محمد يحيى الضلعي

 

من تسلل اليأس إلى قلبه قبل هذا الحدث بضعف الأُمَّــة وهوانها، فليراجع نفسه اليوم بعد طوفان السابع من أُكتوبر المجيد، جاء الطوفان ليعيد الأمل لأمة يئست منذ زمن، ويغسل العار عن جبينها بعد أن لطخه الأعداء بتسهيل العملاء والمطبعين، ليقول الشعب العربي والمسلم كلمته ويبادر بدلاً عن أن يدافع ويضرب بدلاً من أن يعترض، ويقتل بدلاً من أن يسعف لتنتصر القضايا العادلة بتوفيق الله وسواعد الأبطال ودعم الشرفاء وتضحيات الشهداء.

وإنه لَشَرَفٌ كبيرٌ أن تكونَ اليمنُ ضمن محور المقاومة، بل الأشرف من ذلك أننا نجاهر بل ونفاخر بذلك شعبًا وقيادةً، وهَـا هو موطن الأنصار وفي كُـلّ الظروف يحمل هموم الأُمَّــة العربية والإسلامية رغم ما يعانيه.

الشعب اليمني رغم كُـلّ شيء يحملُ همومَ أمته، رغم الحرب التي تشن عليه، لكن حرب فلسطين قضيته الأولى، رغم الحصار الذي يفرض عليه، لكن حصار غزة همه الأول، رغم التجويع المفروض عليه، لكن أبناء شعب فلسطين أولى أولوياته، فمن بين ركام منازلنا التي دمّـرها العدوان السعوديّ الأمريكي نرفع هتافنا ودعمنا وتأييدنا لكل مقاوم حر، ونشد الكف بالكف لنرفع معاً راية الانتصار وتحرير المسجد الأقصى.

ما تقترفه إسرائيل من جرائم حرب وحصار وإذلال للمواطنين الفلسطينيين دفع بالأحرار إلى التخطيط والقتال والتضحية، وليس ببعيد عن مواطني الشعوب العربية والإسلامية المقموعين من قبل حكام تلك البلدان؛ مما سيدفع بطوفان كبير سيأكل الأخضر واليابس والخروج من تحت الوصاية والقمع والاستبداد.

إن الشعوب العربية بالأخص في غبن كبير جِـدًّا، وإن الزعماء العرب جنودٌ لأمريكا وإسرائيل لغرض دفن الشهامة والنخوة العربية، وليس هناك أي عمل آخر للحكام العرب إلا تنفيذ ما تريده دول الكفر والاستعمار اليهود والنصارى، والدليل على هذا الغبن والضغط الكبير قيام جندي مصري بقتل السائحين الإسرائيليين وهو يعرف ما سيلحق به من ضرر، فما بالكم لو فتحت الشعوب لأحرارها كيف سيكون الطوفان، وأين هي الآن إسرائيل!!

إن دول التطبيع المنبطحة لها قادة عملاء، خدام لليهود، نفذوا كُـلّ تلك التعليمات لقمع وتكميم شعوبهم، وتم تكليف الحكام المطبعين سراً وعلناً بمهام أُخرى، أهمها قمع الشعوب المتحرّرة، وليس ببعيد ما سمي بعاصفة الحزم لقتل الشعب اليمني وحصاره وتدمير بنيته التحتية، أليس من قام بتلك العاصفة والحرب العبثية هم أتباع اليهود وبرّروا عبثهم وحربهم بمساعدة الشعب اليمني وإعادة الشرعية، ألا تخبروهم الآن أن هناك انتهاكًا كبيرًا جِـدًّا لأولى القبلتين وتدنيسًا وقتلًا للفلسطينيين العرب المسلمين من قبل اليهود والنصارى، وأن الأُمَّــة العربية والإسلامية في أمس الحاجة لعاصفة حزم إلى جانب طوفان الأقصى للأحرار، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل أدانت الإمارات هذا الطوفان واعتبرته عملاً خطيراً وجسيماً وغير مبرّر ضد إسرائيل، إن هذه الجينات لم تعد عربية ولا إسلامية ولا يرجى من هؤلاء أي خير أَو معروفٍ للأُمَّـة الإسلامية، هؤلاء يجب الحذر منهم أكثر من حذر اليهود أنفسهم.

الإمارات تدين حماس، والمخابرات المصرية قالت إنها حذرت إسرائيل من هذه العمليات ولم تستمع لها، والسعوديّة ببيان خجول حاولت أن تلمع نفسها أمام شعوب عرفت حقيقتها، وليتها قالت إنها تقف مع المقاومة بل طالبت بخفض التصعيد، ومن يطالب بخفض التصعيد فهو مؤيد خجول للعدو الإسرائيلي، فهذه المواقف المحايدة فيها عدوٌّ للقضية فلا حياد بين الحق والباطل، فالمحايد يستحي فقط أن يكشف حقيقته وهو ليس محايدًا.

بإرادَة الله وسواعد كتائب القسام وسرايا القدس وكلّ الأحرار، ودعم الشرفاء في محور المقاومة من اليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران، ومن كُـلّ مقاوم حر في كُـلّ بقاع العالم، صامدون على الأرض لم نتخلَّ عن القضية ولم نتنازل عنها يوماً، ولم نفاوض أَو نداهن أَو نقبل النقاش حولها، لا زال موقفنا الثابت كما بدأناه والموعد بيت المقدس، حَيثُ ستكون هناك صلاة الفتح ورفع راية الانتصار، فاستبشري يا قدس إنا قادمون.

  • المصدر: موقع أنصار الله