حرب السودان تفضح الدور العدواني للإمارات
السياسية:
تفضح مجريات الاقتتال الداخلي المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع في السودان بما في ذلك مقاطع الفيديو المسربة، الدور العدواني لدولة الإمارات ودعمها الميليشيات المتمردة لخدمة مؤامراتها.
وتداول مغردون سودانيون مقطع فيديو سربه الجيش السوداني يستعرض فيه تجهيز عربات ميليشيات قوات الدعم السريع التي زودتها بها دولة الإمارات بغرض تفجير الموقف وزرع الفتنة في البلاد.
وأكد مسئولون سودانيون بأن هناك إدراكا واسعا في صفوف عناصر الجيش للدور الإماراتي التخريبي في زعزعة الاستقرار وإرسال أبوظبي مدرعات وأسلحة للمتمردين لتصعيد الاقتتال الداخلي.
في الوقت ذاته سخر مغردون من إعلان الإمارات عن إرسالها طائرة تحمل على متنها إمدادات غذائية عاجلة إلى مطار أبشي على الحدود السودانية التشادية لتوفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين.
وأكد هؤلاء أن مساعدات الإمارات الإنسانية المزعومة وصلت لمنطقة سيطرة ميليشيات الدعم السريع المتمردة في حدود الجنينة، ولو أرادت أبوظبي توفير إمداد غذائي لكانت أوصلته عبر بورتسودان التي تكتظ بالنازحين.
وجذبت الإمارات الكثير من الاهتمام الدولي والعربي منذ بدء الاقتتال في السودان، خاصة مع التقارير التي تشير إلى أنها تملك نفوذاً متعدداً في البلد الأفريقي الاستراتيجي.
ولم يكن الأمر كذلك حتى سقوط عمر البشير في 2019، إذ تمكنت أبوظبي من بناء نفوذها بشكل كبير من خلال دعم الشخصيات العسكرية وشبه العسكرية تحت ستار تعزيز “الاستقرار” واستمالة القوى الثورية.
والذي تسبب في سيطرة الجنرالات العسكريين على السلطة وقمع القوى الثورية، وإحباط المطالب الثورية بالحكم المدني، ومكن من ظهور اتفاق لتقاسم السلطة يلعب فيه الجنرالات دورا مهيمنا.
واستمر ذلك حتى حدث انقسام القيادات العسكرية إلى فصيلين رئيسيين: (الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “المعروف باسم حميدتي”).
وتعرف علاقة أبوظبي بـ”حميدتي” بأنها وثيقة إذ جند الأخير قوات الدعم السريع للقتال لصالح الإمارات في اليمن وليبيا ما منحه ثروة طائلة.
كما قامت أبوظبي بتجنيد المقاتلين من قوات الدعم السريع ومن الجماعات المسلحة في دارفور عبر شركة “بلاك شيلد” الإماراتية؛ والذين جرى استخدامهم أيضاً في اليمن وليبيا.
ومنذ سقوط البشير عام 2019- على الأقل- عملت أبوظبي على توسيع الدور السوداني في ليبيا لدعم الجنرال خليفة حفتر الذي ترعاه الإمارات في الهجوم على قوات الحكومة المعترف بها دولياً مقابل مساعدات مالية.
وأرسلت أبوظبي قوات حميدتي في بداية الأمر 4000 مقاتل لحماية المنشآت النفطية في ليبيا ليركز حفتر على مهاجمة طرابلس.
وذكر فريق الخبراء التابعين للأمم المتحدة أن مقاتلي قوات الدعم السريع يقاتلون في ليبيا لصالح حفتر كمرتزقة، مما يعزز بشكل كبير قدراتهم العسكرية ويكسبون الأموال والأسلحة من الصراع الليبي.
وفي أبريل الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن حفتر أرسل شحنة واحدة على الأقل من الأسلحة إلى حميدتي.
واتُّهمت أبوظبي بدفع حفتر لإرسال الأسلحة. وقال الجيش السوداني إن حميدتي حشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية، لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية كبيرة من جهات إقليمية.
وتعليقاً على ذلك يشير أندرياس كريج الباحث المتخصص بأمن المنطقة إلى أن هناك شبكة مثلث من الفاعلين المتعاونين تضم “الإمارات، حميدتي، حفتر، مجموعة فاغنر الروسية”، حيث سبق أن موّلت الإمارات المجموعة للقيام بعمليات عسكرية في ليبيا.
* المصدر: موقع اماراتي ليكس
* الماده الصحفية نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع