خالد الجيوسي*

هذه المرّة، وعلى عكس انتخابات الرئاسة الأمريكيّة السابقة، يختلف المشهد بواقع تفشّي فيروس كورونا “كوفيد-19″، واعتماد التصويت عن طريق البريد، هُناك حوالي 60 مليون ناخباً أمريكيّاً، قد صوّتوا بالفِعل عن طريق البريد، هذه الأصوات يجب فرزها وعدّها، وهو بالتالي ما يعني تأخير إعلان ساكن البيت الأبيض ليلة الثلاثاء.

الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، لا يُريد المُماطلة في إعلان الفائز، وقد انتقد مسألة التصويت عبر البريد، وقال إنه ليس من المعقول أن يمتد حساب الأصوات على مدار 7، 8، 9، أيّام، يرغب ترامب في إعلان النتائج هذه الليلة.

شركات المُراهنة الأمريكيّة، تقول إنه من الصّعب بكُل الأحوال إعلان الفائز هذه الليلة، وفي الغالب سيجري إعلانه الأربعاء بأحسن الأحوال، وهو ما يزيد من حالة الإرباك، والخشية من أعمال عنف، بين المُناصرين للمُرشّحين، فالإقبال على هذه الانتخابات غير مسبوق، وتاريخي.

السؤال التالي بعد موعد إعلان النتيجة الانتخابيّة، سيكون حول هويّة الفائز، فهل ستبقى أمريكا ترامبويّةً، أم سيُصبح البيت الأبيض بايداوين، هذا سؤالٌ مطروحٌ على المنصّات، وكلٌّ يأمل فوز مرشّحه، ودول الخليج ليست استثناء، وقد يميل بعضها إلى تمنّي فوز ترامب، فبايدن كان توعّد بعض الدول العربيّة، مثل السعوديّة، تركيا، ومصر، وكانت قد بثّت قناة “العربيّة” تقريرًا يحكي قصّة الشراكة الراسخة السعوديّة مع الولايات المتحدة الأمريكيّة مُنذ 75 عاماً، وفي ظل كل الإدارات المُتعاقبة، وهو ما اعتبره مُعلّقون نوعاً من إظهار الحياد السعودي لكلا المُرشّحين الرئاسيين، وإن كان بايدن يتحفّظ بشكلٍ أو بآخر على سياسات العهد السعودي الجديد، و أمنيات نشطاء سعوديين، الفوز لحليفهم كما وصفوه دونالد ترامب.

كُل استطلاعات الرأي، تُشير إلى تقدّم بايدن، حتى الوسوم المُتصدّرة الافتراضيّة ترى في بايدن فائزًا، لكن ومع هذا قد يكون للولايات الحاسمة، رأيٌ آخر، وتقلب الموازين لصالح ترامب، كما فعلت معه شخصيّاً، حين كان يتوعّد بعدم قبول الخسارة، أمام مُنافسته السابقة هيلاري كلينتون، ومع هذا تبدو الولايات الحاسمة وأبرزها بنسلفانيا، ميشيغين، يتقدّم بايدن على ترامب بست نقاط، وحتى إعداد التقرير، ويُصر الأخير على أن هذه الاستطلاعات مُزوّرة.

مسألة الرعاية الطبيّة، مسألة غاية في الحساسيّة، بالنسبة لكبار السن، وهي مسألة ركّز عليها بايدن في حملاته الانتخابيّة، وهو ما سيدفع هؤلاء للتصويت لجو بايدن، المرأة والنساء الأمريكيّات، قد يلعبن دورًا كبيرًا في هزيمة ترامب، فهو بنظر كثيرات منهن، متّهمٌ بالتحرّش، ولا يُقدّر النساء، وعلاقته مع زوجته ليست على ما يُرام، وللمسألة العاطفيّة دور كبير في تحديد الناخبات من سيخترن رئيساً، يُدافع عن حقوقهن.
الأصوات الانتخابيّة التي ستصل بعد الساعة الثامنة بالتوقيت الأمريكي، لن يتم احتسابها، وتستمرّ حاليّاً عمليّة التصويت في أكثر الانتخابات الأمريكيّة، جدلاً، ومُتابعةً، وترقّباً.

هذه الليلة لن تكون حاسمةً بكل الأحوال، لمعرفة الرئيس الأمريكي الفائز، فيبدو أنه سيكون هُناك معركة من نوع آخر، وهي معركة قضائيّة بين ترامب وبايدن، حيث الأوّل يرغب بإعلان سريع لاسم الفائز، وبايدن يرغب بالتأنّي لحساب جميع الأصوات الواصلة عبر البريد، المعركة تزداد حدّة بين الديمقراطيين، والجمهوريين.

وأعلن ترامب بالفِعل أنه سيُرسل مُحامين لمراكز الفرز، فيما إذا واصلت مراكز الفرز، عمليّة إحصاء الأصوات بعد يوم الانتخاب، ترامب واصل التشكيك بنزاهة التصويت عبر البريد، وهُناك تخوّفات بالفعل من أن يُعلن ترامب نفسه فائزًا، قبيل الانتهاء الرسمي من فرز الأصوات، فيما تُشير جينفر أومالي وتُذكّر وهي مديرة حملة بايدن، “أنّ الانتهاء من فرز الأصوات في الولايات كان يتطلّب عادةً وقتاً بعد ليلة الانتخاب”، وهو ما يعني دخول البلاد صراعاً آخر، وامتداد الفترة الانتخابيّة لأيّام وأسابيع تحت عنوان “نزاعات التصويت”، والتخوّفات من أعمال عُنف لاحقة، وحرب أهليّة كانت قد حذّرت منها قوّات إنفاذ القانون.

* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع