السياسية || محمد علي القانص*

استغلت وسائل إعلام عربية جريمة "البيجرات" التي نفذها الكيان الصهيوني المجرم في لبنان خلال اليومين الماضيين، بطريقة ساذجة وحقيرة، حيث ركزت تلك الوسائل على التقليل من قدرات حزب الله الأمنية والعسكرية، متناسيةً حجم وبشاعة الجريمة التي أدت إلى سقوط عدد كبير من المدنيين ما بين قتيل وجريح.

تلك الوسائل التي تمولها دول خليجية، تعمل منذ إنشائها على تلميع الكيان الصهيوني وخدمة الماسونية العالمية بكل ما أُوتيت من قدرات وإمكانيات، كان يجب أن توظفها لخدمة القضايا العربية والإسلامية المصيرية، لا لخدمة أعداء الله وأعداء الإنسانية الذين يسفكون دماء البشر بدم بارد دون أن يتحرك لهم جفن.

من خلال متابعة الأخبار والتحليلات في قنوات فضائية ومواقعها الإلكترونية العملاقة في إمكانياتها الدنيئة في أجندتها الخفية، سنجد الكثير مما يؤكد أن الصهيونية تشرف على تلك القنوات المضللة للرأي العام والطامعة في إرضاء اليهود والنصارى بدلاً عن إرضاء المولى عز وجل القائل في كتابه العزيز ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) سورة البقرة، والقائل ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) سورة التوبة.

الحملة الإعلامية والتهويلية لجريمة البيجرات كان يفترض أن تركز على هول الجريمة وخسة مرتكبيها، وليس التشويه والاستهداف المعنوي للمجاهدين بحزب الله الذين وقفوا ويقفون مع أبناء غزة منذ الساعات الأولى من العدوان الصهيوني على قطاع غزة في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م.

هناك سؤال يطرح نفسه لمن يتبنون حملة تشويه حزب الله والتقليل من قدراته التي تفوق بالتوكل على الله قدرات أكبر وأعظم جيوش الدنيا: أين مواقفكم وقدراتكم وجيوشكم مما يجري في غزة؟ الإجابة هنا معروفة؛ لا يوجد أي موقف مشرف لمن يسخرون اليوم من حزب الله وحركات المقاومة والجهاد في العالم الإسلامي الصادق وليس المنافق.

نعم الجريمة كبيرة ومؤلمة، ولكن لن تمر مرور الكرام وسيتم الرد عليها في الوقت والمكان المناسبين حسب كلام السيد المجاهد القائد حفيد المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله) السيد/ حسن نصر الله- حفظه الله- الذي أكد أن عملية أجهزة الاتصالات لن تؤثر على معنويات المجاهدين؛ بل زادتهم قوة وصلابة وعزيمة في خوض غمار المعركة مع من أذلهم الله (اليهود والنصارى) الذين لا يقاتلون إلا من وراء جدر أو في قرى محصنة.

خلاصة القول: المعاناة في الجهاد والانتصار للقضايا العادلة ثوابها كبير عند الله عز وجل، وثمرتها عظيمة في الدنيا والآخرة، والتضحية بالمال والنفس في سبيل إعلاء كلمة الله ليس فيها أي خسارة أبداً، بل تجارة رابحة لا تبور.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب