السياسية: صادق سريع

يدلي( 6 ملايين و578 ألفاً و84) إسرائيلي بأصواتهم، اليوم ، في انتخابات عامة، هي الرابعة في غضون عامين.

وكانت عمليات الاقتراع في الانتخابات الثلاثة الماضية قد انتهت دون حسم الأغلبية لصالح طرف محدد، كما انهارت حكومة وحدة وطنية شُكلت للخروج من ذلك المأزق السياسي في ديسمبر الماضي.

وتأتي الانتخابات قبل أسبوعين من استئناف محاكمة نتنياهو في قضايا فساد.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، ولكنه ينكرها جميعها قائلا إن الدوافع وراءها سياسية بالأساس.

منذ مارس الماضي، فرضت الحكومة الإسرائيلية ثلاثة إغلاقات للحد من انتشار فيروس كورونا.

واتهم المعارضون نتنياهو بسوء إدارة هذا الملف، لكن الاقتصاد في البلاد استعاد نشاطه إلى حدٍ كبير مع تراجع أعداد الإصابات والوفيات في الأسابيع القليلة الماضية.

كما أن نتنياهو اعتبر برنامج التحصين باللقاحات المضادة للفيروس والسرعة التي يسير بها إنجازا كبيرا لحكومته.

وفي ذروة انتشار الوباء، كانت إسرائيل واحدة من أكثر دول العالم تضررا منه، لكن سكانها في الوقت الراهن، يعدون من أوائل من لقحوا في العالم.

وبعيدا عن أزمة فيروس كورونا، تركز أحزاب المعارضة على مناقشة النفوذ السياسي لنتنياهو الذي يُعد رئيس الوزراء الذي قضى أطول فترة حكم في هذا المنصب في تاريخ البلاد، مما يجعلهم يرجحون أن البلاد تستحق تغييرا وتداولا للسلطة.

ويحتل نتنياهو منصب رئيس الوزراء منذ عام 2009، كما قضى في هذا المنصب فترة ولاية امتدت ثلاث سنوات في تسعينيات القرن الماضي.

وتشير التوقعات إلى إمكانية فوز حزب الليكود اليميني، الذي يرأسه نتنياهو، بأكبر عدد من مقاعد الكنيست الإسرائيلي، لكنه قد لا ينجح في الحصول على عدد المقاعد التي تخوله تشكيل الحكومة دون دعم من أحزاب أخرى وهو 61 مقعدا.

وأسفر النظام الانتخابي الإسرائيلي من قبل عن ائتلافات حكومية، أو في حالات نادرة، عن حكومات وحدة وطنية منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.

رغم ذلك، ترجح استطلاعات الرأي أنه حتى في حال تشكيل ائتلاف حاكم من أحزاب يمينية، قد يعاني هذا الائتلاف للوصول إلى العدد المطلوب من المقاعد البرلمانية اللازمة لبقاء رئيس الوزراء في منصبه.

ويتوقع أن تتفوق الأحزاب المعارضة لحكومة نتنياهو على التكتل الموالي له، لكن محللين يرون أنه حتى في حالة فوز أحزاب المعارضة بـ 61 مقعدا، قد يحول الانقسام السياسي فيما بينها دون تشكيلها ائتلافا حاكما.

وإذا أخفقت جميع التكتلات في تشكيل أغلبية يمكن الاعتماد عليها، قد نرى دعوة جديدة للناخبين للتصويت في جولة خامسة من الانتخابات العامة في إسرائيل.

وقد أًصيبت إسرائيل بحالة من الشلل السياسي استمرت في ملازمتها منذ انتخابات أبريل 2019 التي فاز فيها حزب الليكود بأكبر عدد من الأصوات، لكنه أخفق في تشكيل ائتلاف حكومي. ورغم دعم الحزب لنتنياهو بقوة، تنظم مظاهرات ضده أسبوعيا أمام منزله في القدس باستثناء تلك الفترات التي شهدت إجراءات إغلاق مشددة.

* كل ما تريد معرفته عن الانتخابات

في هذا التقرير نجيب عن كل ما تحتاج معرفته عن الانتخابات الإسرائيلية الرابعة، بالأرقام والإحصائيات، وحتى آخر نتائج الاستطلاعات.

* بيانات انتخابية

بحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، فإن أعداد أصحاب حق الاقتراع تقدر بنحو 6.5 مليون إسرائيلي، ولكن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية قدَّرت أعداد أصحاب حق الاقتراع المقيمين في إسرائيل فعلاً بـ6 ملايين، 17% منهم من المواطنين العرب.

ويُقدّر عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر، ولديهم الحق في التصويت والذين يعيشون في إسرائيل اليوم بحوالي 6 ملايين شخص. وتقول اللجنة إنه “منذ الانتخابات الأخيرة للكنيست الـ23 التي أجريت في مارس/آذار 2020، ازداد عدد الناخبين المؤهلين في إسرائيل بنسبة 7.1%، أي حوالي 102 ألف نسمة”.

ولفتت دائرة الإحصاء المركزية إلى أن “78% من الناخبين المؤهلين الذين يعيشون في إسرائيل هم من اليهود، 11% منهم من المتدينين، و17% من العرب، و5% من المسيحيين غير العرب، معظمهم من المهاجرين.

ويقترب عدد أصحاب الاقتراع من العرب من المليون نسمة. وقالت دائرة الإحصاء إن “حوالي 997 ألف شخص من الناخبين المؤهلين هم من العرب، مسلمون ومسيحيون ودروز”.

ونوهت إلى أن هذه الأرقام لا تشمل المواطنين الفلسطينيين بالقدس الشرقية، والدروز في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، الذين يرفضون بغالبيتهم العظمى الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

وينقسم المواطنون الإسرائيليون أصحاب حق الاقتراع ما بين أشخاص دون سن الـ40 عاماً ومن هم أكبر من هذا العمر. وقالت دائرة الإحصاء المركزية حوالي 13% من الناخبين المؤهلين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاماً، وحوالي 29% الذين تتراوح أعمارهم بين 25-39 عاماً، و32% الذين تتراوح أعمارهم بين 40-59 عاماً، فيما تبلغ نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً حوالي 26%.

* كم عدد مراكز الاقتراع وكم ستحتاج النتائج حتى تصدر؟

ستجري الانتخابات في 12127 مركز اقتراع، بحسب لجنة الانتخابات المركزية. وأشارت اللجنة إلى وجود 818 مركز اقتراع للمصابين بفيروس كورونا.

وتفتح صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحاً، وتغلق في الساعة الثامنة مساءً. واستناداً إلى القانون الإسرائيلي فإن يوم الانتخابات هو يوم عطلة، لتمكين المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.

وبحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية فإن النتائج الرسمية والنهائية ستنشر بعد 8 أيام من الانتخابات، أي يوم 31 مارس الجاري، لكن تظهر النتائج الأولية بعد ساعات قليلة من انتهاء الفرز في مختلف المناطق.

* كم عدد القوائم الانتخابية التي تتنافس على مقاعد الكنيست؟

تتنافس 39 قائمة على 120 مقعداً، هو عدد مقاعد الكنيست، وفقاً لقائمة نشرتها لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، ولكن استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تشير إلى فرص 13 منها فقط بالفوز بالانتخابات وكسر العتبة الانتخابية.

واستناداً إلى الاستطلاعات فإن حزب “الليكود” اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال يحافظ على موقع الصدارة بالأحزاب الإسرائيلية، يليه حزب “هناك مستقبل” المعارض برئاسة يائير لابيد. كما يرجح أن تواصل أحزاب اليمين هيمنتها على الكنيست القادم.

وبينما يتقدم حزب الليكود بشكل طفيف في استطلاعات الرأي، يواجه نتنياهو ديناميكية لم تكن موجودة خلال الانتخابات السابقة. لقد تغير المشهد السياسي في إسرائيل، ويمكن أن يجعل الفوز في الانتخابات أمراً صعباً للغاية بالنسبة للزعيم القديم.

ويقول محللون إسرائيليون إن استطلاعات الرأي في إسرائيل تعتبر دقيقة إلى حد كبير، لذا فمن المنطقي الاعتقاد بأن حوالي نصف الناخبين يؤيدون تحالفاً يقوده نتنياهو، وحوالي النصف لا يؤيدونه.

* ما “نسبة الحسم” التي تؤهل الكتل للفوز ودخول الكنيست؟

مع انطلاق العملية الانتخابية، فإن الشغل الشاغل للأحزاب الصغيرة هو عبارة واحدة “نسبة الحسم” أو عتبة الفوز الانتخابي؛ إذ يجب على الأحزاب التي تسعى لعضوية الكنيست أن تتجاوز نسبة الحسم البالغة 3.25%.

وتقول لجنة الانتخابات إن عدد المقاعد التي تحصل عليها كل قائمة في الكنيست يتوافق بشكل نسبي مع عدد المصوتين لصالحها، العائق الوحيد هو نسبة الحسم التي تصل اليوم إلى 3.2%.

وبحسب اللجنة، تحصل القوائم التي اجتازت نسبة الحسم على عدد مقاعد يتناسب مع قوتها الانتخابية، يتم ذلك من خلال تقسيم مجموع الأصوات الصحيحة التي حظيت بها القوائم التي اجتازت نسبة الحسم على 120 مقعداً، وبذلك يتم تحديد عدد الأصوات التي تساوي مقعداً برلمانياً واحداً في الكنيست.

* لماذا تعقد الانتخابات للمرة الرابعة في إسرائيل خلال عامين؟

بحسب القانون الإسرائيلي، فإن انتخابات الكنيست تجري مرة كل أربع سنوات، ولكن يمكن للكنيست أو رئيس الحكومة اتخاذ القرار بإجرائها في وقت أبكر. لكن وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، تشهد 4 عمليات انتخابية متتالية في غضون عامين.

فقد جرت انتخابات في أبريل 2019، لم يتمكن على إثرها أي مرشح من تشكيل حكومة، فأتبعت بانتخابات انتهت إلى المصير ذاته في سبتمبر من نفس العام.

وعلى إثر ذلك، جرت انتخابات ثالثة في مارس ، ولكنّ الحكومة التي تشكلت في مايو ما لبثت أن وصلت إلى طريق مسدود، وتم حلّ الكنيست والدعوة الى الانتخابات التي ستجري اليوم الثلاثاء.

وجرت أول انتخابات كنيست في إسرائيل، في 25 يناير 1949، ولمرة واحدة، جرى تأخيرها عن موعدها المحدد وذلك عام 1973، إذ تقررت في 30 أكتوبر، ولكن بسبب حرب أكتوبر مع مصر، تأجلت حتى 31 ديسمبر من نفس العام.

* لماذا يعتبر نتنياهو على المحك هذه المرة؟

يعد نتنياهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في الحكم، إذ إن مجموع عدد السنوات التي قضاها كرئيس وزراء لإسرائيل في أكثر من حكومة وعلى سنوات متفرقة يصل إلى 15 عاماً، بما نسبته نحو 20% من سنوات تاريخ الكيان الإسرائيلي الذي أنشئ عام 1948.

ويواجه نتنياهو هذه المرة انقسامات داخل حزبه، بس انسحاب صديقه السابق وخصمه اللاحق جدعون ساعر من الليكود، والذي من المتوقع أن يحسب بحزبه “الأمل الجديد” الكثير من أصوات اليمين.

ويقول محللون إن ساعر لديه القدرة على الإخلال بتوازن القوى في التصويت؛ لأنه لا يمكن تمييز برنامجه عن الليكود، ومن المتوقع بحسب استطلاعات الرأي أن يصبح ثالث أقوى حزب في الكنيست، وهو توقع سيكلف نتنياهو حتماً الكثير من الأصوات.

في أسوأ السيناريوهات بالنسبة لنتنياهو، قد يجعل وصول حزب ساعر من المستحيل على نتنياهو تشكيل أغلبية في كتلة الأحزاب اليمينية والدينية بدون حزب ساعر “الأمل الجديد”، ولا سيما أن نفتالي بينيت، الزعيم اليميني الآخر، أعلن أن كتلته لن تكون أيضاً جزءاً من الحكومة التي يقودها نتنياهو.

وتلاحق نتنياهو تهم فساد ورشوة منذ عامين، وبعد التصويت، ستستمر محاكمته بتهمة الفساد المزعوم. وكرئيس للوزراء، قد تكون لديه خيارات لتأجيل المحاكمة أو محاولة الحصول على حصانة برلمانية للمرة الثانية. وإذا فاز نتنياهو، فإن أولوياته ستكون واضحة للجميع، وهي تجنب المحاكمة والسجن.

في السياق، ينافس زعيم المعارضة الإسرائيلية والإعلامي سابقاً، يائير لابيد، نتنياهو على رئاسة الوزراء، إذ تقول استطلاعات الرأي إن حزبه “يتش عتيد” سيحل بالمركز الثاني في الانتخابات بعد الليكود. ولا يخفي لابيد رغبته بأن يصبح رئيس الوزراء القادم، وذلك بعد تعهده بالإطاحة بخصمه اللدود نتنياهو.

* منافسة طاحنة على الكنيست

واستناداً إلى لجنة الانتخابات المركزية، فإن 39 قائمة ستخوض الانتخابات، ستفوز منها 14 فقط، بحسب استطلاعات الرأي العام التي نشرت في الأسابيع الأخيرة.

وترجح الاستطلاعات تصدر حزب “الليكود” اليميني القوائم الفائزة بالانتخابات، ولكن زعيم الحزب بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبات بتشكيل حكومة تحظى بثقة 61 صوتاً بالكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعداً.

وفور إغلاق صناديق الاقتراع ستظهر نتائج العينات التلفزيونية، ولكن النتائج الرسمية الأولية ستبدأ بالظهور غداً الأربعاء.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في تصريح أن 20 ألف شرطي سيتولون حماية مراكز الاقتراع.

وامس قبل الانتخابات بيوم واحد- أجرى نتنياهو لقاءً صحفياً مع موقع “بانيت” العربي، وقال فيه إنه يطرح قيام دولة فلسطينية منقوصة السيادة، وإن السلام مع الفلسطينيين سيتحقق من خلال اتفاقيات السلام مع الدول العربية، في إشارة للتطبيع الذي تم بالفعل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وجدد التأكيد على أنه ستكون هناك رحلات سفر مباشرة من تل أبيب إلى مكة لنقل الحجاج المسلمين.

وتأتي تصريحات نتنياهو في محاولة منه لاستمالة أصوات المواطنين العرب في إسرائيل، وفي هذا الصدد، وضع حزب الليكود لافتات في المناطق العربية، تُطلق على نتنياهو كُنية “أبو يائير”، في محاكاة للعادات الفلسطينية.

ورداً على سؤال حول السلام مع الفلسطينيين، قال نتنياهو في المقابلة مع الموقع العربي: “أعتقد أن هذا سيتحقق، ولكن بشكل عكسي، من خلال اتفاقيات السلام مع الدول العربية أولاً”. وأضاف: “لا أعتقد أننا لن نقيم علاقات مع الفلسطينيين، نحن الآن نُقيم علاقة مع السلطة الفلسطينية بما يتعلق بالتطعيمات (لقاح كورونا)، لأننا نعيش في نفس المكان، وعلينا التعامل مع الأمر بصورة مسؤولة”.

وفي هذا السياق، تتفق الأحزاب العربية في إسرائيل على أمر واحد وهو الوقوف ضد نتنياهو، وهذا ما عبر عنه الطيبي بقوله: “لن ندعم، بأي شكل من الاشكال، حكومة بنيامين نتنياهو الذي أدخل إليها أيضاً المرشح إيتمار بن غفير، العنصري والفاشي، ولا يمكن أن نؤيد نتنياهو وننقذه من المحكمة، كما يطالب هو نفسه، وكل من يتواصل معه يجد أن همه الأساسي هو الخروج من هذه المحكمة وإلغاؤها”.

توقعات استطلاعات الرأي 

يأتي هذا بينما أشارت أحدث استطلاعات الرأي التي نشرتها الصحافة الإسرائيلية إلى أن الليكود سيحظى بـ30 من بين 120 مقعداً في الكنيست، وتعطي في المقابل حزب لابيد نحو 20 مقعداً، و10 مقاعد لكلّ من حزبي بينيت وساعر.

ولا يزال نتنياهو يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، وهو يرتكز على ورقة حملة التلقيح ضد كورونا، التي تلقى خلالها نحو نصف الإسرائيليين جرعتين من لقاح فايزر-بايونتيك، لكن من المحتمل ألّا يجد حلفاء لتشكيل حكومة.

ترجح آخر الاستطلاعات أيضاً أن ينال حزب نتنياهو “الليكود” نحو 50 مقعداً مع حلفائه من اليمين الديني، وهو عدد أدنى من العتبة الضرورية (61 مقعداً) لتشكيل حكومة، بالمثل، لا ترجح الاستطلاعات أن يحوز لابيد والأحزاب المعادية لنتنياهو أغلبيّة في البرلمان.

وكان جزء كبير من الحملة الانتخابية قد جرى في ظلّ القيود الصحيّة، ما حال دون تنظيم تجمعات حزبية واسعة، ورغم مضاعفة المرشحين حضورهم في الإذاعات وشبكات التواصل الاجتماعي، لم تنظم أي مناظرة متلفزة.

وفي محاولة لحسم المبارزة السياسية، دعا يائير لابيد، نتنياهو لإجراء مناظرة أمامه، وقال في تصريح إن “الرأي العام الإسرائيلي يستحق مناظرة، يستحق أجوبة (…)، الاستوديوهات جاهزة، والمشرفون جاهزون، ومنصاتنا تنتظرنا”.