لويز بويل

تحدث مسؤولون في البرازيل عن زوال مساحات شاسعة من الغابات المطيرة في الأمازون خلال شهر يناير (كانون الثاني)، إذ شهدت المنطقة عملية قطع أشجار بوتيرة أسرع بخمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021.

وأشار نظام المراقبة في وكالة بحوث الفضاء البرازيلية (INPE) إلى أنه أعلى معدل تصحر يحدث خلال شهر يناير منذ إطلاق البرنامج عام 2016.

وتعتبر غابات الأمازون المطيرة من أغنى مناطق التنوع البيولوجي الموجودة على كوكب الأرض، إذ تقوم الأشجار وخصوصاً في الغابات القديمة النمو بتخزين الكربون وتشكل الحليف الطبيعي الأفضل الذي يسهم في إبطاء وتيرة الأزمة المناخية التي يسببها بشكل كبير احتراق الوقود الأحفوري.

وكشفت البيانات الجديدة الصادرة عن الأقمار الاصطناعية بأن ما يقدر بحوالى 166 ميلاً مربعاً (430 كيلومتراً مربعاً) من الغابات زالت خلال الشهر الماضي وخصوصاً في مقاطعات ماتو غروسو وروندونيا وبارا.

وتشكل هذه الزيادة أكثر من 418 في المئة مقارنة بشهر يناير من عام 2021. وجرت عملية التصحر القياسية على الرغم من أن يناير هذا العام شهد هطول أمطار أكثر من الفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت كريستيان مازيتي المتحدثة بنسم منظمة “غرينبيس البرازيل”، إنه “حتى في يناير عندما يكون التصحر أقل في العادة بسبب موسم المطر في منطقة الأمازون، بلغ تدمير الغابات مستوى دراماتيكياً غير مسبوق”. وأضافت، “قبل أسابيع قليلة قامت الحكومة الحالية بتأجيل نشر أرقام التصحر السنوية التي كشفت عن زيادة ملحوظة، ومن ثم أخبرت العالم في قمة غلاسكو بأنها تحل مشكلة التصحر. تكشف البيانات الجديدة مرة أخرى كيف أن أفعال الحكومة تتناقض بشكل صارخ حملاتها الخضراء التي تعرف بمصطلح Greenwashing) ) أو الغسل الأخضر”.

ووجدت دراسة أجرتها “غرينبيس البرازيل” بأن 22.5 في المئة من المساحات التي أزيلت الشهر الماضي طالت أراض عامة غير مخصصة، وهي تشكل هدفاً اعتيادياً للمستحوذين على الأراضي.

الدليل على فقدان الغابات المتسارع في الأمازون البرازيلية برز أيضاً خلال نهاية العام الماضي، أي بعد بضعة أسابيع من انضمام البلاد إلى التعهد الذي أطلقته قمة “كوب26” المناخية في غلاسكو للحد من التصحر بحلول العام 2030.

وتظهر التقديرات أن حوالى 13.235 كيلومتراً مربعاً من الغابات المطيرة في الامازون فقدت بين عامي 2020 و2021 بحسب البيانات الصادرة عن وكالة بحوث الفضاء البرازيلية، وهو أعلى معدل للتصحر خلال أكثر من 15 عاماً.

خلال القمة المناخية للأمم المتحدة (كوب26) التي انعقدت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تعهد أكثر من 100 قائد وطني بمن فيهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بوضع حد لإزالة الغابات بحلول نهاية العقد الحالي.

وشمل الاتفاق 85 في المئة من الغابات العالمية بما فيها الغابات المطيرة الاستوائية في البرازيل وكولومبيا واندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي مساحات يتخطى مجموعها 13 مليون ميل مربع.

وتزايدت وتيرة تدمير غابات الأمازون المطيرة في عهد الرئيس بولسونارو، الشعبوي اليميني الذي أضعفت حكومته أنظمة حماية البيئة وعززت التعدين (استخراج المعادن) وتربية المواشي (التي تسبب الرعي الجائر) وقطع الأشجار.

وخلال الأسبوع الماضي أصدر الرئيس بولسونارو أوامر بتعزيز التنقيب عن الذهب في الأمازون.

وجراء هذا انتقدت المجموعات الحقوقية البيئية التي تعنى بالسكان المحليين تلك المراسيم، وحذرت من أنها ستفاقم التدمير غير الشرعي للأمازون وتزيد تلوث مجاريه المائية بمادة الزئبق التي تستخدم لفصل الذهب.