انكشاف الأطماع السعودية الإماراتية في اليمن
السياسية: المحرر السياسي
انكشفت أطماع السعودية والإمارات، في اليمن، بعد ذهاب الرياض بقوتها العسكرية إلى محافظتي حضرموت والمهرة، وتركيز أبو ظبي على السواحل والجزر اليمنية.
الشيء المؤكد أن للسعودية أطماع تاريخية في اليمن ظلت ترحلّها من عام إلى آخر، تحكمها في ذلك نزعة توسعية، فمن الناحية الجغرافية يتمتع اليمن بموقع فريد ويتسم بالأهمية الجيوسياسية، ما يجعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية، وإشرافه على الممر المائي المهم “مضيق باب المندب”، الذي يضبط حركة الملاحة البحرية الداخلة والخارجة إلى البحر الأحمر، الأمر الذي يجعل اليمن شريكاً رئيسياً في أمن الطاقة والملاحة الدولية.
تدرك السعودية جيداً هذه الأهمية الجيوسياسية للجمهورية اليمنية، وهو ما جعلها ترسم استراتيجيات بعيدة المدى للسيطرة على اليمن، فكان العدوان الذي شنته على البلاد في 26 مارس 2015م، بمعية العديد من الدول في ما يسمى تحالف دولي ضد اليمن، بمثابة الإعلان الصريح عن أطماعها، وأن الوقت بات مناسباً لتحقيقها.
تحت مسميات كاذبة أعلنت السعودية الحرب على اليمن، واستعانت لتنفيذ احتلالها للأراضي اليمنية بالعديد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، واشترت بالمال ولاءات العديد من الدول الأوروبية وحتى الإسلامية والعربية، وطوّعت مجلس الأمن الدولي لصالحها وجيّرت قراراته لخدمة أهدافها الحقيقية في اليمن.
وأخيراً أصبح الاحتلال السعودي الإماراتي لجنوب اليمن وشرقه أمراً واقعاً، وصارت هاتان الدولتان تعبثان بكل شيء هناك، فأعاقتا حركة الموانئ والمنشآت الغازية والنفطية والمطارات واحتلتا الجزر ورفضتا تشغيل مصافي عدن وسيطرتا على واردات النفط والغاز وتم تحويلها إلى بنوك الرياض، وأنشأتا الميليشيات المسلحة وغذّتا الصراع فيما بينها وأصبحتا تتبعان السياسة الاستعمارية نفسها التي كانت بريطانيا تتبعها أثناء احتلالها لجنوب الوطن “فرق تسد”.
إن العالم كله يعرف جيداً حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها الجمهورية اليمنية في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي، لكن الشيء المؤسف أننا نعيش في وقت بلغ الانهيار القيمي والأخلاقي أقصى مدى له، وباتت المبادئ السامية تباع وتشترى بالدولار.