السياسية : أمل باحكيم

في مثل هذه الأيام من كل عام  “سبتمبر الى ديسمبر”تحلق في الافق مئات الاسراب من الطيور المختلفة المهاجرة  فتتلون السماء بألوان وإشكال أسراب الطيور,خاصة عندما تعبر البحار فيستمتع المشاهد بشكل الطيور  المختلفة والغريبة ويسمع أصواتها العذبة عندما تحتل  الأشجار في الغابات والمدن والقرى لتشكل الطيور منظرا ساحرا وأصوات تاخدك إلى عالما آخر.

تستعد الطيور المهاجرة للرحيل الى افريقيا واليمن من شرق تركيا  وبخاصة ” إيغدير “ التي تعد مسكانا للطيور نظرا لجوها الدافئ و تنوع غطائها النباتي حيث تتكاثر وتخزن الطعام ولكن مع حلول الخريف  تستعد الطيور المهاجرة للرحيل في هذه الأوقات في محمية الطيور بنهر أراس ومتنزه جبل آغري الوطني.

وتؤكد الدراسات التي أجريت في فترات متفرقة ان التنوع البيئي الجيد للمواطن الطبيعية في اليمن من  ” جبال وسهول وصحاري وهضاب وأراضي رطبة وسواحل بحرية”  تقع في طريق هجرة الطيور الرئيسي في رحلتي الذهاب والإياب السنوية بين ثلاثة نطاقات جغرافية حيوية يعد من أسباب انتشار الأنواع الموجودة في هذه المنطقة من العالم.

فقد بلغ عدد الطيور في  جزيرة سقطرى مثلا عام 2018 “220 نوعاً ” وزاد خمس أنواع من الطيور في 2020 فصبحت عدد الطيور 225 نوعاً بحسب دراسة الباحث البريطاني ريتشارد واليمني أحمد سعيد حيث تمكنا من  اكتشاف أنواع جديدة من الطيور النادرة والمتوطنة في جزيرة سقطرى.

بالإضافة إلى تصنيف 12 نوع من الطيور ضمن الأنواع المتوطنة بجزيرة سقطرى (وهي لا توجد في أي مكان آخر في العالم). وحوالي 15 نوع من الأنواع المهددة بالانقراض.

ومن بين هذه الأنواع توجد 38 نوعاً تتكاثر بانتظام، في حين أن أكثر من 180 نوعاً من الطيور تعد من الزوار المهاجرين ويبلغ عدد الطيور المتوطنة في الارخبيل إلى 11 نوعاً تقريبا وهناك أسباب عديدة تجعل أسراب من الطيور تهاجر كل عام.

اسباب هجرة الطيور:

يعود اسباب هجرة الطيور الى التغيرات المناخية ففي فصل الشتاء يكون البرد قارس ,كما تتعرى الأشجار من جميع اوراقها,وتتجمد الانهار والبحيرات ,وتتساقط الثلوج والجليد الذي يغطي الارض طوال سته اشهر تقريبا كما لا يوجد غذاء كافي لها.

لذا فان هذه الطيور لا تستطيع أن تعيش في هذا المناخ لكنها تعود الى موطنها بعد ان يعود المناخ الى طبيعته.

فالطيور تختلف في إحجامها ومدى قوتها على الطيران لذى تختلف قدرة الطيور على المسافة التي تهاجر اليها فهناك أنواع للهجرة متعددة .

أنواع الهجرة:

طيور لا تهاجر:  تبقى في مكانها لقدرتها على العثور على إمدادات كافية من الغذاء على مدار السنة.

طيور تهاجر لمسافات قصيرة : تتحرك لمسافات قصيرة فقط حيث تتحرك من اعلى المرتفع الي المناطق الاقل ارتفاعًا.

طيور تهاجر الى مسافات متوسطة : حيث تطير هذه الطيور من الهجرات المسافات التي تمتد من دولة أو ولاية إلى أخرى.

طيور تهاجر الى مسافات طويلة :  وهي طيور تهاجر الى مسافات طويلة جدا مثل الهجرة من الولايات المتحدة وكندا إلى أمريكا الوسطى والجنوبية و يقوم بها حوالي 350 نوعًا من طيور أمريكا الشمالية.

فئات الطيور المهاجرة:

تصنف الطيور المهاجرة الى فئات :-

طيور عابرة : حيث سجل في اليمن أن اكثر من نصف فصائل الطيور هي طيور مهاجرة عابرة لا تتكاثر فيها أبداً.

طيور زائرة شتوية : وهي تلك الطيور التي تتكاثر في أوربا وأسيا وتأتي للجزيرة العربية بشكل عام ولليمن بشكل خاص لتقضي فترة الشتاء ويقضي بعض من أنواع هذه الطيور الشتاء في الشمال والشمال الشرقي من أفريقيا مثل عقاب السهوب.

طيور متحركة داخل اليمن: فهي في الأصل طيور مقيمه لكنها تقوم بتحركات إعادة انتشار موسمية داخل اليمن ولا تغادرها ويتأثر توزيع الطيور المتحركة داخل اليمن بالمطر ومدى وفرة الغطاء الخضري والسواحل.

طيور مشردة : وهي طيور تظل طريقها فتصل الى اماكن تبعد مئات الكيلومترات عن مواطن هجراتها الاعتيادية.

وقت هجرة الطيور:

للطيور المهاجرة رحلتين: “رحلة الشتاء”  وتكون بهجرة الطيور من الشمال الى الجنوب , اما الرحلة الثانية “رحلة الصيف” وتكون  من الجنوب الى الشمال حيث تعود الطيور المهاجرة الى موطنها الاصلي.

تعد الفترة الممتدة من “سبتمبر الى ديسمبر” من كل عام وقت هجرة الطيور المهاجرة من شمال أوروبا وشمال وشرق آسيا، في رحلة عبور سنوية اما في الخريف يعتبر باب المندب أهم ممر للطيور الجارحة البرية في العالم.

مناطق تهاجر لها الطيور:

باب المندب: يشكل مضيق باب المندب ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة بعد قناة بنما في أمريكا الوسطى, حيث تعتبر الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر من كل عام موسم هجرت مئات الآلاف من الطيور المهاجرة الى باب المندب حيث بلغ عدد الطيور المهاجرة يوميا 60 الف نوع تقريبا ومنها ثلث الطيور الجارحة المهاجرة  كالعقاب والنسور.

في حين تشكل بلاد الشام وشبه جزيرة سيناء، الممر الآسيوي لثلثي الطيور المهاجرة من شمال الكرة الأرضية.

غابات المانجروف (الاستوائية) : نعتبر مصدرا ًمهماً لغذاء الطيور المائية المستوطنة والمهاجرة وبيئة ملائمة لتعشيش هذه الطيور أيضاً.

مديرية ذباب في تعز : واحدة من أكثر المناطق على مسار هجرة الطيور أماناً في العالم وذلك لقلة سكانها وتوفر المواد الطبيعية .

وتعتبر سواحل مدينة عدن وابين ولحج  : من المناطق الجاذبة لكثير من الطيور والذي تبقى فيها خلال بعض الفصول من السنة .

 

اما محمية بحيرات عدن المعروفة باسم ( بحيرات البجع ) : وتكتسب هذا الأراضي أهميتها من خلال دورها الحيوي في النظام البيئي الساحلي وفي التوازن البيئي والمناخي للمنطقة.

 

و ذات أهمية إقليمية و دولية حيث سجلت منطقة عدن ضمن أهم محطات الطيور المهاجرة في قائمة منظمة الطيور العالمية كونها موئلا منتظما لآخر ثلاث أنواع من الطيور المهددة بالانقراض عالميا ( كالنورس ابيض العين و العقاب الإمبراطوري و النسر الاسعف الكبير) .

وتعتبر حصريا لتسعة انواع من الطيور على المستوى الاقليمي, وثلاثة انواع من  الطيور المسجلة حصريا على مستوى الشرق الأوسط  و تضم النورس السويدي وابيض العين و زقزاق السرطان.

 

الطيور النادرة في ارخبيل سقطرى:

أكثر من أربعمائة نوع من الطيور تتواجد باليمن في فصول مختلفة من السنة منها أنواع نادرة لا توجد إلا في أرخبيل سقطرى.

وأشارت الدراسة إلى أن “العصفور الدوري السقطري” احتل المرتبة الأولي من حيث الكثافة العددية التي تم إحصاؤها في الأرخبيل والتي بلغت أكثر من 200 ألف طائر وجاء “التمير السقطري” ثانياً بأكثر من 30 ألف طائر، ثم “المغرد السقطري” بحوالي 20 ألف، ثم “السواديه السقطرية” بحوالي 14 ألف طائر، يليها “الهازجة” و”الدرسة” السقطريان، اللتان تعتبران من أندر أنواع الطيور في أرخبيل سقطرى وأقلها انتشاراً، بواقع 3000، و1000 طير على التوالي.

أنواع الطيور النادرة في باب المندب:

يتواجد في باب المندب 6 أنواع من الطيور الجارحة البرية التي تضم ثلاثة أنواع  من العقاب والصقور ( الشاهين – الحر –العويسق “صقر الجراد” ).

وهتاك ايضا ثلاثة أنواع من النسور(الشرق الامبراطوري –  الكبير المنقط – الرخمة المصرية).

 

وهناك أنواع اخرى من الطيور المهاجرة من غير طيور الجارحة وهي الطيور المائية ذات المنقار الطويل وتعتبر من فئات الطيور العابرة التي تهاجر فقط للحصول على الغداء.

وتتواجد كثيرا من أهم انواع الطيور المائية في باب المندب مثل (زقزاق السرطان –  بلشـون الصخور – الأطيش البني – البجع – أبو منجل – أبو معلقة).

كما يعد عصفور “تمير وادى النيل” اصغر طائر , اما اكبر طائر فهو “الحبارى العربى “يعتبر طائر” النعام”  اطول طائر اما طائر “سمامة الصرود” هى الاسرع.

وتتمركز الطيور الني تستطيع العيش  فى ارض جرداء في المرتفعات مثل طائر “حجال” بينما تعتبر سهول تهامة موطنا لطائر الحبارى العربى والعصفور الذهبي الذي يتغذى على المحاصيل الزراعية ويوجد ايضا طائر زقزاق السرطان.

طيور مهاجرة تتعرض للاصطياد

 

ينتظر الصيادين في محافظة المهرة موسم هجرة الطيور خاصة طائر السلوى” السمان”  الذي أصبح نشاطا اقتصاديا وجزاء من الموروث الثقافي لأهل المدينة ,كما انه يشكل مصدر رزق خصوصا ل دولة عمان ويعتبر بعض السكان الصيد كهوية بغرض الاستمتاع والأكل.

ويوضح باحثون يمنيون أنه قبل موسم السلوى في المهرة يظهر نوع من الطيور يطلق عليه السكان اسم (مقدم سلوى) فعند ظهور هذا النوع من الطيور يعلم الجميع أن موسم اصطياد السلوى قد حان فتخرج في اليوم الواحد عشرات المجموعات من عائلات الطيور , فكميات الصيد تختلف من فترة إلى أخرى فهناك فترات يتم صيد كميات كبيره وأخرى بكميات قليلة.

وطيور السلوى التي تصل محافظة المهرة اليمنية ثلاثة أنواع تختلف بحسب اللون والحجم، فأكبرها حجما هي “العفري” والنوع الثاني “حوري”  والنوع الثالث هو “الحضني” .

طيور الجارحة  صقر ” شاهين ”

يعتبر صقر شاهين من الطيور الجارحة النادرة وتتواجد في اليمن لكن يتعرض ا الطائر للاصطياد لأنة يمثل مصدر رزق حيث يباع في دول الحليج بسعار باهظة .