السياسية:

تعرضت شركات إماراتية إلى عقوبات أمريكية وبريطانية مزدوجة على خلفية تعاملاتها مع روسيا رغم العقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عام.

وتم فرض عقوبات على شركات في الإمارات وكل من هونغ كونغ وتركيا بسبب بيعها طائرات مسيّرة وإلكترونيات، بما في ذلك أشباه موصلات أميركية الصنع، لقطاع الدفاع الروسي.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، عن فرض عقوبات على مقرّبين من أثرياء روس، بينهم أفراد من دائرة رومان أبراموفيتش وأليشر عثمانوف، وذلك لمساعدتهم هؤلاء الأوليغارشيين على إخفاء أموالهم.

وأضافت واشنطن ولندن عشرات الشخصيات والشركات إلى قائمتي العقوبات في محاولة لعرقلة أنشطة الشخصيات النافذة المتّهمة بدعم حكومة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وحربه على أوكرانيا.

وقبل أيام دعا مركز “CEPA” الأمريكي إلى فرض عقوبات مشددة على دولة الإمارات لردع نظامها الحاكم في ظل سياساتها التي وصفها بأنها مناهضة للمصالح الغربية وتتماهي مع كل من إيران وروسيا.

وأكد المركز في مقال تحليلي للأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، أن الإمارات تدعم حرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا، فمن خلالها تمر كميات هائلة من التجارة الخارجية الروسية، رغم أنها تدعي دائما أنها حليف للغرب.

ويشار إلى هيدجز سبق أن اعتقل في الإمارات عام 2018، ووجهت له تهمة التخابر والتجسس لصالح المملكة المتحدة، قبل أن يتعرض للتعذيب ويصدر حكما ضده بالسجن المؤبد.

وقال هيدجز إن الإمارات ليست صديقة للدول الغربية، ولكن السلوك الفظيع للدولة الخليجية يمتد إلى ما هو أبعد وإلى مجالات أخرى أكثر أهمية للولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين، خاصةً لأنه يؤثر في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وأشار إلى أن الإمارات تدعم إيران، على الرغم من أنها تعتبرها تقليديًا تهديدًا، إلا أنها أيضًا شريك تجاري رئيسي، بعدما أصبحت منفذًا مهمًا لصادرات النفط الإيرانية إلى الصين.

ونبه إلى أن كميات هائلة من التجارة الخارجية الروسية تمر عبر الإمارات، رغم أنها تدعي دائما أنها حليف للغرب.

كما “تدار أساطيل ناقلات النفط من خلال شركة تابعة روسية في الإمارات، وناقلات أخرى مرتبطة بروسيا مسجلة في الدولة الخليجية، بينما تشتري المصافي الهندية النفط الروسي بالدرهم الإماراتي، وغالبًا من خلال تجار مملوكين لروسيا في الإمارات”.

ودلل هيدجز على قوله بموكب كبار المسؤولين الأمريكيين، من نائب الرئيس ومن بعده، الذين وصلوا أبوظبي لتوضيح المخاوف المستمرة بشأن التهرب من العقوبات الأمريكية، وخاصة على روسيا وإيران.

وعاقبت الولايات المتحدة شركة طيران إماراتية في نوفمبر/تشرين الثاني بتهمة “تسهيل نقل” طائرات إيرانية بدون طيار إلى روسيا.

كما تم فرض عقوبات على شركة جوية أخرى في يناير/كانون الثاني من قبل الولايات المتحدة، لنقل أفراد ومعدات لمجموعة مرتزقة فاجنر (شبه الرسمية) بين عملياتها الدموية في أفريقيا.

وتصف الولايات المتحدة الجماعة بأنها “منظمة إجرامية عابرة للحدود”.

ويتابع: “قد يبدو من غير العادي أن يُزعم أن الشركات الإماراتية لديها مثل هذه الروابط الوثيقة مع عنصرين مرئيين من حرب روسيا الدموية في أوكرانيا”.

ويضيف: “الأهم من ذلك هو تدفق رجال الأعمال والشركات والأصول الروسية التي تُستخدم للعمل خارج العقوبات الغربية، فيخوت النخبة الروسية موجودة على شواطئ الإمارات وطائراتهم الخاصة على مدارج الطائرات”.

ووفق هيدجز، فإن موقف الإمارات واضح جدا، ستفعل أشياء تزعج الغرب وتقوض السياسات الغربية الرئيسية لشعورها بالاستقلال، وأنها واثقة من قدرتها على السير على الخط الفاصل بين الصداقة النظرية مع الغرب واللامبالاة المعتدلة تجاه الأشياء التي تجعلهم منزعجين.

ويشرح ذلك بالقول: “هناك علاقات تجارية وعسكرية مهمة مع الولايات المتحدة، ويطير الألمان وغيرهم للتوسل للحصول على صفقات توريد الغاز الطبيعي المسال، وتسعى المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار في الإمارات، في الوقت الذي يبيع الفرنسيون 18 مليار دولار من الطائرات المقاتلة المتطورة للدولة الخليجية”.

* المصدر: موقع اماراتي ليكس
* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع