيان، فقد استطاعت فصائل المقاومة والجهاد الفلسطينية كسر الحواجز على البر، وقهر جنود الاحتلال، في نصر لطالما انتظرناه وتمنى العرب رؤيته.
لقد انتهت حقبة الهزائم وبدا نصر المسلمين جلياً في غزة، وبدا معه انهيار إسرائيل وتلاشي نفوذها في المنطقة، وليس بمقدورها أن تتحمل ولو بعضاً من تلك الهجمات التي تشنها بعدوانها على غزة.
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع