السياسية:

نضال أبو مصطفى

منذ مساء أمس الثلاثاء، يعيش المرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك أوقاتا مؤلمة وعصيبة، نتيجة استخدام قوات العدو الصهيوني القوة المفرطة في اعتداءاتها الوحشية عليهم مستخدمة أعقاب البنادق والهراوات وقنابل الغاز، في محاولة لإخلائهم، وتفريغ المسجد الأقصى منهم.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مدى وحشية قوات الاحتلال، وتعرض المعتكفين والمعتكفات داخل المصلى القبلي، للضرب المبرح، وسط تعالي أصوات الاستغاثة، كما لم تسلم نوافذ وأبواب ومصاحف المسجد من التمزيق والتخريب.

وأسفر الاقتحام عن إصابة عشرات المعتكفين والمصلين بالاختناق والأعيرة المطاطية، واعتقال أكثر من 400 معتكف من داخل المصلى القبلي، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بتصعيد عمليات الاشتباك على الحواجز المحيطة بمدن الضفة المحتلة، وأطلقت المقاومة في قطاع غزة نحو عشرة صواريخ تجاه المغتصبات الصهيونية المحيطة بالقطاع.

بدورها، اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية، الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى والتهجم على المرابطين بالضرب والتكسير والاعتقال عدوانا صهيونيا خطيرا يستوجب هبة شعبية وفصائلية شاملة لإشعال الأرض الفلسطينية المحتلة تحت اقدام الصهاينة. 

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد شلح قال: إن المقاومة تراقب ما يجري في المسجد الأقصى باهتمام بالغ، وهي على جهوزية كاملة لكل الخيارات.

وذكر شلح في تصريح خاص لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة قال كلمته في تصريح مقتضب الليلة الماضية، وكانت كلماته بمثابة الاشارة لبدء الرد من قبل فصائل المقاومة وقصف المستوطنات المحيطة بالقطاع.

وأضاف: “هذه كلمة الجهاد وكلمة المقاومة، والشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الهمجية الصهيونية التي يقوم بها بن غفير ونتنياهو وسموتريتش داخل الحرم القدسي الشريف، وهم ينتهكون حرمات المسجد الأقصى وينتهكون أعراضنا ويضربون حرائرنا بالعصي ويركلونهن بالأقدام”. 

وحول صواريخ المقاومة التي انطلقت تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، قال القيادي في الجهاد الاسلامي إنها تمثل رسالة متواضعة من قوى المقاومة، وصلت للعدو وكل الأطراف.

وتابع: “الجهاد الاسلامي يؤكد على استمرارية التصدي لهذه الممارسات الساديّة والهمجية من قبل العدو ولن ترفع الراية البيضاء، وإن كل امكانياتنا التي أعددناها لهذا العدو في معركة القدس لن نتركها في مكانها، وسنستخدمها وسندافع عن شعبنا ومقدساتنا بكل ما أوتينا من قوة”.

وختم بالقول: “نحن كشعب فلسطيني مصممون مهما كان الثمن على مواصلة نهج الشهداء والأسرى الأبطال لتحرير فلسطين من البحر الى النهر”.

في حين، صرح مسؤول المكتب الاعلامي في لجان المقاومة الفلسطينية محمد البريم بأن عبارات الاستنكار والادانة العربية والاسلامية لا تكفي لصد العدوان الصهيوني، رغم أنها جيدة.

وقال البريم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك لن يكون منفصلا عن ما يجري في قطاع غزة، وسنكون وحدة واحدة في غزة والضفة والقدس والشتات والداخل المحتل، لترسيخ مفهوم وحدة الساحات كأمر ميداني على أرض الواقع”.

وأضاف: “نحن نشاهد هذا العدوان البشع بحق مسجدنا الأقصى والمعتكفين فيه، ولدينا أدوات وظيفتها الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني وحماية المسجد الأقصى المبارك وحماية الأسرى”.

وأشار البريم إلى أنه لو عَلِم الاحتلال في لحظة ما بأنه لن يدفع الثمن مقابل جرائمه، سيفرض واقعا جديدا بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ويرتكب المجازر في باحاته ليل نهار. 

وختم البريم: “المقاومة جاهزة لخوض معركة الشرف والكرامة والبطولة دفاعا عن المسجد الأقصى، ولن نسمح بتغيير قواعد الاشتباك، كما ستكون غزة في قلب المعركة إذا تواصل العدوان على أبناء شعبنا والمعتكفين في المسجد الأقصى”.

وبدأ المستوطنون صباح اليوم، اقتحام الأقصى ومحاولة “ذبح القرابين” فيما يسمى عيد الفصح اليهودي، الذي سيستمر نحو سبعة أيام، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.