المدارس الصيفية بمحافظة الحديدة.. استراتيجية تربوية وفق المنهج القرآني
السياسية: جميل القشم
تتميز الدورات الصيفية في عموم مديريات محافظة الحديدة هذا العام باستراتيجية تربوية في طريق الاعداد السليم للنشء والشباب وفق المنهج القرآني ومبادئ الدين الحنيف لبناء جيل متسلح بالعلم والبصيرة والوعي.
ويعكس الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه المدارس للاستفادة من الأنشطة والبرامج، مستوى الحرص على تحصين الأبناء من الاختراقات والثقافات المغلوطة والدخيلة وإبعادهم عن مخاطر الانحراف الأخلاقي والتحريف الديني والحرب الناعمة والأفكار الضالة.
خارطة لتحصين الأبناء :
تعد الدورات الصيفية المكان الآمن للأبناء خلال العطلة المدرسية، وخارطة طريق ضمن استراتيجية تربوية صحيحة للحفاظ عليهم من الضياع وتنمية مداركهم من خلال استغلال أوقات الإجازة المدرسية بما يعزز قدراتهم ومواهبهم والمعارف العلمية والثقافية التي تعود بالفائدة على المستوى الشخصي والمجتمعي.
وتكمن أهمية هذه المدارس على الواقع في احتواء الطلاب وحمايتهم من الفراغ أثناء العطلة الصيفية، وتكتسب أهميتها من خلال الأنشطة الهادفة والبرامج المتنوعة التي تسعى إلى بناء جيل يحمل ثقافة القرآن قولاً وفعلاً.
وحرصا على مستقبل الأجيال، تبذل اللجنة الفرعية للمدارس الصيفية وفروعها في مديريات محافظة الحديدة جهوداً واسعة في سبيل إنجاح أهداف هذه المدارس وترجمة توجيهات القيادة الثورية لتعزيز الوعي في أوساط المجتمع.
رسالة تنويرية :
تحظى المدارس الصيفية المغلقة والمفتوحة باهتمام واسع واقبال كثيف على الاستفادة منها وتلقي العلوم والثقافة النافعة ، حيث تكرس الجهود الرسمية لمواكبة احتياج الطلاب والطالبات الملتحقين بالدورات بما يسهم في ترسيخ الهداية الإلهية والمعارف الصحيحة.
ونوه وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري، بجهود ودور العاملين في المدارس الصيفية المغلقة والنموذجية والمفتوحة ومدى تفاعل المجتمع مع المدارس الصيفية والدفع بالأبناء لاكتساب العلوم والمفاهيم الصحيحة، وغرس السلوكيات الإيمانية وترسيخ الهوية والانتماء الوطني.
وأوضح أن مستوى الالتحاق بالمدارس الصيفية خلال هذا العام، يعكس مدى الوعي بأهميتها للاستفادة من وقت فراغ الطلاب في إكسابهم العلوم الدينية والمعرفية وإبراز المبدعين في مختلف الأنشطة وتحصين الشباب من الأفكار المغلوطة.
ودعا الوكيل البشري، الى تضافر جهود الجميع لإنجاح الأنشطة الصيفية في تعزيز دورها لاحتواء الطلاب وتنمية مواهبهم في حفظ القرآن الكريم بما يسهم في تحقيق الغايات النبيلة منها وإيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة الصحيحة.
كما دعا إلى الاهتمام بالطلاب الملتحقين بالدورات والاستمرار في برامج التوعية بأهمية المدارس الصيفية وتوضيح أهدافها ورسالتها العظيمة في بناء أجيال مستنيرة بهدى الله ومحصنة من الانحراف والثقافات الدخيلة والحرب الناعمة.
ولفت وكيل أول محافظة الحديدة، إلى حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وقيادة المحافظة على حماية النشء والشباب من الأفكار المضللة والهدامة وتحفيز أفكارهم وابتكاراتهم في مختلف المجالات .
مؤشرات الإقبال :
أثمرت برامج التوعية المجتمعية واستراتيجية خطة اللجنة المركزية للمدارس الصيفية في رفع مؤشرات الملتحقين بالدورات في مختلف المديريات، وكذا ارتفاع عدد المدارس التي استقبلت الطلاب والطالبات للتسجيل والاستفادة من أنشطتها.
وأوضح تقرير صادر عن اللجنة الفرعية للمدارس الصيفية بالمحافظة، أن اجمالي الملتحقين بالدورات الصيفية للعام 1444ھ، بلغ حتى 28 شوال 87 ألفا و37 طالبا وطالبة موزعين على 927 مدرسة صيفية في عموم مديريات محافظة الحديدة.
وذكر أن الدورات الصيفية تسير وفق ثلاثة مسارات يتلقى فيها الطلاب الأنشطة والبرامج حسب خطة منهجية دقيقة، بواقع ألف و714 طالب وطالبة في 15 مدرسة مغلقة، و15 ألف و490 طالبا وطالبة في 143 مدرسة نموذجية، و69 ألف و833 طالبا وطالبة في 769 مدرسة مفتوحة.
وحسب التقرير، يتوزع الملتحقين بالدورات في المدارس النموذجية، على 11 ألفا و780 طالبا، وثلاثة آلاف و782 طالبة، في حين يبلغ عدد الذكور في المدارس المفتوحة 38 ألفا و60 طالبا موزعين على 603 مدارس، و31 ألفا و773 طالبة في 166 مدرسة.
وأشار الى أن اجمالي العاملين في المدارس الصيفية بالمحافظة لهذا العام بلغ خمسة آلاف و596 عاملا وعاملة، موزعين على 251 في المدارس المغلقة و 774 في المدارس النموذجية وأربعة آلاف و571 في المدارس المفتوحة.
وعبر رئيس اللجنة الفرعية بالمحافظة محمود الوشلي، عن الفخر بمستوى المدارس الصيفية هذا العام، لافتاً إلى أن ارتفاع عدد الملتحقين بها نتيجة وعي أولياء أمور الطلاب وقادة المجتمع بأهميتها ودورها في تحصين الأبناء من الأفكار الهدامة وتنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم وتحفيز مواهبهم.
وأشاد بتعاون محافظ المحافظة والسلطة المحلية والجهات ذات العلاقة وجهود اللجان التنفيذية في المديريات ومدراء المدارس في متابعة تفعيل الأنشطة وتعزيز إنجاح الرسالة التنويرية للمدارس الصيفية وتحقيق أهدافها .
ولفت الوشلي، إلى إبداع وتفاعل الطلاب مع أنشطة الدورات الصيفية التي تسهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، إذ أن خطة العام الجاري حافلة بالعديد من البرامج الثقافية والألعاب الرياضية والترفيهية بما يحقق الأثر الإيجابي لاستفادة الطلاب.
أنشطة لرفع الوعي والبصيرة:
يكرس أكثر من خمسة آلاف من المعلمين والعاملين في المدارس الصيفية جهودهم في تنفيذ خارطة واسعة من البرامج الدينية ودروس وحلقات حفظ القرآن وأنشطة ثقافية وتربوية ورياضية وترفيهية ومسابقات ومواهب وإبداعات مسرحية وشعرية وغيرها لتنمية قدرات الطلبة وتوسيع مداركهم.
وتهدف مجمل الأنشطة الى ترسيخ المفاهيم والأفكار الصحيحة، وتربية الجيل تربية قرآنية وغرس السلوكيات الإيمانية وترسيخ الهوية والانتماء الوطني وإكساب المشاركين المهارات لتحصينهم من الأفكار الضالة ومواجهة الحرب الناعمة واكتشاف المواهب.
ومن أبرز هذه الأنشطة، الاهتمام بالثقافة القرآنية، وتزويد الملتحقين بالمعارف الدينية والمهارات اللغوية والثقافة العامة، وغيرها من الأنشطة الرياضية وبرامج وأعمال الإحسان والمسابقات والرحلات ومعارض الأعمال اليدوية والمجسمات والابتكارات.
وأوضح مدير مكتب الارشاد بالمحافظة عبدالرحمن الورفي، أن الدورات ترتكز على ترسيخ قيم الانتماء والأخلاق في أوساط الشباب، واستثمار طاقاتهم بما يخدم الوطن والمجتمع فضلا عن تنمية المهارات والابتكارات ورفع الوعي والبصيرة في مختلف المجالات.
ونوه الورفي، بأن الدورات الصيفية تشمل دروساً علمية وثقافية وتربوية ومسابقات ابداعية واقامة فعاليات واذاعات نوعية وتنفيذ سلسلة برامج لاكتشاف مواهب الطلاب وصقل مهاراتهم الإبداعية في مختلف المجالات بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية.
زخم وتنوع :
تشهد الدورات الصيفية زخما على مستوى مديريات المحافظة، ولا تقتصر على جانب معين بل تتضمن رحلات ترفيهية وزيارات ميدانية ومشاركات ذاتية بهدف توسيع معارف وثقافة الملتحقين وترسيخ مبادئ الهوية الايمانية في نفوسهم.
وأوضح مدير مكتب التربية بمديرية الحالي حسن وهبان، أن الأنشطة الصيفية تحظى بتفاعل واسع وتنوع في مختلف المجالات، وفقاً للخطة المركزية للدورات الصيفية بما يسهم في استفادة الطلاب وصقل مواهبهم.
وأشار وهبان، الى أن من ضمن البرامج تنفيذ العاب وتمارين رياضية متنوعة وعروض رياضية ومسيرات كشفية لبناء القدرات البدنية وتطوير مهارات اللياقة وبما يسهم في اكتشاف المبدعين والموهوبين.
مشاركة نسائية :
تشارك الهيئة النسائية في الحديدة بدور ايجابي في تفعيل الدورات الصيفية من خلال الاشراف على عدد من مدارس البنات وتنظيم الفعاليات والبرامج الثقافية والدينية بما يحقق الأثر الإيجابي لاستفادة الطالبات من هذه الدورات.
حيث أوضحت مسئولة الاعلام في الهيئة النسائية بمربع مدينة الحديدة عيشة صعفان، أن دور المرأة يأتي في إطار تعزيز الوعي المجتمعي، والتفاعل مع أنشطة وبرامج الدورات الصيفية بما يكفل الارتقاء بثقافة الطالبات، وتشجيعهن على الاستزادة المعرفية والثقافية، وتنمية قدراتهم.
وبموازاة الوعي واستمرار التسجيل والالتحاق بالمدارس الصيفية في مختلف مديريات محافظة الحديدة، تتركز الجهود على تحفيز الطاقات الخلاقة للطلاب والطالبات في مختلف المجالات لتنمية قدرات المبدعين وتنمية مفهوم المشاركة لديهم.