السياسية:

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت ، رفض طهران لأي خطة تشمل رفعاً تدريجياً للعقوبات الأمريكية، مشددة على ضرورة رفعها على الفور، وذلك عشية اجتماع قريب لها مع القوى العالمية في فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني. 

وكالة رويترز نقلت عن وسائل إعلام إيرانية تصريح المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب، التي أكد فيها موقف طهران برفض رفع للعقوبات المفروضة على طهران “خطوة بخطوة”.

كانت جالينا بورتر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت أمس الجمعة، إن محادثات مقررة هذا الأسبوع في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 ستركز على “الخطوات النووية التي سيتعين على إيران اتخاذها من أجل العودة للالتزام” بذلك الاتفاق.

فيما أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من جانبه على أن إيران ستتراجع عن خطوات خفض التزاماتها في الاتفاق النووي، بمجرد رفع العقوبات عنها والتحقق من ذلك، مستدركاً بأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لا تحتاج لمفاوضات، وأن مسار هذه العودة واضح.

اجتماع فيينا 

وانتهى اجتماع القوى العالمية وإيران، أمس الجمعة، عبر الإنترنت، إلى الاتفاق على عقد لقاء مباشر في فيينا الثلاثاء القادم، وهو ما اعتبر خطوة متقدمة في إطار العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. 

وكالة رويترز نقلت عن وسائل إعلام رسمية إيرانية تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن ممثلين لإيران والقوى العالمية قرروا عقد اجتماع بشأن الاتفاق النووي في فيينا، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان الجاري. 

كما أكد مصدر دبلوماسي أوروبي ومسؤول أوروبي آخر للوكالة أن الاجتماع سيعقد في فيينا الثلاثاء.

من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي، اليوم، إنه سيعقد اجتماعات مع جميع الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الإيراني ومع الولايات المتحدة في فيينا الثلاثاء المقبل. وقال التكتل، الذي ينسق المحادثات بشأن الاتفاق النووي: “اتفق المشاركون على استئناف هذه الدورة للجنة المشتركة في فيينا الأسبوع المقبل، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ الإجراءات النووية، بما في ذلك من خلال عقد اجتماعات مجموعات الخبراء ذات الصلة”.

وفي هذا السياق، سيكثف المنسِّق اتصالات منفصلة في فيينا مع جميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة.

تصريحات الاتحاد الأوروبي أكدتها صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن مسؤولين أمريكيين كباراً سيشاركون في الاجتماع المفترض في فيينا، لكنهم لن يشاركوا في مفاوضات مباشرة مع الوفد الإيراني.

لقاء إيجابي عبر الإنترنت 

من جانبه، قال السفير الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم، إن المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي الإيراني المتعثر المبرم في 2015 انتهت، مضيفاً أن الانطباع الذي لديه هو أن الأمور تمضي على المسار الصحيح.

وكتب ميخائيل أوليانوف على تويتر “انتهى اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) عبر الإنترنت، الانطباع الذي لدينا هو أننا على المسار الصحيح، لكن الطريق لن يكون سهلاً وسيحتاج جهوداً مكثفة، الأطراف المعنية تبدو مستعدة لذلك”.

وفي وقت سابق من اليوم، عقدت الدول الموقعة على الاتفاق النووي (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) اجتماعاً افتراضياً مع إيران لبحث إحياء الاتفاق النووي الإيراني وضمان تنفيذه.

​​​​​​​في السياق، ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية، أن “الاجتماع الافتراضي للجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (4+1) عُقد برئاسة مندوب الاتحاد الأوروبي، المدير السياسي للتكتل، إنريكي مورا، بالنيابة عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل”.

وعقد الاجتماع على مستوى المساعدين والمديرين السياسيين لوزارات الخارجية لدول إيران ومجموعة (4+1)، بحسب المصدر نفسه.

وأضافت الوكالة أن “عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، ترأس الوفد الإيراني في الاجتماع المذكور”.

والخميس، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، أن القوى الدولية ستعقد اجتماعاً مع إيران الجمعة، عبر تقنية الفيديو “لمناقشة احتمال عودة الولايات المتحدة” إلى الاتفاق النووي الإيراني.

من جهته، كشف المتحدث باسم الخارجية الأمريكي نيد برايس، في مؤتمر صحفي الخميس، عن “استعداد واشنطن للعودة للاتفاق النووي، بشرط أن تعود إيران أولاً إلى الوفاء بالتزاماتها”.

العودة للاتفاق النووي 

وفي مايو/أيار 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية. 

ومنذ تولي الرئيس جو بايدن، عاد ليفتح الطريق أمام العودة مرة أخرى للاتفاق النووي كما كان قد أعلن أثناء حملته الانتخابية، لكن الأمور وصلت لنقطة من يبدأ أولاً، حيث تصر إيران على أن ترفع واشنطن العقوبات أولاً، بينما يصر بايدن على أن تعود طهران للالتزام ببنود الاتفاق النووي، وبخاصة نسبة تخصيب اليورانيوم التي حددها الاتفاق بـ3.67% بينما وصلت إيران إلى نسبة 20% بالفعل. 

كان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قد طرح مخرجاً مشابهاً للأزمة الخاصة بمن يعود أولاً إلى الاتفاق النووي، عندما أشار مطلع الشهر الماضي إلى وجود آليات تسمح بما يسمى العودة المتزامنة لتنسيق عودة كل من الطرفين (طهران وواشنطن) بضمانة أوروبية، ليكون هذا حلاً لحالة الجمود الدبلوماسي التي أحاطت بالاتفاق النووي.

عربي بوست