السياسية:
تقرير/ مهدي البحري

 

أرقام وإحصاءات صادمة عن تزايد أعداد مرضى السرطان في اليمن نتيجة الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في استهدافه للأحياء السكنية.

في الوقت الذي احتفل العالم باليوم العالمي للسرطان أمس السبت، هناك ما يقارب من 80 ألف مصاب بالسرطان في اليمن، خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً حسب وزارة الصحة العامة والسكان.

وأوضح تقرير صدر عن الوزارة أن هناك تسعة آلاف حالة بمرض السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة منها من الأطفال، لافتاً إلى وفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض.

وأكد أن ثلاثة آلاف طفل في اليمن مصابون بالسرطان ومعرضون للموت جراء استمرار العدوان والحصار.. لافتاً إلى ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة في أمانة العاصمة إضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة إلى السفر بصورة عاجلة لتلقي العلاج في الخارج، محمّلاً تحالف العدوان مسؤولية وفيات الأطفال نتيجة منع دخول الأدوية الخاصة بهم.

وذكر التقرير أن نسبة الشفاء عالية بالنسبة لسرطان الدم، لكن انقطاع الأدوية ومنع دخولها يؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال المرضى.

الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور أنيس الأصبحي أوضح أن العدوان والحصار تسبب في كارثة صحية هي الأكبر على مستوى العالم .. مشيرا إلى شدة إجرام دول العدوان من خلال استخدام مختلف الأسلحة المحرمة دوليا على المدن والأحياء السكنية ما تسبب بظهور أنواع مختلفة من الأمراض السرطانية بزيادة ما نسبته 50 في المائة، إضافة للتشوهات الخلقية.

ونوه إلى أن استمرار الحصار أدى إلى انعدام أكثر من 50 في المائة من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وخصوصاً الأدوية الكيماوية الموجهة وعزوف كثير من شركات الأدوية عن استيراد الأدوية التي تحتاج إلى ظروف نقل خاصة للتبريد.. مبيناً أنه كان قبل العدوان هناك 38 اسماً علمياً للأدوية تتضمن مئات الأسماء التجارية.

وأكد الدكتور الأصبحي أن الحصار فاقم من معاناة مرضى السرطان من خلال منع دخول اليود المشع لعلاج أورام الغدة الدرقية ومنع إدخال مستلزمات أجهزة العلاج الإشعاعي وتوقفها نتيجة ضعف كفاءة المصدر المشع الأمر الذي تسبب في تراجع عملية الشفاء لمرضى السرطان، بالإضافة إلى منع دخول غاز الهيليوم ومستلزمات المسح الذري وقطع الغيار.

الإصابة بالسرطان ليست المأساة الوحيدة التي تواجه اليمنيين فالفقر والتحديات الاقتصادية ونقص الأدوية وعدم انتظام جلسات العلاج الكيميائي وعدم القدرة على السفر لتلقي العلاج في الخارج كلها عوامل تسهم في مفاقمة آلام المرضى وفقدان حياتهم.

ويقابل هذه المأساة الإنسانية موقفاً مخزياً وسلبياً ولا إنساني من قبل منظمات الأمم المتحدة، التي لم تحرك ساكناً باتجاه رفع الحصار والسماح بدخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة، أو فتح مطار صنعاء ليتسنى للمرض السفر للحصول على العلاج في الخارج.

وحسب وزارة الصحة فإن أكثر من 320 ألف حالة مرضية لم تتمكن من السفر لتلقي العلاج بسبب إغلاق المطار، فيما توفي أكثر من 28 ألف من مرضى السرطان نتيجة انعدام المستلزمات الطبية، في حين كان من الممكن علاج الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدارك حالتهم، لو تمكنوا من السفر إلى خارج اليمن للعلاج.

فيما أظهر تقرير لجنة الصحة العامة والسكان بمجلس النواب بشأن الزيارة الميدانية إلى ديوان وزارة الصحة وصندوق مكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان التدهور الشديد للقطاع الصحي بسبب تداعيات العدوان والحصار الذي تعمد بصورة ممنهجة على تدمير المستشفيات والمرافق والمنشآت الصحية وغيرها من القطاعات الخدمية.

وأشار إلى أن ما يزيد عن 60 بالمائة من البنى التحتية الخاصة بالقطاع الصحي تعرضت للتدمير، فيما أدى الحصار إلى ضعف الإمكانيات وعدم وصول الدواء الآمن للمرضى وانعدامه في كثير من الأحيان.

وأفاد التقرير بأن تحالف العدوان تعمد منع دخول قطاع الغيار الخاصة بالأجهزة الطبية وأجهزة الفحص الإشعاعي وغيرها، ما أدى إلى توقف العديد من تلك الأجهزة والمعدات عن العمل ومنع دخول اليود المشّع التي هي في غاية الأهمية لعلاج مرضى السرطان.

ولفت التقرير إلى أن العدوان استخدام الأسلحة المحرمة في أوساط المدنيين، ما أدى إلى تضاعف التشوهات الخلقية وارتفاع أعداد المصابين بالأورام.

رئيس رابطة مرضى السرطان حميد اليادعي، أكد أن مرضى السرطان في ازدياد ونسبة انتشار المرض في ارتفاع نتيجة العدوان والحصار الذي يؤثر تأثيرا كبيرا في تفاقم معاناة المرضى وأسرهم.

وطالب الجهات المعنية بالمزيد من الدعم والتنسيق والمساندة لمرضى السرطان والالتفات إلى معاناتهم في جميع المحافظات ورفع مستوى التوعية في أواسط المواطنين بشكل واسع بكل ما يتعلق بالسرطان من الكشف المبكر والوقاية من أسبابه إلى خطوات العلاج والالتزام بها من أجل التعافي المبكر.

كما طالب اليادعي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في الجانب الإنساني والصحي في اليمن بالعمل على توفير المصادر المشعة لعلاج الأورام وإدخال اليود المشع والمسح الذري وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلا عن الضغط على تحالف العدوان لرفع الحصار وفتح المطارات والموانئ اليمنية والسماح بدخول الأجهزة والأدوية الخاصة بمرضى السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة في اليمن.

 

سبأ