السياسية: هناء السقاف

تظهر حقائق زيف المجتمعات الدولية وتقمصها الدور الإنساني علی أحداث وحوادث وقعت في استغلالها للوضع بكافة قدرتها وبحسب الطلب وما يتطلب عليه من نتائج تخدم توجهاتها السياسية التي تبعد كل البعد عن الجانب الإنساني الذي تحمله كغطاء لأهداف تسعى من خلاله الوصول إلی مبتغاها الخبيث..

وفي هذا الإطار تباكی العالم فمنهم من ندد واستنكر والآخر شكك فيما طرف ثالث طالب بسرعة التحقيق في حادث حريق حدث بشكل عرضي شمل مركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين في العاصمة صنعاء نتيجة شغب بين جاليتين والذي سقط فيه قتلی وجرحی.. متهما سلطة صنعاء بالتعمد في قتل أولئك المهاجرين متناسيين أن هناك أحداث مشابهة تحدث وحدثت في العالم كان آخرها هذا الأسبوع مجزرتين متعمدتين بشكل مباشر بيد حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي بحق مهاجرين أفارقة بعد أيام من ارتكاب مجزرة مماثلة أسفرت عن مقتل 60 مهاجرا.

وقد أوضح صيادون ليبيون أن بارجة أوروبية أطلقت صواريخ مدفعية على السفينة التي كانت تقل نحو 240 مهاجرا أفريقيا، مما أدى إلى احتراق السفينة التي كانت تقل المهاجرين ومصرع نحو 60 مهاجرًا، واختفاء مثلهم، فيما نجا 116 شخصًا.

وتحدث ناجون عن وجود سودانيين وسنغاليين وسوريين وباكستانيين ومغاربة ومصريين على متن السفينة، مشيرين إلى أن الصيادين الليبيين أنقذوا نحو 45 منهم.،وقالوا ان سفن حربية تابعة للاتحاد الأوروبي أطلقت الصواريخ على السفينة، مما أدى إلى احتراقها ومقتل وفقدان 120مهاجرا.

وقبل ثلاثة أيام قتل حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي 60 مهاجرا.،وأعلنت السلطات الليبية، السبت الماضي، أنه تم إنقاذ 45 مهاجرًا قبالة سواحل البلاد، فيما لا يزال هناك حوالي 60 مفقودًا، ومقتل 60 على يد قوات أوروبية.

وكشفت منظمة “ألارم فون”، في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، إن النيران اشتعلت في القارب الذي كان يقل المهاجرين، مشيرة إلى أنها أبلغت السلطات المعنية بالحادث إلا أنها لم تحرك ساكنًا، بحسب قولها.

وجمعت المنظمة شهادات من ناجين تمكنت من إنقاذهم، قالوا فيها إنه لا يزال هناك حوالي 60 شخصًا في عداد المفقودين ويُفترض أنهم لقوا حتفهم، فيما قتل 60 شخصًا على يد حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي.

وأكدت أنها ما زالت تجمع الشهادات وتحاول إعادة بناء كل الأحداث، لتسليط الضوء على العنف الذي تسعى أوروبا لإخفائه من خلال إسكات الناجين وإنكار الوفيات في البحر وتجريم رجال الإنقاذ، متعهدة بنشر التفاصيل، خلال الأيام المقبلة.

يأتي ذلك فيما تمكنت سفينة الإنقاذ “أوشن فايكنج” من إنقاذ 10 مهاجرين، من بينهم امرأتان وطفلان ورضيع واحد، كانوا على متن قارب يواجه صعوبات في منطقة البحث والإنقاذ على بعد حوالي 66 كيلومترا من السواحل الليبية، لعشرة مهاجرين كانوا على متن قارب يواجه صعوبات.

وتعتبر هذه الحادثتين من ضمن حوادث كثيرة يتعرض لها اللاجئون أو المهاجرين الباحثين عن العمل أو الفارين من حروب بلدانهم علی أيدي الدول التي تدعي فيها حقوق الإنسان وإغاثة اللاجئين عبر منظماتها المستفيدة من المنح التي تقدمها بعض الدول.

وهكذا هو الحال لم يثر الموضوع أي طرف أو جهة دولية ولم تطالب بتحقيق شفاف أو عقد مؤتمر حول ملابسات الحادث كما حدث لمركز الإيواء في صنعاء بالرغم انه استهداف مباشر مرصود.

أما وزارة الداخلية اليمنية فكانت قد أصدرت بيان مفصل لمجريات الأحداث في مركز الإيواء فيما أصدرت الجاليات بيان يحكي ما حصل موجهة شكر خاص لما قدمته سلطات صنعاء لاحتواء الموقف ومساعدتها لهم عبر مؤتمر صحفي عقدته عقب الحادث.

وهكذا ستظل اللعبة السياسية في أيدي جبارة الأرض والتي تحتل زوايا الملعب السياسي لتسدد أهداف تأهلها للوصول إلی مراكز الفساد وهي تحت الأضواء المزيفة وهتافات المنافقين و المستفيدين .

سبأ