السياسية : أمل باحكيم

يمر العالم حاليا بأزمة اقتصادية خانقة جراء جائحة فيروس كورونا، ولكن البلدان التي فيها حروب تعاني الكثير والكثير.

وتعتبر اليمن أكثر الدول تضررا جراء الحرب منذ العام 2015 كونها صنفت من قبل الأمم المتحدة كأكبر كارثة إنسانيه في العالم لما تعانيه في جميع مجالات الحياة التي استهدفتها السعودية وشركائها لعامها السابع على التوالي.

فعلى الرغم من الحصار وما يصاحبه من قصص مأساوية تعكس ما يعانيه المواطن اليمني من ظروف مادية صعبة ناهيك عن الأمراض المزمنة خاصة في المناطق الحارة والساحلية كالحديدة وعدن وحضرموت وغيرها، “كالكوليرا والمكرفس وحمى الضنك”، التي أصبحت موجودة في كل بيت وأيضا الطفح الجلدي بسبب انقطاع الكهرباء فلابد من نبضه الأمل الذي ينتظرها المواطن العفيف في بيته خاصة في شهر الخير.يوجد الكثير من الناس سواء من داخل الوطن أو من خارجه يسعدوا هؤلاء العفيفين ويرسموا البسمة على وجههم سواء بالمال أو بمواد غذائية ومتطلبات أخرى ولذلك حرصت السياسية على نقل صورة حية لنماذج من تلك الأعمال النبيلة.

البداية مع أم ماجد ” سعودية الجنسية ومقيمه في الرياض حيث تقول: “أرفض العدوان واحب أهل اليمن ومعي جارات وصديقات سعوديات وسوريات ولكن أفضل صديقاتي اليمنيات”.

وتضيف أم ماجد “أحببت اليمن من كلام صديقاتي اليمنيات وتمنيت أن أزورها ولكن العدوان أوقفني عن ذلك.. مشيرة إلى أنها أصيبت العام الماضي بجلطة وشلل في يد ورجل، ما دفعها الى القيام ينذر بذبيحتين في اليمن بنيه الشفاء.

وتابعت بالقول : أعطيت جارتي مبلغ من المال ترسله إلى أهلها في اليمن ليشتروا ذبيحتين وإن أمكن سلة غذائية لتوزيعها على المحتاجين، وترجيتهم الدعاء لي بالشفاء.. لافتة إلى أن اختها أرادت مضاعفة الأجر واقترحت عليها أن تكون “ذبيحة -وأرز-وزيت” في صنعاء وأخرى في الحديدة فساعدها في ذلك فارق صرف العملة لتنفيذ نذرها.

 

أما مديرة مدرسة في صنعاء التي فضلت عدم ذكر اسمها تقول “جاء تاجر في نهاية شهر مارس قبل أن ننهي العام الدراسي وإعطاني 20 قسيمة فيها مواد غذائية أوزعها على معلمات ومعلمي المدرسة شريطة أن تكون ظروفهم صعبة “.

 

مواطنة اخرى تروي قصة مشابهة لعمل خير حيث قالت أم أمنة ” نزانية الأصل” عشت في صنعاء في الثمانينات لمدة خمسه أعوام وكان زوجي يشتغل في اليمن وبعدها سافرت إلى بريطانيا، ومازلت أتواصل مع جيراني الطيبين وفي كل عام أرسل مبلغ بالدولار تستلمها جارتي وتشتري بها مواد غذائية توزعها على المحتاجين فعلا.

 

 

بدوره يقول محمد علي من أبناء الحديدة” إنه يحب عمل الخير خاصة في رمضان، فجمع التبرعات من ناس يحبون الخير” مواد غذائية – الكترونيات – علاجات – ملابس – ومبالغ مالية “، مشير إلى أنه يقوم باخذ إجازة في رمضان من عمله للتفرغ لتوزيع تلك المساعدات للمحتاجين.

ويضيف : قبل رمضان أقوم بنزول ميداني في أحياء معينة في الحديدة واسأل عقال الحارات عن وضع أهل الحي، وبالتالي أذهب لكل أسرة وأرى ما ينقصها ثم اتوجه للتجار لاستلام المواد الغذائية ونصرفها حسب الاحتياجات.

المطبخ الخيري

صورة أخرى من أعمال الخير وخصوصا في شهر رمضان المبارك حيث يقوم التجار وشباب الأحياء المتطوعين في أغلب حارات العاصمة صنعاء بعمل مطبخ خيري يوميا ويطبخوا كميات كبيرة.

ويتم توزيع الطعام على ثلاثة أجزاء “جزء يفطر المحتاجين والمارة في الحي والجزء الاخر يتم توزيعه على اسر في بيتها اما الجزء الثالث وهو الحصه الأكبر حيث يتم إيصال قدور كبيرة ألي بعض السجون والمساجد.

ويعد ” مطبخ مسيك الخيري – التكافل والتراحم” نموذج من تلك المشاريع الخيّرة ومن أبرز المطابخ في صنعاء للسنة الرابعة على التوالي حيث يتكفل بـ 650 أسرة  طوال أيام السنة ويقوم بطبخ كميات كبيرة من “اللحم أو الدجاج – الأرز – الخضروات” ويتم توزيعها لكل أسرة مع فواكة وتمر مرتين في الأسبوع إضافة إلى “الرغيف والكدم” يوميا.

يقول عبدالله الزبيري أحد المسؤولين عن “مطبخ مسيك” أن مشروع المطبخ الخيري مشروع خيري تكافلي بدعم وتمويل أهل الخير ويقدم وجبات الغداء للفقراء والمحتاجين بشكل يومي طوال العام للتخفيف من معانتهم لتجاوز الأزمة جراء الحاله الصحية والنفسية الناجمة عن الحرب”.

ويضيف الزبيري ” أن معاناة المواطنين زادت بسبب انقطاع الرواتب والحصار على اليمن حيث بدأ هذا المشروع منذ 2016 لإطعام الأسر التي لا حول لها ولا قوة وليس لها مصدر دخل” .

ويختم بقوله  “شهر رمضان شهر التجارة مع الله، شهر الخير والرضي، شهر يبحث فيه كل قلب مؤمن أن يعيد نبض الحياة إلى شخص ضاقت به الحياة، شخصا أراد من خالقة أن يفرج كربته بدعاء له، شهرا يكثر فيه الخير بلا حدود وترسم الابتسامات في كل الوجوه”.