“قاسم سليماني”.. الغائب الحاضر في طوفان الأقصى
السياسية || محمد الجوهري
مع تفاقم خسائر العدو الصهيوني بفضل هجمات المقاومة الفلسطينية النوعية وغير المسبوقة يبرز للواجهة اسم الشهيد الحاج قاسم سليماني وهو يحاصر كيان الاحتلال مع كل ضربة يتلقاها اليهود وفي كل رصاصة في نحورهم، مع فارق بسيط هو أن شخص الجنرال بات بمنأى عن أي هجمات انتقامية محتملة.
فاليهود يعلمون اليوم جيداً أن كل وسيلة حرب تقاتل بها الفصائل الفلسطينية ما كانت لتصل لأيديهم لولا جهاد الحاج قاسم الذي أمضى نحو عقدين ونصف وهو يعمل بكل جهد على استبدال حجارة المقاومة بما تيسر من وسائل الموت الأشد بطشاً والتي تجلت اليوم بعملية طوفان القدس، أكبر وأهم عمل مسلح ضد الكيان الغاصب على أرض فلسطين منذ نكسة العام 1967.
وبعودة بسيطة إلى سنن الله الكونية يندرج تحرك المجاهدين الفلسطينيين اليوم في “أمرٍ من عنده” وهي سنة لازمة لكل تصعيد من قبل المنافقين تجاه اليهود والتي ولا شك بلغت ذروتها باستهداف سليماني مطلع العام 2020 وما تلاها من مسارعة لمعسكر النفاق الخليجي منذ ذلك التاريخ بدءً بالإمارات وانتهاءً بالسعودية.
وبهذه الضربات الموجعة في قلب العدو يدرك العالم وخاصة الصهاينة أن خطورة سليماني اليوم على كيانهم لا تقارن بأي وقت مضى بعد أن نجح هو أن يرسم مخطط زوال إسرائيل من الخارطة، وهو مخطط عملي يثبت اليوم جدواه وفاعليته على الأرض رغم رحيل مهندسه قبل أربع سنوات.
وبهذا النجاح يتحول سليماني إلى منهج حركي قتالي يرعب إسرائيل وينذر بقرب الفاجعة اليهودية رغم سنوات التطبيع العجاف وما سبقها ورافقها من مخططات لتدمير أحرار الأمة من الداخل.
وهكذا هم العظماء دوماً تبقى ءاثارهم لأعوام طوال عقب رحيلهم لأن منجزاتهم لا تكون بدوافع شخصية بل جهادية محضة في سبيل الله ونصرة المستضعفين، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وسيظل اسم سليماني يتردد صداه في سماء فلسطين المحتلة يرافق كل رصاصة في نحر العدو حتى يوم اجتثاث الغدة السرطانية إلى الأبد.