السياسية:

علقت صحف عربية على زيادة وتيرة الهجمات الصاروخية التي تستهدف قواعد أمريكية أو قوافل لوجيستية للتحالف الدولي في العراق تزامنا مع المفاوضات الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتحدثت صحف عن أوجه شبه بين تكثيف هذه الهجمات – التي يُعتقد أن ورائها فصائل مدعومة من إيران – وبين هجمات حركة طالبان الأفغانية على القوات الأمريكية، التي انتهت بمفاوضات مباشرة بين الطرفين.

“السيناريو الأفغاني”

تقول صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية: “يبدو أن فصائل الحشد المناوئة للوجود الأمريكي على الأرض العراقية قررت السير على نهج حركة طالبان الأفغانية، أي استخدام القوة كطريق أقصر لإخراج القوات الأمريكية بالقوة تطبيقا لقرار مجلس النواب (البرلمان) الذي صدر في يناير/كانون الثاني عام 2020”.

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها بأن الهجوم الأخير على قاعدة عين الأسد للمرة الثالثة في ثلاثة أيام، تزامنا مع وصول وفد أمريكي عالي المستوى إلى بغداد برئاسة برت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط، لبحث مسألة انسحاب القوات الأمريكية مع حكومة مصطفى الكاظمي “هو الهجوم رقم 30 منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة”.

وترى أن اللافت في هذا التصعيد أنه “يأتي في وقتٍ تتحدث فيه تقارير صحفية أمريكية عن وجود حالة تعثر في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ورفع العقوبات بالتالي عن إيران”.

وتتساءل إن كانت هناك علاقة بين هذا التعثر وتكثيف قصف القواعد الأمريكية في العراق؟

وتؤكد: “إدارة بايدن تعارض سحب القوات الأمريكية من العراق على غرار ما فعلت في أفغانستان مؤخرا، وتريد بقاء هذه القوات لذرائع متعددة أبرزها تدريب القوات العراقية ومكافحة قوات الدولة الإسلامية (داعش)، ويجد هذا الموقف دعما من الحكومة، وبعض الأحزاب العراقية، ولكن هذه المعارضة من قبل إدارة بايدن قد تتآكل إذا ما جرى تطوير هذه الهجمات لإيقاع قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمريكية، وهذا الخيار بات واردا”.

ويقول موقع “العربي” اللندني: “البعض يربط بين زيادة وتيرة الهجمات ضد الأمريكيين في العراق والمعركة الدبلوماسية التي تخوضها طهران في فيينا مع القوى الكبرى بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وطي صفحة العقوبات”.

وينقل الموقع عن الباحث الأمني والاستراتيجي أمير الساعدي قوله إن هذه الهجمات بمثابة “خطوة أولى من أوراق ضغط تلعبها الفصائل بضغط إقليمي مع توجهات إيرانية واضحة المعالم”.

ويشير الساعدي إلى أن “استخدام السيناريو الأفغاني بضربات تلك الفصائل لن يتوقف مع علم تلك الفصائل والمظلة السياسية لها أن الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلن في أجندته الانتخابية أنه سيقوم بتسريع سحب القوات الأمريكية من المنطقة”.

ويرى أن الولايات المتحدة “ما زالت حتى الآن في صراع جيوسياسي بينها وبين إيران، وبالتالي فإن ما يحصل هو عبارة عن لعب بأوراق ضغط بين الطرفين للوصول إلى أكبر معطيات يمكن أن يحصلها طرف من الآخر”.

ويقول مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية إنه إن أعيد إحياء الاتفاق النووي مع إيران في ظل تطويرها برامج الصواريخ والطائرات المسيرة، فإنه “سيمنح إيران قدرات اقتصادية مهمة سوف تستغلها في دعم مشروعاتها العسكرية، ودعم مليشياتها في الدول التي تسيطر عليها كلبنان والعراق وسوريا”.

بي بي سي