السياسية ـ وكالات:

في شهر مايو الماضي، أعلنت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة “إلاي ليلي” Eli Lilly أنها توصلت إلى نتائج مشجعة للغاية خلال المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لاختبار عقار دونانيماب Donanemab، الذي يستهدف بيتا أميلويد، المسؤول عن لويحات تحمل الاسم نفسه في أدمغة مرضى الزهايمر. نُشرت النتائج يوم الاثنين، 17 يوليو، في مجلة ، جاما JAMA العلمية، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض مبكرة للمرض، أبطأ دونانيماب تطور الزهايمر على مدى 76 أسبوعا. حسب العلماء، تعد “هذه نقطة تحول كبيرة في المعركة ضد المرض، وتثبت أن العلم بإمكانه إبطاء تطور المرض”.

يُتوقع أن يحصل العقار على الترخيص هذه السنة في الولايات المتحدة، بعدما نُشرت النتائج الكاملة لاختبار سريري واسع النطاق.

إلا أن بعض الخبراء أبدوا حذرا حيال هذا الدواء لاعتبارهم أن منافعه “متواضعة” وأنه يتسبب بآثار جانبية خطيرة.

ورخّصت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية في ايار/مايو الماضي لعقار أول مماثل ضد ألزهايمر هو “ليكيمبي” (Leqembi) تنتجه مجموعة الأدوية اليابانية “إيساي” (Eisai) بالتعاون مع الأميركية “بايوجين” (Biogen) ويشكل ليكانيماب مكوّنه النشط.

في تجربة أكيومن، قالت الشركة إن من يحصلون على جرعات أكبر من العقار الجديد تتراجع لديهم معدلات لويحات الأميلويد بعد فترة تتراوح بين ستة أسابيع و12 أسبوعا بما يشير إلى أن العقار قد يعطى للمرضى عن طريق الحقن الوريدي مرة واحدة في الشهر.

في المقابل، رأى عدد من الخبراء في مقال تعليقي نُشر أيضاً في “جاما” أن “المرضى أو الأطباء … ما كانوا ليشككوا في المنافع المتواضعة لهذا الدواء لو كان “منخفض المخاطر وقليل التكلفة وسهل الاستخدام”، لكنهم لاحظوا أن “اياّ من هذه الصفات الثلاث” لا تتوافر فيه.

وشددوا على أن تكوين صورة أكثر وضوحاً عن التوازن بين منافع هذا الدواء ومخاطره يستلزم جمع المزيد من البيانات، بما في ذلك ما بعد 18 شهراً.

كذلك انتقدوا قلة نسبة الأشخاص الملوّنين الذين شملتهم التجربة، رغم كونهم معنيين أكثر بالمرض.

وقالت سوزان كولهاس من منظمة “الزهايمرز ريسيرتش يو كاي” أن “الجيل الأول” من هذه الأدوية “ليس مثالياً”، لكنها خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح”.

ما هو مرض الزهايمر

يعرف الأطباء الزهايمر بأنه السبب الأكثر شيوعًا للخرف، حيث يؤذي المهارات العقلية والاجتماعية ممّا يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية، مرض الزهايمر هو ضمور في خلايا المخ السليمة مما يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية.

مرض الزهايمر ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، إذ إنه نحو 5% من الناس في عمر 65 – 74 عامًا يعانون من مرض الزهايمر، بينما نسبة المصابين بالزهايمر بين الأشخاص الذين في سن 85 عامًا وما فوق تصل إلى نحو 50%.

على الرغم من أن الزهايمر هو مرض عضال لا شفاء منه إلا أنه يُوجد علاجات قد تحسن جودة حياة مَن يعانون منه، فالمرضى المصابون بمرض الزهايمر وكذلك الأشخاص الذين يتولّون رعايتهم بحاجة إلى دعم العائلة والأصدقاء من أجل النجاح في مقاومة الزهايمر.

أعراض مرض الزهايمر

قد يقضي مرض الزهايمر على قدرة المريض على التذكّر، إذ في المرحلة الأولى من الزهايمر يظهر فقدانًا طفيفًا للذاكرة وحالات من الارتباك والتشوّش، ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى ضرر مستديم لا يمكن إصلاحه في قدرات المريض العقلية، كما يقضي على قدرته على التذكّر والتفكير المنطقي والتعلّم والتخيّل.

كل شخص يجد صعوبة في تذكر بعض الأشياء، إذ من الطبيعي أن تنسى أين وضعت مفاتيح سيارتك، أو أسماء أشخاص نادرًا ما تلتقي بهم، ولكن مشكلات الذاكرة لدى مرضى الزهايمر تشتد وتتفاقم، لكن المصابين بمرض الزهايمر يواجهون مشكلات أخرى مثل تكرار نفس الجمل والكلمات، ونسيان محادثات أو مواعيد، أو وضع أشياء في غير مكانها الصحيح، بل وفي أماكن غير منطقية إطلاقًا، ونسيان أسماء أبناء عائلاتهم، وأسماء أغراض يستعملونها يوميًا ومشكلات في التفكير أو حتى ضعف القدرة على القراءة والكتابة.