السياسية :

افردت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم حيزا هاما للانتخابات الأميركية ولتبعاتها على الديمقراطية والسلم الأهلي في الولايات المتحدة.

*الولايات المتحدة على حافة الانقسام والديمقراطية في خطر

جرائد اليوم أجمعت على شيء واحد وهو ان الانتخابات الرئاسية الأميركية افضت الى أسوأ السيناريوهات، ما جعل “ليبراسيون”ّ تعنون غلافها La Maison flanche على وزن La Maison Blanche وهي تعني بذلك بالطبع انهيار البيت الأبيض، مقر الرئاسة الأميركية. وقد اشارت “ليبراسيون” في افتتاحيتها الى ان “الولايات المتحدة على حافة الانقسام، والديمقراطية الأميركية في خطر”. كاتبة المقال “الكسندرا شواتزبرود” اعتبرت ان “دونالد ترامب، بإعلانه الفوز قبل انتهاء فرز الأصوات، تصرّف كأي من رؤساء الديكتاتوريات في العالم” ما قد “يهدد بإثارة ردود فعل عنيفة” تضيف “ليبراسيون” وقد خلصت الى ان “المشهد تعيس فعلا لكن أوروبا قد تجد فيه عبرة وهي ان الديمقراطية مكسب ثمين لكنه شديد العطب”.

*دونالد ترامب اعتمد استراتيجية الفوضى

بدروها “لوموند” اعتبرت ان “الديمقراطية الأميركية في خطر” كما عنونت افتتاحيتها. دونالد ترامب اعتمد “استراتيجية الفوضى” وهو “يلعب بالنار في ظرف، هو أصلا قابل للانفجار” تقول “لوموند” التي انتقدت في افتتاحيتها المساس ب “إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم التي أصبحت في وضع غير مسبوق، شهد إخلال رئيسها بالعملية الانتخابية و تهديده بوقفها بواسطة هيئة قضائية مستقلة يفترض انه ليس لديه أي تأثير عليها” كتبت “لوموند” وقد اعتبرت الامر “تجاهلا لحكم صناديق الاقتراع وهو ما لم يكن ترامب قد تجرأ عليه حتى الآن” تقول “لوموند” التي أملت ان يتراجع الرئيس الاميركي عن موقف لا يليق بالولايات المتحدة بل بالديكتاتوريات”.

*صورة “جمهورية الموز” محت وجه اميركا الحلم

بدورها “لوفيغارو” كتبت ان “وهج منارة الديمقراطية الأميركية يخفت شيئا فشيئا وكأنها مصباح يوشك على الانطفاء” وقد طالب كاتب المقال “فيليب جيلي” المرشحين ترامب وبايدن “الالتزام بالصمت بانتظار نتائج الفرز”. في “لي زيكو” اعتبر “دومينيك مويزي” انه أي كانت نتيجة الانتخابات فإن صورة “جمهورية الموز” حلّت مكان صورة الولايات المتحدة كمرجع ديمقراطي قادر على طمأنة العالم وجعله يحلم”. “لي زيكو” اعتبرت كذلك ان “الانتخابات أظهرت ان فوز ترامب المفاجئ عام 2016 لم يكن، خلافا لتحاليل الأوروبيين، مسألة عرضية”.

*الفوز على مرشح شعبوي ليس سهلا

كاتب المقال “إتيان لوفيفر” أشار ان “القومية ومعاداة النخب التي تعتبر محرك ناخبي ترامب، ما زالتا قائمتين حتى الآن فيما يتخطى الولايات المتحدة وشخصية الرئيس الأميركي”. “لوفيفر” لفت كذلك الى ان “هذه الانتخابات اثبتت ان الفوز على مرشح شعبوي ليس سهلا حتى بعد أربعة أعوام في الحكم راكم فيها ترامب الفظاعات والأخطاء”. وقد اعتبرت “لي زيكو” ان “انقسام الولايات المتحدة وضعفها جعل منها حليفا عدوانيا لا يرحم أوروبا في المجالات الضريبية والتجارية بشكل خاص” وقد خلصت الصحيفة الى ان “واشنطن لن تستعيد عما قريب موقعها القيادي على الساحة الدولية أيا كان ساكن البيت الأبيض”.

*هل تقاوم أوروبا المد الشعبوي؟

في صحف اليوم تخوف من تفشي عدوى الشعبوية الأميركية في أوروبا وفرنسا تحديدا. الموضوع تناولته “لوبينيون” في افتتاحيتها آخذة على الاعلام الغربي تعاميه على وجود تيارات شعبوية تمثلت في فرنسا بحركة السترات الصفراء الاحتجاجية وأيضا بالمتذمرين من الحجر الصحي وما يعتبرونه عجز الدولة عن حمايتهم من العنف الإرهابي وهي تيارات امتنعت حتى الآن عن المشاركة بالانتخابات فما بلك ولو فعلت. وهو ما اشارت اليه أيضا “لوباريزيان” في افتتاحياتها معتبرة ان قدرة ترامب على الحفاظ على قاعدته الشعبية رغم ادارته الكارثية لشؤون بلاده واسهامه بزعزة الاستقرار العالمي سيكون لها تأثير على كل الديمقراطيات التي يعشش فيها غضب شعبي ومنها فرنسا” التي تساءلت “لوبايزيان” عن “مدى قدرتها على مقاومة اغراءات الشعبوية”.
وكالات