السياسية:

أصبح انتشار السلالة الهندية من فيروس كورونا في بقية دول العالم مصدر قلق كبير في ظل التخوف من تسبب هذه السلالة في تكرار المأساة الهندية، وفي هذا التقرير نرصد الدول التي انتشرت بها السلالة الهندية، ومدى انتشارها بالدول العربية.

وكانت منظمة الصحة العالمية، وصفت السلالة الهندية من الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا المستجد بأنَّها مثيرة للقلق، وتعد تلك الطفرة أحد أسباب التفشي الهائل للوباء في الهند التي باتت أكبر بؤرة لفيروس كورونا في العالم، ويشمل التصنيف نفسه (مثير للقلق) ثلاث سلالات أخرى اكتشفت في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل.

وقالت المنظمة إن الدراسات الأولية كشفت أن هذه السلالة الناتجة عن تحور الفيروس، تنتقل بسهولة أكثر من غيرها السلالات المتحورة؛ ولذا تتطلب المزيد من البحث.

ولا يوجد دليل على أن السلالة الهندية وأغلب السلالات الجديدة قد تُسبب ضرراً أكبر لأغلب المصابين.

لكن كون الفيروس أكثر عدوى، مع افتراض أنه مساوٍ في الخطورة للنسخة الأصلية، فهذا سيعني أنه سيؤدي إلى المزيد من الوفيات بين المجموعات التي لم تتلقّ اللقاح، حسبما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفي دراسة للبروفيسور “توم وينسيليرس”، عالم الأحياء والإحصاء الحيوي بجامعة لوفان الكاثوليكية فى بلجيكا، قال إن سلالة كورونا الهندية والتي أصبحت موجودة في عدة دول يمكن أن تنتشر بنسبة تصل إلى 60% أسرع من السلالة السائدة، بما يؤكد أن السلالة الهندية تنتشر بشكل أسرع .

تطور عن السلالة البريطانية، ولكنها أصبحت مختلفة كثيراً
واكتشف خبير روسي حلل جينوم ما يعرف بالمتغير الهندي لفيروس كورونا “B.1.617” أن هذه السلالة لديها أكثر من 3 طفرات تميزها عن السلالة البريطانية الأقرب إليها.

واعتبر قسطنطين كروتوفسكي، الأستاذ في قسم علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية في جامعة سيبيريا الفيدرالية، “أن السلالة الهندية ابتعدت كثيراً عن سلالة ووهان الأصلية، وهي بعيدة بدرجة كبيرة عن السلالة البريطانية”.

وترصد دراسات أولية أن المتغير الهندي قادر على التهرب من المناعة، وكذلك على اختراق الخلايا بشكل أفضل.

وبشأن فعالية اللقاحات ضد السلالات الجديدة، ذكر ألبرت رزفانوف مدير مركز الطب الدقيق والتجديد في جامعة قازان الفيدرالية أن البيانات الأولية تظهر أن جميع اللقاحات الموجودة فعالة ضدها، كما أن الباحثين في العادة ينظرون إلى إنتاج الأجسام المضادة، وهذا مجرد جانب واحد من جوانب التطعيم، وفق الخبير الروسي.

انتشار السلالة الهندية من فيروس كورونا في دول العالم يتزايد
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السلالة الهندية المعروفة، التي اكتُشِفت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الهند، وتمّ رصدها في بيانات تسلسل جيني جرى تضمينها في قاعدة بيانات “جي آي إس إيد”، من قبل 44 بلداً في المجمل في مناطق منظّمة الصحّة العالميّة الستّ.

وعُثر على حالات مصابة بهذا المتحور في جميع القارات، حيث سجلت قارة آسيا حتى الآن أكبر عدد من الحالات. وسجلت القارة الأوروبية ما يقرب من 2000 حالة إصابة في 21 دولة، معظمها في المملكة المتحدة، تليها الولايات المتحدة وألمانيا، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

بريطانيا
خارج الهند، سجلت المملكة المتحدة أكبر عدد لحالات الإصابة بالمتحور الهندي، حيث وصلت إلى 1587 حالة حتى الآن.

والولايات المتحدة وسنغافورة وألمانيا هي الدول الوحيدة الأخرى التي سجلت أكثر من 100 حالة إصابة بمتغير B.1.617+، وفقاً لمبادرة Gisaid.

انتشار السلالة الهندية من فيروس كورونا

وبينما حققت المعركة ضد فيروس كورونا في المملكة المتحدة نجاحاً هائلاً في الأشهر القليلة الماضية، لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون اعترف بأن حكومته “قلقة” بشأن متغير فيروس كورونا الذي اكتشف لأول مرة في الهند، حيث زاد عدد حالات الإصابة بالسلالة في المملكة المتحدة بأكثر من الضعف في أسبوع.

الولايات المتحدة
اكتشفت الولايات المتحدة 486 حالة إصابة بالمتغير الهندي، اكتُشف نصفها تقريباً في الأسابيع الأربعة الماضية. واعتباراً من 4 مايو/أيار، مُنع المسافرون القادمون من الهند، باستثناء المقيمين الدائمين بشكل قانوني والأزواج وأفراد الأسرة القريبين لمواطنين أمريكيين، من دخول البلاد.

ورغم هذه الحالات المصابة بالمتغير الهندي، استمرت الولايات المتحدة في تخفيف قيود فيروس كورونا في إطار برنامجها الخاص بالتطعيم، حسب تقرير The Guardian .

وأعلن جو بايدن يوم الخميس 13 مايو/أيار أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لن يُلزموا بارتداء الكمامات في معظم الأماكن المغلقة والمفتوحة.

سنغافورة
اكتشفت سنغافورة 156 حالة إصابة بالمتغير الهندي، سُجل أكثر من ثلثيها خلال الأسابيع الأربعة الماضية. ونتيجة لذلك، فرضت سنغافورة تدابير إغلاق جديدة. وبدءاً من 16 مايو/أيار وحتى 13 يونيو/حزيران، ستقتصر أعداد التجمعات والزيارات المنزلية على شخصين بعد أن كانت خمسة أشخاص، وصدرت تعليمات للعاملين بالعمل من المنزل، ومُنع تناول الطعام في الأماكن المغلقة.

ألمانيا
اكتشفت ألمانيا 103 حالة إصابة بالمتغير الهندي، اكتُشف أكثر من 60% منها خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

وأشار تقرير نشره معهد روبرت كوخ الألماني يوم الأربعاء 12 مايو/أيار إلى أن نسبة حالات الإصابة بهذا المتغير في البلاد “ترتفع بنسبة ثابتة في الأسابيع الأخيرة”. وفي أواخر أبريل/نيسان، فرضت ألمانيا حظراً على المسافرين من الهند باستثناء المواطنين الألمان والمقيمين الهنود في ألمانيا.

وتواصل ألمانيا تخفيف القيود، وقالت الحكومة يوم الجمعة إن عدد الإصابات لكل 100 ألف شخص قد انخفض إلى 96.5 حالة، وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها إلى أقل من 100 حالة منذ 20 مارس/آذار.

أستراليا
اكتشفت أستراليا 85 حالة إصابة بالمتغير الهندي. ويوم الجمعة 14 مايو/أيار، فرضت البلاد قيود فيروس كورونا في ولاية نيوساوث ويلز ومنطقة سيدني الكبرى، لتستمر حتى 17 مايو/أيار. وتشمل هذه القيود حظر تجمع أكثر من 20 شخصاً في المنازل وفرض ارتداء كمامات في جميع الأماكن العامة المغلقة.

الدنمارك
أكدت الدنمارك 39 حالة إصابة بالمتغير الهندي، 11 منها في الأسابيع الأربعة الماضية. وقالت تايرا غروف كراوس، مديرة معهد State Serum، الهيئة الوطنية للأمراض المعدية في الدنمارك، إن هذا المتغير ليس مدعاة للقلق حالياً في الدنمارك. ومنذ 21 أبريل/نيسان، فتحت الحانات والمقاهي والمطاعم وغيرها من الأماكن أبوابها أمام أي شخص ظهرت نتيجة فحصه سلبية خلال 72 ساعة أو تلقى اللقاح.

دول عربية وصلتها السلالة الهندية

وصلت السلالة الهندية عدة دولة عربية، حسبما ورد في تقرير لموقع فرانس 24.

العراق
أعلنت وزارة الصحة العراقية تسجيل حالات إصابة بالمتحورة الهندية. وأفادت السلطات الصحية في هذا البلد، عن “وضع 21 شخصاً في الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بهذه الطفرة الجديدة، وهم أقرباء لحالة مشتبه بها عادت من الهند مؤخراً”.

وذكرت وزارة الصحة والبيئة في العراق الخميس الماضي أنه تم تسجيل 33 حالة وفاة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة. ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الوباء إلى 15 ألفاً و673 حالة.

المغرب
كشفت الرباط الأسبوع الماضي عن تسجيل أول حالتين من الإصابات بالسلالة الهندية للفيروس. وأوضح بيان لوزارة الصحة أن الحالتين اكتُشفتا في مدينة الدار البيضاء وخضع المخالطون لهما للعزل لتجنب انتشار العدوى، مضيفاً أنه “تم التكفل بالحالتين وكل مخالطيهما وفق البروتوكولات الدولية والوطنية الجاري بها العمل”.

الجزائر
وفي الجزائر، كشف معهد باستور الحكومي للأبحاث أنه تم رصد أولى حالات الإصابة بهذه السلالة. وأشار المعهد في بيان إلى أن ست حالات من السلالة الهندية تأكدت في ولاية تيبازة الساحلية التي تبعد 70 كيلومتراً تقريباً إلى الغرب من العاصمة الجزائر.

الأردن
في الأردن، تم تسجيل 3 إصابات بالسلالة الهندية قبل عدة أيام، وفق ما أعلنه وزير الصحة فراس الهواري.

مصر
أعلنت مصر اكتشاف حالة إصابة لراكب هندي مصاب فور وصوله لمطار القاهرة الدولي، وقرر مسؤولو المطار إعادته على الرحلة ذاتها التي وصل عليها.

وقبل عدة أيام نفى مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين، ما يثار بشأن انتشار “السلالة الهندية” في البلاد.

وقال تاج الدين إنه لم يرصد حتى الآن أي وجود للسلالة الهندية في مصر، لكنها بدأت تنتشر في بعض البلاد، يبلغ عددها أكثر من 20 دولة، منها دول بالشرق الأوسط وإفريقيا.

وأوضح أن “هناك حالات مشتبه فيها تم اكتشافها في المطارات وتم التعامل معها بكل قوة واحتراس وعادت لبلادها مرة أخرى”.

وأضاف تاج الدين، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الحالات التي تم الاشتباه بإصابتها بالسلالة الهندية في المطارات تم إجراء تحليل لها، والحالات الإيجابية غير المصرية عادت من حيث أتت، وعند وجود حالات مصرية يتم عزلها على الفور.

عربي بوست