السياسية:

قد يضرب تسونامي قريباً مدناً رئيسية على البحر الأبيض المتوسط، ​​أو بالقرب منه، بما في ذلك مارسيليا والإسكندرية وإسطنبول، مع احتمال اندفاع موجةٍ تصل إلى أكثر من متر واحد خلال الـ30 عاماً القادمة، وفقاً لليونسكو. فما حقيقة هذه التحذيرات التي تطال مدناً عربية وغيرها؟

تسونامي قادم.. 5 مجتمعات معرَّضة للخطر في منطقة البحر المتوسط
يقول تقرير اليونسكو إنه من المتوقع أن ترتفع مخاطر حدوث تسونامي في المجتمعات الساحلية للبحر الأبيض المتوسط ​​مع ارتفاع مستويات سطح البحر. وقالت منظمة اليونسكو إنه بينما كانت المجتمعات في المحيط الهادئ والمحيط الهندي، حيث تحدث معظم موجات المد، تدرك المخاطر في كثير من الأحيان، فقد قُلِّلَ من شأن الأمر في المناطق الساحلية الأخرى، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط.

وقالت اليونسكو إن 5 مجتمعات معرضة للخطر في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​ستنضم إلى 40 بلدة ومدينة أخرى “تستعد للتسونامي” في 21 دولة بحلول العام المقبل. بالإضافة إلى مرسيليا والإسكندرية وإسطنبول، هناك مدن كان وتشيبيونا، وهي بلدة تقع على ساحل المحيط الأطلسي بإسبانيا بالقرب من كاديز.

وتشير الإحصائيات إلى أن احتمال حدوث موجة تسونامي تتجاوز متراً واحداً في البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الثلاثين عاماً القادمة يقترب من 100% وتقول إن 78% من موجات تسونامي ناتجة عن النشاط الزلزالي، و10% بسبب النشاط البركاني والانهيارات الأرضية، و2% بسبب العوامل الجوية.

كيف يمكن الاستعداد للكارثة الوشيكة؟
يُعد برنامج “الاستعداد لتسونامي” جزءاً من جهود اليونسكو الأوسع، والتي أُطلِقَت قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في لشبونة الأسبوع المقبل، لضمان أن تعرف جميع المجتمعات المعرضة للخطر ما يجب فعله في حالة حدوث تسونامي بحلول عام 2030.

قال برناردو ألياغا، خبير التسونامي في اليونسكو لصحيفة The Guardian البريطانية: “كانت كارثة تسونامي عامي 2004 و2011 بمثابة جرس إنذار. لقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ عام 2004. نحن اليوم أكثر أماناً. لكن هناك فجوات في التأهب، ونحن بحاجة إلى التحسين. نحن نسعى إلى التأكد من أن المجتمعات المختلفة تفهم التحذيرات جيداً”.

في العام 2004، كان تسونامي المحيط الهادئ قد قتل ما يُقدَّر بنحو 230 ألف شخص، في يومٍ هو الأكثر دموية في التاريخ، في 14 دولة، في حين تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 9.1 درجة والتسونامي عام 2011، والذي وصل ارتفاعه إلى ما يقرب من 40 متراً في مقتل 18 ألف شخص في اليابان.

منذ كارثة التسونامي في المحيط الهندي عام 2004، استجاب مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ التابع لليونسكو، والذي تستضيفه الولايات المتحدة، لـ125 حدثاً من موجات المد، بمعدل 7 أحداث سنوياً.

قال ألياغا: “جرى العمل على إنشاء 12 مركزاً للإنذار بأمواج تسونامي تغطي معظم المحيط، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط”. وتشمل مراكز الإنذار 5 في البحر المتوسط ​​وشمال شرق المحيط الأطلسي، بما في ذلك اليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.

وأضاف ألياغا: “يتم التقليل من مخاطر حدوث تسونامي في معظم المناطق، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط. الأحداث ليست متكررة للغاية، لكننا بحاجة إلى إيصال الرسالة في البحر الأبيض المتوسط ​​، ليس هناك شك في ذلك: الأمر ليس ما إذا كان سيحدث أم لا، بل متى سيحدث؟”.

ماذا يعني ارتفاع موج البحر إلى أكثر من متر واحد؟
ضرب أحد أعنف الزلازل في التاريخ البرتغال في يوم جميع القديسين في العام 1755، مما تسبب في تسونامي بارتفاع 6 أمتار في لشبونة وكاديز. قُتِلَ ما يصل إلى 50 ألف شخص في الزلزال، لكن كثيرين لقوا حتفهم في الحرائق والتسونامي الذي أعقب ذلك.

يمكن لأمواج تسونامي التي يبلغ ارتفاعها من 1.5 إلى مترين فقط رفع السيارات عن الأرض، في حين أن الموجات الأصغر يمكن أن تؤدي إلى انتقال المياه بسرعة 65 كيلومتراً في الساعة.

قال ألياغا: “التحذير ليس كل شيء. الجزء الثاني هو استعداد المجتمع، كيف يتصرف الناس ويتفاعلون”.

وقال إن ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يزيد من تأثير موجات التسونامي على المجتمعات الساحلية، هو “سبب إضافي لزيادة وتيرة عملنا”. مشيراً إلى أن “الرابط هو أن ارتفاع مستوى سطح البحر يزيد من تأثير تسونامي”.

وجدت دراسة أُجريت عام 2018 حول نماذج التسونامي في ماكاو، الصين، أن ارتفاع منسوب مياه البحر يزيد من مخاطر التسونامي، حيث يمكنه الانتقال إلى مسافاتٍ أبعد في الداخل. ووجدت الدراسة أن تواتر الفيضانات الناجمة عن تسونامي ارتفع بمقدار 1.2 إلى 2.4 مرة لزيادة 45 سم في مستوى سطح البحر ومن 1.5 إلى 4.7 مرة لزيادة 90 سم.

هل مجتمعات شرق المتوسط على استعداد للتسونامي الوشيك؟
بحسب ألياغا، فإن السلطات في الإسكندرية وإسطنبول ومرسيليا وكان وتشيبيونا تعمل على الاستعداد للتسونامي، بما في ذلك علامات وإجراءات الإخلاء، فضلاً عن خطط لتحذير السياح.

وقال: “حينما يكون هناك خطرٌ مؤكَّد، نريد أن تكون المجتمعات جميعها جاهزة للاستجابة بحلول عام 2030. سيكون لديهم خرائط الإخلاء، وسيكونون قد أجروا التدريبات، وسيكون لديهم بالفعل تنبيهات على مدار 24 ساعة”.

وقال: “حينما يكون تسونامي محلياً، فلديك 20 دقيقة كحد أقصى قبل أن تضرب الموجة الأولى. الموجة الثانية أكبر وتأتي بعد الموجة الأولى بـ40 دقيقة. لا يزال لديك إمكانية الهروب”.

وقال فلاديمير ريابينين، السكرتير التنفيذي للجنة الهيئة الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، إن “أكثر من 40 مجتمعاً في 21 دولة أصبحوا أكثر أماناً الآن، وقد نفذوا برنامجنا للاستعداد للتسونامي، إذا أردنا مواجهة هذا التحدي العالمي بحلول عام 2030، يجب علينا توسيع نطاق برنامجنا بسرعة كبيرة”.

المصدر: عربي بوست