السيناريو الأمريكي لـ”لعبة الحرب” مع الصين!
السياسية:
تبقى احتمالات الحرب بين الولايات المتحدة والصين قائمة وتؤرق ساسة البلدين في أبعاد خطيرة ترفدها منافسات ونزاعات اقتصادية وسياسية محمومة على أكثر من صعيد.
يحدث ذلك في ظروف متغيرة تنهض فيها الصين وتبرز بشكل متواصل كقوة مستقبلية تهدد مكانة الولايات المتحدة وهيمنتها وسطوتها العسكرية.
لا يتوقف النزاع بين واشنطن وبكين حول تايوان التي تصر الصين على عودتها إلى الوطن الأم، في حين تتظاهر الولايات المتحدة بأنها تعترف بحق بكين في ذلك، وتعمل على العكس تماما بدعمها سياسيا وعسكريا لتايوان التي لا تعترف باستقلالها، بل وترسل أساطيلها إلى هناك بشكل منتظم لتجس نبض “التنين” وردود فعله.
في هذا الخضم، أعد الكونغرس الأمريكي “لعبة حرب” أدخلت فيها نمذجة لسلوك واشنطن وبكين والعواقب المحتملة في حالة قيام الجيش الصيني بغزو تايوان.
هذه المحاكاة لحرب أمريكية صينية حول تايوان، أظهرت أن تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين الصين وتايوان ستكون نتائجه كارثية.
الصين كانت أجرت أوائل أبريل تدريبات لمدة ثلاثة أيام في مضيق تايوان، قام الجيش الصيني خلالها بمحاكاة حصار للجزيرة، وأرسل حاملة طائرات و12 سفينة حربية لتطويقها، إضافة إلى إرسال أكثر من مئة طائرة مقاتلة إلى منطقة التعرف على الدفاع الجوي. هذه المناورات رأت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها مؤشرا على وجود استعدادات صينية لاستعادة تايوان بالقوة.
نموذج “لعبة الحرب” الأمريكية:
هذه المحاكاة الأمريكية الرسمية للحرب مع الصين حول تايوان استعرضت وراء أبواب مغلقة في مجلس النواب الأمريكي، ومثل أعضاء من اللجنة الأمريكية للحزب الشيوعي الصيني التي تشكلت في مجلس النواب الأمريكي، قيادتي تايوان والولايات المتحدة، وهو “الفريق الأزرق”، وناب عن بكين “فريق أحمر” مثله محللو مركز الأمن الأمريكي الجديد.
هذه اللجنة تعمد المشرعون الأمريكيون، في إطار الحرب النفسية، تسميتها لجنة الحزب الشيوعي الصيني، لتمييز السلطة الحاكمة في بكين عن الشعب الصيني.
وبهذا الشأن صرح مايك غالاغر، رئيس لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب الأمريكي قائلا:” نحن في أقصى خطر من غزو الصين لتايوان، وشددت لعبة الحرب على وجود حاجة إلى اتخاذ تدابير لردع عدوان (الحزب الشيوعي الصيني) وتسليح تايوان قبل بدء أي أزمة”.
الرئيس السابق للقيادة الأمريكية للهند والمحيط الهادئ، الأدميرال فيليب ديفيدسون بدوره افترض قبل ذلك أن الصين يمكن أن تهاجم تايوان بحلول عام 2027.
سيناريو الحرب الأمريكية ضد الصين:
بحسب سيناريو “لعبة الحرب” تطالب المعارضة التايوانية أولا، ثم سلطات الجزيرة بالاعتراف باستقلال الجزيرة، فيما يبدأ الجانب الصيني في إرسال القوات المسلحة إليها.
تحاول الولايات المتحدة منع بكين من تنفيذ عملية عسكرية، وحين يفشل هذا المسعى، تحاول مساعدة تايبيه على الانتصار.
يبدأ الصينيون في فرض حصار بحري على تايوان، ويقوم جيش التحرير الشعبي الصيني بتنفيذ هجمات صاروخية على الجزيرة، ويستهدف أيضا قواعد أمريكية في اليابان وغوام.
التقديرات تتحدث عن خسائر أولية في صوف الولايات المتحدة تصل إلى الآلاف، فيما يفترض أن تكون خسائر الصين وتايوان أكبر “بطبيعة الحال”، في حين يتوقع أن تكون الخسائر الاقتصادية كارثية لجميع الأطراف.
المشرعون الأمريكيون شعروا في نفس الوقت بخيبة أمل خاصة من استنتاج مفاده أن حليفتي واشنطن في المنطقة، اليابان وكوريا الجنوبية، لم تقدما تقريبا مساعدة عسكرية للولايات المتحدة بسبب جهود بكين الدبلوماسية.
الصين اعتبرت “لعبة الحرب” الأمريكية التي دارت في أروقة الكونغرس الأمريكي بمثابة دعم للقوى الانفصالية في تايوان، حيث صرح ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن بأن “ما يسمى باللعبة الحربية للجانب الأمريكي تهدف إلى دعم وتشجيع الانفصاليين الذين يدافعون عن استقلال تايوان وزيادة تأجيج التوترات في مضيق تايوان، وهو ما نعارضه بشدة”.
الدبلوماسي الصيني أكد في ذلك التصريح موقف بلاده القائل إن بكين تريد إعادة توحيد سلمي مع تايوان، لكنها تحتفظ “بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة”.
سيناريوهات أخرى للحرب حول تايوان:
تلك لم تكن المحاكاة الأولى لصراع محتمل بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان. على سبيل المثال، وبحسب مركز التحليل لمؤسسة راند، إذا غزت الصين تايوان في عام 2026، فإن الولايات المتحدة ستخسر حوالي 10 آلاف شخص، والصين حوالي 30 ألفا، وتايوان حوالي 50 ألفا.
هذه الخسائر البشرية في صفوف العسكريين فقط، من دون الأخذ في الاعتبار الجرحى والخسائر في صفوف المدنيين. علاوة على ذلك، سيفقد الجانبان قسما كبيرا من الأسطول البحري وسلاح الطيران، ناهيك عن الخسائر في البنية التحتية.
* المصدر: موقع روسيا اليوم
* الماده الصحفية نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع