تقرير : حورية ابو دجانة

من المعروف انتشار الحمامات البخارية في اليمن وخاصة قي العاصمة صنعاء والتي يعود تاريخها إلى ما قبل الاسلام وكانت تشيد بجوار المعابد، كما كانت بعد الاسلام تبنى في الغالب الى جوار المساجد لصلة النظافة بالطهارة .

  ومازالت الى الان تحافظ على خصوصيتها القوية رغم المنافسة من حمامات الساونا الحديثة التي بدأت تحظى بشعبية لافتة .

كما ان الحمامات البخارية قد استخدمها اليونانيون القدامى والرومان ثم انتقل لبلاد الأتراك وعرف باسم الحمام التركي.

واستمر شائعا لآلاف السنين حتى انتقل لشمال روسيا وعرف باسم بانجا،وهكذا استمر في انتشاره حتى وصل معظم أصقاع أوروبا وشاع استخدامه فيها ونالته التطورات وتنوع في الاستخدامات حتى صارت حمامات البخار امرا سهل المنال بتكلفة محدودة وفي كل مكان.

اعتقاد الكثير بالشفاء :

 

 

 

 

 

 

يعتقد كثير من الناس أن تلك الحمامات تساعد على الشفاء من عدة أمراض، كالروماتيزم وآلام المفاصل، والشد العضلي المتكرر في الظهر والرقبة، كما تساعد على التخلص من الحمى وآلام الجيوب الأنفية والشعب الهوائية، و انسدادات الأنف.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر والضغط العصبي، وتبعث على الراحة النفسية لدى كثيرين، وهي إلى جانب ذلك تسهم بنضارة البشرة والتخلص من سمومها وتنظيف مساماتها.

عدد الحمامات الموجودة في صنعاء :

يوجد  داخل أسوار صنعاء القديمة 14 حماما بخاريا تقريبا أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي،موزعة في مختلف أحياء صنعاء منها حمام السلطان ،الابهر شكر، الطواشي، الميدان ، الجلاء، المتوكل ، ياسر ،سبأ،سوق البقر، البونية، الفيش، علي ، النور ، الحميدي .

  وتتمتع الحمامات الشعبية بمكانة متميزة خصوصا في الأعياد والمناسبات الاجتماعية وبأسعارها الزهيدة جدا، لذلك فبإمكان الجميع زيارتها والتمتع بما تقدمه من خدمات ،وتخصص هذه الحمامات أياما للنساء وأخرى للرجال.

الشكل الهندسي للحمامات  :

 

 

 

 

 

 

جميع أرضيات الحمام مبنية من حجر الحبش الأسود (صخور بازلتية فقاعية) بسبب اكتسابها للحرارة والمحافظة عليها.

ويقع الجزء الأكبر من الحمام تحت سطح الأرض 2-3 أمتار وارتفاع مترين من سطح الأرض وتقسم حجر الحمام الى :

حجرة المخلع :(غرفة باردة لتغيير الملابس) يوجد بها العديد من الخزائن المبنية داخل الجدار لوضع الملابس بداخلها استعداداً للدخول إلى حجرات الحمام البخاري، وفي الطرف الآخر من الحجرة يوجد مصلى صغير لأداء الصلاة .

القباب: وهي عبارة عن قباب نصف دائرية أعلى الحجرات مبنية من الياجور (الطوب الحراري) مغطاة بطبقة من الجص الأبيض ويوجد بها العديد من النوافذ مغطاة بالزجاج لتسمح بمرور أشعة الشمس والضوء إلى مختلف الحجرات لتعطي إضاءة وجمال رائع ترتفع عن سطح الأرض 3-4 أمتار يختلف حجمها حسب حجم كل حجرة وتوجد بهذه القباب فتحات صغيرة تعمل على دخول الأوكسجين وخروج الغازات لتلطيف الأجواء.

المجزع :(الممر) هو عبارة عن الطريق ما بين حجرة المخلع والدخول إلى الحمام.

الخارجية :(الدافئة) الحجرة الخارجية تكون درجة الحرارة فيها دافئة ويوجد بها العديد من الأحواض المبنية من حجر الحبش، وهنا يتم التدليك ببعض الأحجار .

حجرة الصدر: (الساخنة) يتم الدخول إليها عبر باب صغير وهي الحجرة الأكثر سخونة تتميز بكمية كبيرة من البخار

الحجرة الوسطى : الحجرة الوسطى، سميت بهذا الاسم لأنها تقع وسط الحمام إضافة إلى أن درجة الحرارة بها متوسطة في هذه الحجرة .

 كيف يتم تسخين الماء:

 

 

 

 

 

 

الدست : (القِدر) وهو عبارة عن قِدر كبير مصنوع من النحاس يصل عرضه إلى متر ونصف وارتفاعه متر، يتم تعبئته بالماء ويوجد أسفل حجرة الصدر (الساخنة) تحت سطح الأرض بعمق 4 أمتار، يتم تسخينه عبر نافذة صغيرة باستخدام الديزل والكراتين وعندما يسخن القِدر يسمح بصعود بخار الماء الساخن إلى قاع غرفة الصدر كما أن هناك ممرات تمر أسفل الحجرات يصل عرضها من 20-30 سم مبنية من الحبش الأسود تنقل بخار الماء إلى مختلف الحجرات لتقوم بعملية تسخين الحجرات.

الفرق بين حمامات البخار، والحمامات المعدنية :

 فحمامات البخار هي حمامات يتم إشعال محروقات في الدور الأرضي للحمام، لتسخين الماء إلى درجة حرارة تصل إلى 50 درجة وتوليد البخار بشكل مستمر، بحيث يصل درجة حرارة أقصى حجرة إلى حوالي 100 درجة.

بينما الحمامات المعدنية هي حمامات طبيعية، تحوي مياهها مواد معدنية كبريتية (كبريت الهيدروجين) وهي مياه ساخنة تنبع من باطن الأرض، ويتم بناء حمامات في مسار المياه لاستغلال تلك المياه المتدفقة، وعادة ما تكون تلك الحمامات الطبيعية مقصدا سياحيا وعلاجيا، لكثير من الزوار الذين يأتون من أماكن بعيدة للاستشفاء.

وتعد الحمامات البخارية عامة أحد الطقوس الاجتماعية في الكثير من البلدان العربية والاسلامية ، لكن وجودها في اليمن لم يرتبط بعناصر السعي وراء تحقيق الراحة الجسدية فحسب، بل أن العودة إليها في المناسبات الاجتماعية والاعياد جاء تلبية لحاجات روحية وروحانية وتجسيد لواجب ديني مقدس.

وتشير النقوش التاريخية إلى ان الحضارة اليمنية السبئية القديمة عرفت با استخدام الحمامات وقد تم اكتشاف آثار قديمة لبقايا حمام بخاري في العاصمة السبأية التاريخية مأرب يعود تاريخها للألف الأول قبل الميلاد حسب قول المؤرخين  .